. تناقض المتمسلفون في دين الصوفي قال بعضهم: الصوفيون كسائر المسلمين فيهم الصالحون ويوجد منهم جائرون. قلت :(هذا حق) ويقول بعضهم : الصوفيون الأوائل على الحق والصوفيون الأواخر كلهم منحرفون. قلت :(هذا هذيان) ويقول بعض مجانينهم : الصوفية كلها ضلالة. قلت : إذا حكمنا أن كل تصوف ضلالة بلا استشناء فلا بد أن نطرح من صحيح البخاري 690 حديثا ومن صحيح مسلم 30 حديثا لأجل سفيان الثوري لما ثبت في صفة الصفوة ج 1 ص 12 أنه كان يشرب عن الصوفيين وكذلك طبقات الصوفية ج 1 ص 387 أنه كان يعتمدهم.
ولا بد أن نسقط من سنن الكبرى للنسائي 7 حديثا ومن معجم الكبير للطبراني 22 حديثا والكبرى للبيهقي 69 حديثا وشعب الإيمان 114 حديثا لأجل أحمد بن يحيى الصوفي وأحمد بن محمد الصوفي وغيرهما.
ونطرح من موارد الظمعان 38 حديثا. ومن المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم 179 حديثا وصحيح ابن حبان 69 حديثا ومن الشريعة للآجوري 35 حديثا لأجل أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. بل إذا قلنا أن الصوفيين مشركون لتوسلهم عند قبور الصالحين فلا بد أن نحرق جميع كتب ابن حبان صحيحه وثقاته وغيرهما لكونه يتوسل عند قبور الصالحين كما يأتي. ونحرق المعجم الثلاث للطبراني وكتب ابن أبي عاصم وغيرهم كلهم مع الصوفيين ويأخذون عنهم ويتوسلون كما يأتي قريبا إن شاء الله.
وزعم بعض المتمسلفيين أن الإمام مالك والشافعي ذموا الصوفية لما في تلبيس ابليس لابن الجوزي ج 1 ص 327 : عن عبد الملك بن زياد النصيبي قال كنا عند مالك فذكرت له صوفيين في بلادنا فقلت له يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا وكذا قال أومسلمين هم؟ وضحك.وعن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق وما لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا.
قلت : هذا افتراء على الإمامين بلا شك؛ أين إسناد إليهما؟ ابن الجوزي لم يسق الإسناد حتى نرى صحته؟ ثم عبد الملك بن زياد الراوي عن الإمام مالك ضعيف. ابن الجوزي نفسه قال في ضعفائه ج 2 ص 149 : أنه منكر الحديث وكذلك الذهبي في المغني ج 2 ص 405. وقال ابن حبان في الثقات ج 8 ص 390 : يغرب عن مالك. وهذا الأثر رواه عن الذي يغرب عنه. ويونس الراوي عن الشافعي قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 11 ص 441 : أنكروا عليه تفرده عن الشافعي برواية حديث " لا مهدي إلا عيسى" وقيل أن يونس دلسه!. وفي خلاصة تهذيب ج 1 ص 334 : تفرد يونس بحديث منكر عن الشافعي.
فقلت : هذا الأثر تفرد به يونس عن الشافعي أيضا فانتبه.
وقلت : لو كنا نحتج بمثل هذه الآثار الضعيفة لقلنا : الإمام مالك رحمه الله تعالى
يقول :من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق.
راجع حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني ج 3 ص195. وشرح عين العلم وزين الحلم للإمام ملا علي القاري ج1 ص33. وفي مرقاة المفاتيح ج 1 ص 335.
والشافعي رحمه الله تعالى يقول : حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والاقتداء بطريق أهل التصوف!. راجع كشف الخفاء للإمام العجلوني ج1 ص341.
تعليقات
إرسال تعليق