التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عقيدة السلف الصالح للشيخ سليمان صوري

            الشيخ سليمان صوري 

                             عقيدة السلف الصالح
          للشيخ سليمان صوري ابن الحاج عبد الله صوري

                             بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد :
لما كان علم التوحيد واجبا على كل مسلم ولا يكمل إنسانية المرء إلا به وخير الدنيا والآخرة منوط به ورأينا المتمسلفين قدأدخلوا فيه ما لا يليق برب العزة قمت بجمع كلام السلف الصالح فيه كتأويلات ابن عباس رضي الله عنه لآيات الصفات وتأويلات تلاميذه في كتبهم وتفويض المفوضين واضطرابهم ليقف القارئ على حقيقة عقيدة السلف مؤوليهم ومفوضيهم ويتحقق له ما أدخله المتمسلفون في التوحيد من البدع والضلالات، وما توفيقي إلا الله وبه نستعين.


                     أصول الإسلام

أصول الإسلام خمس : من اعتقد بها فهو مسلم وإن لم يكن كامل الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪا ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺗﻘﻴﻢ اﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺆﺗﻲ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺗﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺗﺤﺞ اﻟﺒﻴﺖ ﺇﻥ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ»
أخرجه البخاري رقم 8 ومسلم رقم 8 أيضا وأحمد 367 وغيرهم بأسانيد صحيحة.
أما فروع الإسلام فكثيرة من استكملها كان مسلما كاملا ومن لم يكملها كان ناقص الإسلام.
قال معمر في جامعه رقم 20202  ﻋﻦ اﺑﻦ ﻃﺎﻭﺱ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: « ﻣﺜﻞ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺜﻞ ﺷﺠﺮﺓ، ﻓﺄﺻﻠﻬﺎ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻭﺛﻤﺮﻫﺎ اﻟﻮﺭﻉ، ﻭﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﻻ ﺛﻤﺮ ﻟﻬﺎ، ﻭﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻭﺭﻉ ﻟﻪ». وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻱ اﻹﺳﻼﻡ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺳﻠﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺪﻩ» أخرجه البخاري رقم 11 وغيره. وقال أحمد في مسنده رقم  10232  ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺧﻴﺮﻛﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﺎﺳﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼﻗﺎ" وإسناده صحيح.

                      أصول الإيمان

أصول الإيمان ستة كما روى عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : اﻹﻳﻤﺎﻥ : «ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ، ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ»  أخرجه أحمد رقم 366 ومسلم  رقم 8 وغيرهم بأسانيد صحاح.
ومن العجب : أن جميع روايات عمر بن الخطاب فيها (الإيمان بالقدر) أما رواية أبي هريرة حسب تتابعي ليس فيها (تؤمن بالقدر خيره وشره).

هذه أصول الإيمان من آمن بها فهو مؤمن، أما فروعه فكثيرة جدا ، ذكر البخاري في صحيحه معلقا ج 1 ص 10 : ﻛﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ: «ﺇﻥ ﻟﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺮاﺋﺾ، ﻭﺷﺮاﺋﻊ، ﻭﺣﺪﻭﺩا، ﻭﺳﻨﻨﺎ، ﻓﻤﻦ اﺳﺘﻜﻤﻠﻬﺎ اﺳﺘﻜﻤﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺃﻋﺶ ﻓﺴﺄﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻤﻠﻮا ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﺖ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺒﺘﻜﻢ ﺑﺤﺮﻳﺺ» وقد وصله أبو بكر الخلال في السنة رقم 1162. والبيهقي في شعب الإيمان رقم 58.
ومن فروع الإيمان قول النبي صلى الله عليه وسلم "ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺑﻐﺾ ﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻨﻊ ﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻜﻤﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ" ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ رقم 4681. والترمذي رقم 2521 وسنده صحيح.

            التأويل والتفويض من السلف

قوله تعالى (( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ  فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ))

تنبيه : يقول بعض العلماء كأحمد وغيره أن المتشابه المذكور في القرآن هي آيات الصفات! ولكن الآيـة كمـا تـرى عمت الحكـم علـى جميـع المتشـابه ولـم تخـص آيـات معينة.
قال أحمد في الرد على الجهمية ج 1 ص 121 : ﺰﻋﻢ جهم ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺤﺪﺙ. لقوله { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث}  قال أحمد : ﻓﻠﻌﻤﺮﻱ، ﻟﻘﺪ ﺷﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺬا ﻭﻫﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ.
وفي مجموعة الرسائل النجدية ج 1 ص 561 : (إلا هو رابعهم) ونحو هذا من متشابه القرآن... قال الألباني في موسوعه ج 6 ص 22 : آيات الصفات من المتشابه من جهة فيما يتعلق بالكيفيات.  وقال مثله ابن عثيمين في مجموع فتاويه ج 4 ص 81. ولكن بعض المتمسلفين ينكرون هذا القول!.
هل العلماء الراسخون يعلمون تأويل آيات المتشابه - أي تفسيرها-؟ فيه خلاف،  قال ابن كثير في تفسيره ج 2 ص 8 : اﺧْﺘَﻠَﻒَ اﻟْﻘُﺮَّاءُ ﻓِﻲ اﻟْﻮَﻗْﻒِ ﻫَﺎﻫُﻨَﺎ، ﻓَﻘِﻴﻞَ: ﻋَﻠَﻰ لفظ اﻟْﺠَﻼَﻟَﺔِ....  ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻣَﻦْ ﻳَﻘِﻒُ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻮْﻟِﻪِ: ﻭَاﻟﺮَّاﺳِﺨُﻮﻥَ ﻓِﻲ اﻟْﻌِﻠْﻢِ، ﻭَﺗَﺒِﻌَﻬُﻢْ ﻛَﺜِﻴﺮٌ ﻣِﻦَ اﻟْﻤُﻔَﺴِّﺮِﻳﻦَ ﻭَﺃَﻫْﻞِ اﻷُْﺻُﻮﻝِ، ﻭَﻗَﺎﻟُﻮا: اﻟْﺨِﻄَﺎﺏُ ﺑِﻤَﺎ ﻻَ ﻳُﻔْﻬَﻢُ ﺑَﻌِﻴﺪٌ.
وفي تفسير مجاهد ج 1 ص 248 :ﻭاﻟﺮاﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ، ﻭ {ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭبنا.
وأخرجه الطبري في تفسيره ج 5 ص 220 : حدثني ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ. وذكره وأيده بإسنادين.
وأخرجه المنذري في تفسيره رقم   259 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺠﺎﺝ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ. وذكره
وفيه ج 5 ص 220  : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻧﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ»
وأخرجه المنذري في تفسيره رقم  258 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ.... وذكره.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة السعودية ط1 ج 4 ص 174 : إن الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه من آيات القرآن.
وعلى هذا فكل ما جهلت فكِله إلى عالمه كما ثبت في جامع معمر رقم 20367 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ، ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ الله عليه وسلم :ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻮﻟﻮﻩ، ﻭﻣﺎ ﺟﻬﻠﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻜﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ. إسناده صحيح كما ترى وله شواهد أيضا.
وأخرجه أحمد  6741 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ بن شعيب عن أبيه عن جده.
وقال البخاري في خلق الأفعال ج 1 ص 63  : ﻭﻛﻞ ﻣﻦ اﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲء ﻓﺄﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻜﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ، ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺎﺕ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻟﻪ.
وفي التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ج 1 ص 196 قال ابن حبان : ﻗﻮﻟﻪ: (ﻭﻣﺎ ﺟﻬﻠﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﺮﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ) ﻓﻴﻪ اﻟﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺿﺪ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮا ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ.
وفي سير أعلام النبلاء ج 5 ص 1013 : ﻗﺎﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻮﺭاﻕ: ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " «ﻓﺮﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ.» " ﺭﺩﺩﻧﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ
في المستدرك رقم 5321 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ اﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﻗﺒﻴﺼﺔ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺳﻠﻢ اﻟﻤﻨﻘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﺰﻯ، ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ: ﺃﺑﺎ اﻟﻤﻨﺬﺭ، ﻣﺎ اﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ، ﻣﺎ اﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﺎﻋﻤﻠﻮا ﺑﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻜﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ.
في مصنف ابن أبي شيبة رقم 30035 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻏﻨﺪﺭ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻣﺎاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﻨﺎﺭ ﻛﻤﻨﺎﺭ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﺗﺴﺄﻟﻮا ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪا، ﻭﻣﺎ ﺷﻜﻜﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻜﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ.
تنبيه : أخرج عبد الرزاق في تفسيره رقم 4 - أخبرنا اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺟﻮﻩ: ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﻌﻠﻤﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﻌﺮب ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻻ ﻳﻌﺬﺭ ﺃﺣﺪ ﺑﺠﻬﺎﻟﺘﻪ  ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﺩﻋﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ.
هذا الأثر لم يثبت جميع أسانيده مقطوعات ليس فيهم من سمعه من ابن عباس رضي الله عنه.

                    تأويلات الصحابة

هاكم بعض تأويلات أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آيات الصفات وخاصة  ابن عباس رضي الله عنه دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الله الفهم في الدين وتأويل الكتاب.
في مسند أحمد رقم 2397 وفي سنن ابن ماجة رقم 166 بإسناد صحيح  ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﺿﻤﻨﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ.
لا ندٓع كل معاند يأتي بهذعبلاته ويدّعي أن تأويلات الصحابة ليس تأويلا بل تفسير!! وتوضيح ووو... بآرائه الواهية التي ليس لها مقام . فقد نُقِلت عن العباس تأويلات كثيرة فيما يتعلق بمسألة الصفات بأسانيد صحيحة نذكر بعضها مع ذكر تأويلات بعض أئمة أهل السنة الأعلام.

1- أول ابن عباس قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فقال "يكشف عن شدة" قال ابن جرير الطبري في تفسيره ج 23 ص 188: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻕ}  ﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻤﻔﻈﻊ ﻣﻦ اﻟﻬﻮﻝ ﻳﻮﻡ القيامة.
وحدﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ؛ ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎء، ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻕ}  ﻗﺎﻝ: ﺷﺪﺓ اﻷﻣﺮ.
وأسند إلى سعيد بن جبير كذلك وإلى قتادة والضحاك مثله
وفي تفسير مقاتل ج 4 ص 408 : عن شدة.
وفي تفسير عبد الرزاق رقم  3292 - ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ , ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ , ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻕ}  ﻗﺎﻝ: «ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺷﺪﺓ اﻷﻣﺮ.
ومثله الزجاج في تفسيره ج 5 ص 210.

2- أول ابن عباس رضي الله عنه أيضا قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال "بقوة" كما في تفسير ابن جرير الطبري ج 21 ص 546  ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭاﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺄﻳﺪ} ﻳﻘﻮﻝ: «ﺑﻘﻮﺓ.
وحدﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ، ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎء، ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ،  ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﺄﻳﺪ}  ﻗﺎﻝ: «ﺑﻘﻮﺓ.
وساق الأسانيد إلى قتادة وإلى منصور وابن زيد وسفيان مثله.
وفي تفسير مقاتل ج 4 ص 132 : ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺄﻳﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮﺓ.

3-أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} بالترك ، كما في تفسير الطبري ج 18 ص 606 : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ " {ﺇﻧﺎ ﻧﺴﻴﻨﺎﻛﻢ} ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻛﻨﺎﻛﻢ.
وفي تفسير مقاتل ج 3 ص 43 قال :  ﺗﺮﻛﻨﺎﻛﻢ.
قال الزجاج في تفسيره ج 4 ص 206 :  ﺗﺎﻭﻳﻞ اﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻫﻬﻨﺎ اﻟﺘﺮﻙ.

4- أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري ج 4 ص 537 : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ، ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻦ ﺟﻨﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻻ: حدﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ، ﻋﻦ ﻣﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: {ﻭﺳﻊ ﻛﺮﺳﻴﻪ} ] ﻗﺎﻝ: " ﻛﺮﺳﻴﻪ: ﻋﻠﻤﻪ " ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻫﺸﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻣﺜﻠﻪ.
وفي تفسير سفيان الثوري رقم  125: ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﺰ ﻭﺳﻊ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻤﻪ.

5- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ المجيء فقد جاء في تفسير الواحدي ج 4 ص 484: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ اﻟﻜﻠﺒﻲ، ﻭاﻟﺤﺴﻦ: ﻭﺟﺎء ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻚ، ﻭﻗﻀﺎء ﺭﺑﻚ. وفي تفسير البغوي ج 8 ص
{ﻭﺟﺎء ﺭﺑﻚ} ﻗﺎﻝ اﻟﺤﺴﻦ: ﺟﺎء ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻗﻀﺎﺅﻩ.
وفي سنن الترمذي ج 5 ص 473 : ﻭﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ حديث : ﻣﻦ ﺗﻘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﺷﺒﺮا ﺗﻘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺫﺭاﻋﺎ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭاﻟﺮﺣﻤﺔ.
وفي تفسير ابن فورك ج 3 ص 216 : . {ﻭﺟﺎء ﺭﺑﻚ} ﺃﻱ: ﺟﺎء ﺑﺠﻼﺋﻞ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻦ ﺟﻼﺋﻞ اﻵﻳﺎﺕ ﻣﺠﻴﺌﺎ ﻟﻪ ﺗﻔﺨﻴﻤﺎ ﻟﺸﺄﻧﻪ،.... قال الحسن : ﻭﺟﺎء ﻋﺬاﺏ ﺭﺑﻚ ﺃﻱ: ﺟﺎء ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻚ ﻭﻗﻀﺎء ﺭﺑﻚ. قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 10 ص 361 : ﺭﻭﻯ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺴﻤﺎﻙ ﻋﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺗﺄﻭﻝ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻭﺟﺎء ﺭﺑﻚ) ﺃﻧﻪ ﺟﺎء ﺛﻮاﺑﻪ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ: ﻭﻫﺬا ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ.

6- أول تلميذ ابن عباس يعني مقاتل للفظ الأعين في تفسير مقاتل ج 2 ص 281: ﻭاﺻﻨﻊ اﻟﻔﻠﻚ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭاﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﻠﻤﻨﺎ ﻭﻭﺣﻴﻨﺎ.  وفي تفسير الطبري ج 22 ص 126  ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻣﻬﺮاﻥ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ}  ﻳﻘﻮﻝ: «ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ». وارتضاه ابن جرير. قال الزجاج في معاني القرآن ج 5 ص 88 :  (ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ) ﺃﻱ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﻤﺮﺃﻯ ﻣﻨﺎ ﻭﺣﻔﻆ.  وفي تفسير البغوي ج 7 ص 429 : {ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ} ﺃﻱ: ﺑﻤﺮﺃﻯ ﻣﻨﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ: ﺑﺤﻔﻈﻨﺎ، ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮﺩﻉ: ﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ.

7- أول مقاتل لقوله تعالى ((أعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)) قال في تفسيره ج 1 ص 519 :
ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻚ. قال ابن جرير الطبري ج 9 ص 137 : ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﺘﻪ ﻋﻨﻲ ﻓﻠﻢ ﺗﻄﻠﻌﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ. وقال الزجاج في معاني القرآن ج 2 ص 223 :  ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ. ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻠﻤﻪ.
قال نفطويه في مسألة سبحانه ج 1 ص 383 :
ﺃﻱ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻲ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﺘﻪ ﻋﻨﻲ.

8- أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى  {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فقد جاء في تفسير الطبري ج 17 ص 290 : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﻮﻟﻪ: {اﻟﻠﻪ ﻧﻮﺭ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ}  ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﺎﺩﻱ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ..  ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﻲ ﺣﺠﺎﺝ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ , ﻭاﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {اﻟﻠﻪ ﻧﻮﺭ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ} " ﻳﺪﺑﺮ اﻷﻣﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ. وفي تفسير البغوي ج 6 ص 45 قال الضحاك : منور السموات. وقال مجاهد : مدبر الأمور. وقال أبي بن كعب والحسن وأبو العالية : مزين السموات.

9- أول تلميذ ابن عباس يعني مقاتل للفظ الوجه في قوله تعالى (كل شيئ هالك إلا وجهه) يعني إلا الله. وقال الزجاج في معاني القرآن ج 1 ص 389 : (ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻪ ﺭﺑﻚ) اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺭﺑﻚ ﻭاﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻫﺎﻟﻚ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
وقال القرطبي في تفسيره ج 17 ص 165  أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباريء تعالى.
قال البخاري في صحيحه ج 6 ص 112 : {ﻛﻞ ﺷﻲء ﻫﺎﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﺟﻬﻪ} " ﺇﻻ ﻣﻠﻜﻪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ.
وفي تفسير ابن جرير الطبري ج 2 ص 457 قال : قال أبو كريب ﻗﺎﻝ حدﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻨﺎﻥ، ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻙ، ﻭاﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ: " ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ} ﻗﺎﻝ: ﻗﺒﻠﺔ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺃﻭ ﻏﺮﺏ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ

10- أول تلميذ ابن عباس يعني مقاتل للفظ الجنب في قوله تعالى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فرط في جنب الله) فقال في تفسيره ج 3 ص 684 : ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﺿﻴﻌﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺫاﺕ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ. وفي تفسير الطبري ج 20 ص 235 :
حدﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ؛ ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ، ﻗﺎﻝ:حدﺛﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎء، ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ اﻟﻠﻪ} ﻗﺎﻝ: «ﻓﻲ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ.
ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺣﻜﺎﻡ، ﻋﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﺰﺓ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ {ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﺐ اﻟﻠﻪ} ﻳﻘﻮﻝ: «ﻓﻲ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ.
قال البخاري في خلق الأفعال ج 1 ص 78 قال عبدالله بن المبارك : كنفه أي ستره.

11- تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ج 2 ص 106 ثم قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا أبو أسامة عن النضر عن مجاهد في قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) قال قبلة الله.

12- تأويل ابن جرير الطبري للاستواء فقد قال الإمام الطبري ج 1 ص 457  {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال"
ومن العجائب ما قال الخلال في كتاب السنة رقم 990 - ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺣﺪﺛﻬﻢ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ «ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ» ، ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻻ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: «ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬا ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﻔﺮاﺋﺾ.

13- تأويل الإمام البخاري للضحك فقد قال الإمام البيهقي في كتاب الأسمـاء والصفـات ج 2 ص 72 أما الضحك المذكور في الخبر فقد روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال : معنى الضحك فيه الرحمة.

       أبو الحسن الأشعري يؤول ويفوض

أما الإمام أبو الحسن الأشعري والمنتسبون إليه أجازوا التأويل والتفويض معا إذا دعت الحاجة إلى أحدهما وكان أبو الحسن يميل إلى التفويض أكثر من التأويل وأكثر المنتسبين إليه على عكس ذلك ترى أكثرهم يميلون إلى التأويل اقتداء بابن عباس وتلاميذه رضي الله تعالى عنهم قال صلاح الدين العلائي في إثارة الفوائد ج 1 ص 219 : ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻣﻊ اﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ اﻟﻈﺎﻫﺮ اﻟﻤﻮﻫﻢ ﻟﻠﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﻗﺒﻮﻝ اﻟﺤﻮاﺩﺙ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﺠﺎﺯ ﻛﻼﻡ اﻟﻌﺮﺏ ﻭاﺳﺘﻌﺎﺭاﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﻴﻦ ﻳﺴﻠﻜﻪ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻷﺷﻌﺮﻱ، ﻭﻟﻴﺴﺎ ﺑﻘﻮﻟﻴﻦ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺋﻤﺔ، ﺑﻞ ﻫﻤﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻟﻠﻘﻄﻊ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﺤﺪﻭﺙ.
قلت : صدق صلاح الدين في كلامه كان أبو الحسن يسلك طريق التأويل أحيانا كما نراه يقول في كتابه رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 130 : اﻹﺟﻤﺎﻉ اﻟﺘﺎﺳﻊ : ﻭﺃﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ اﻟﻄﺎﺋﻌﻴﻦ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﺭاﺩﺗﻪ ﻟﻨﻌﻴﻤﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﺘﻮاﺑﻴﻦ ﻭﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﻳﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻏﻀﺒﻪ ﺇﺭاﺩﺗﻪ ﻟﻌﺬاﺑﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻀﺒﻪ شيئ .

وكذلك كان أبو الحسن يقول بأن اللفظ - أي الصوت - والحرف مخلوق قال ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ج 1 ص 150 : قال -أي أبو الحسن-  اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻤﻘﻄﻌﺔ ﻭاﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭاﻷﻟﻮاﻥ ﻭاﻷﺻﻮاﺕ ﻭاﻟﻤﺤﺪﻭﺩاﺕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻣﺨﺘﺮﻉ.
وقال الشهرستاني في الملل والنحل ج 1 ص 96 : ﻭاﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺳﻮﻯ اﻟﻌﺒﺎﺭة، ﻭاﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎﻥ.
وعلى هذا نقول أن أبالحسن يوافق أحمد في بعض المسائل ويخالفه في بعض لذلك ترى بعض الحنابلة يذمونه ويبتدعونه كأنهم لا يعلمون أن الحق لم ينحصر في مذهب واحد وقد خالف البخاري ومسلم وجمع من المحدثين قول أحمد في اللفظ ولم يكونوا مبتدعين.

تنبيه : ادعى بعض العلماء أن أبالحسن الأشعري له ثلاث مراحل : الأولى كان معتزليا ثم تاب ومال إلى طريقة ابن كُلاّب ثم تاب ثانيا ورجع إلى أهل السنة والجماعة. ومرادهم بأهل السنة هنا (مذهب الحنابلة)
هذا الخبر ليس له أي أصل وليس له إسناد ثابت ألبتة ابحث كل البحث لن ترى لهذا الخبر أصلا موثوقا بل الثابت هو رجوعه من الإعتزال إلى طريق الحق فقط يوافق أحمد أحيانا وأحيانا يخالفه ليس هناك أي مراحل يُذكر.

قال ابن تيمية في منهاج السنة ج 5 ص 277
ﻭﻛﺎﻥ - أي أبو الحسن - ﺫﻛﻴﺎ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻋﻨﻬﻢ، - أي المعتزلة - ﻭﺻﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻧﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺑﻦ ﻛﻼﺏ، ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳٓﻌﺮﻑ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
قلت : لعل الداعي أن أبا الحسن الأشعري له ثلاث مراحل لم يطلع على كتاب أبي علي الأهوازي الحنبلي المجسم قد ألف كتابا في ذم أبي الحسن وسماه " مثالب ابن أبي بشر"  وهذا الرجل الأهوازي مجسم يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله بمنى على جمل أورق عليه جبة، رجع سير أعلام النبلاء للذهبي ج 13 ص 288. لو كان له ثلاث مراحل لما رده بعض الحنابلة كالأهوزي.

        الأشاعِرة هم أهل السنة والجماعة

اتفق القدماء على أن أهل السنة والجماعة هم أتباع أئمة الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والأشاعرة والماتريدية هؤلاء كلهم أهل السنة والجماعة.
أما المتمسلفون المعاصرون الذين يدعون أنهم  فقط هم أهل السنة !! ويزعمون أن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة! فمما لا يلتفت إليه هم خوارج العصر فتكفير المسلمين وإخراجهم من السنة هين عندهم خلافا للسلف الصالح.
قال أبوبكر الخلال في العقيدة ج 2 ص 373 قال أحمد : إخراج الناس من السنة شديد.
قال السفاريني الحنبلي في لوامع الأنوار ج 1 ص 73 : ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ : اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻷﺷﻌﺮﻱ - ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪﻳﺔ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ اﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪﻱ، ﻭﺃﻣﺎ ﻓﺮﻕ اﻟﻀﻼﻝ ﻓﻜﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪا.
بدأ الإمام الطحاوي كتاب عقيدته المشهور ص 31 قائلا : ﻫﺬا ﺫﻛﺮ ﺑﻴﺎﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻤﻠﺔ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﻜﻮﻓﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.

وفي طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ج 2 ص 210 قال :  ﻭﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎء ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭاﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻟﻬﺎ ﻭﻫﻢ اﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﺗﺄﻭﻳﻠﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻻﻃﺮﺣﻮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺮﺣﻮا ﺳﺎﺋﺮ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ.
قال تلميذ الذهبي يعني الإمام السبكي في طبقات الشافعية ج 3 ص 365 : اﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻉ ﺭﺃﻳﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺶ ﻣﺬﻫﺒﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺮﺭ ﻟﻤﺬاﻫﺐ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻠﻒ ﻧﻄﺎﻗﺎ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﺃﻗﺎﻡ اﻟﺤﺠﺞ ﻭاﻟﺒﺮاﻫﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺼﺎﺭ اﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﺴﺎﻟﻚ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﻰ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﺃﺷﻌﺮﻳﺎ.
قلت : لا تنس أن ابن تيمية في آخر عمره رجع إلى مذهب الأشاعرة قال ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ج 1 ص 172 عند ترجمة ابن تيمية بعد كلام قال : أُخرِج - أي ابن تيمية - في الربيع اﻷﻭﻝ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺣﻀِﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻭﻗﻊ اﻟﺒﺤﺚُ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء فأقر ﺑﺄﻧﻪ أشعري! ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱ ورفع كتاب الأشعرية على رأسه وأشهد عليه وقال ما ﻧﺼﻪ :  اﻟﺬﻱ أٓﻋﺘﻘِﺪُ ﺃﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺕ اﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫاﺗﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ {اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ اﺳﺘﻮﻯ} ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻮاء ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪُ ﺑْﻦُ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﻬﺪﻭا ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺘﺎﺭا ﻭﺫﻟﻚﻓﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻯ ﺭﺑﻴﻊ اﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 707 ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
ذكر هذه القصة أيضا الإمام شهاب الدين النويري معاصر ابن تيمية في كتابه نهاية الأرب في فنون الأدب ج 32 ص 118.
وأثبتها الشوكاني في البدر الطالع ج 1 ص 68 ترجمة 40.
حتى ابن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية ذكرها في العقود الدرية ج 1 ص 268 وحذف توبة الشيخ وقال : وكان الكلام في مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول.
وفي الدرر الكامنة ج 1 ص 65 قال : ﻭﻗﻊ بين ابن القيم ﻭﺑﻴﻦ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﺭﻳﺲ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﻧﺖ ﺗﻜﺮﻫﻨﻲ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮﻱ.
لقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بإتيان الأشاعرة ومدحهم ألا وهم محمد الفاتح وجيوشه الذين فتحوا القسطنطينية ولا يختلف إثنان أن محمد الفاتح وجيوشه كلهم أشاعرة ولو كانوا منحرفي العقيدة لما مدحهم النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أحمد في مسنده رقم 18957 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ: ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ اﻟﻤﻌﺎﻓﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ اﻟﺨﺜﻌﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻟﺘﻔﺘﺤﻦ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻓﻠﻨﻌﻢ اﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻨﻌﻢ اﻟﺠﻴﺶ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﻴﺶ ".
وأخرجه الطبراني في الكبير رقم 1216 والحاكم في المستدرك رقم 8300 وصححه ووافقه الذهبي. وكذلك صححه الهيثمي في المجمع وابن عبد البر في الإستيعاب.
قلت : رجاله كلهم ثقات، ويقال : تفرد به عبيد الله بن بشر الغنوي ، وتفرده لا يضعف الحديث لأنه ثقة وثقه ابن حبان في ثقاته رقم 422.  أما قول الألباني في ضعيفه رقم 87 أنه لم يطمئن نفسه بتوثيق ابن حبان، فإنه كلام فارغ لا يلتفت إليه. قد روى هذا الحديث وليد بن المغيرة عن الغنوي وكذلك الخثعمي وكان يروي عنهما كما قال المزي في التهذيب رقم 6738.

قد اتفق الأئمة القدماء على أن الأشاعرة أهل السنة والجماعة والآن ترى أهل الفتنة يقولون أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة وأجازوا شهر السلاح عليهم!!
قال الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ج 1 ص 25 : ﻭﻗﺪ اﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ اﻟﻤﺬاﻫﺐ اﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻧﺼﻮﺹ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﺗﺄﻭﻳﻼ ﻳﺼﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ التحريف ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺄﻭﻳﻼ ﺑﻌﻴﺪا ﺟﺪا، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺘﻸﺕ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻜﺘﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺬﻫﺐ، ﻭاﺩﻋﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻧﺴﺒﻮا ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭاﻟﺘﺠﺴﻴﻢ. ﻫﺬا ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻹﺳﻼﻡ-ﻭﺭﺛﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻴﺎﺭاﺕ اﻟﺠﺎﺭﻓﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﺤﺎﻝ، ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻇﺮاﺕ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ، ﻭﺑﻴﺎﻥ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺮاﻫﻴﻦ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭاﻟﻨﻘﻠﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﺼﻞ اﻷﻣﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺮ اﻟﺴﻼﺡ.

تنبيه :التسمية بأهل السنة والجماعة لا أدري من سماها ولا أدري وقت تسميتها على التحديد وغاية علمي أنها ظهرت زمن التابعين كما قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ج 1 ص 15 : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺼﺒﺎﺡ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎء، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ اﻷﺣﻮﻝ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺳﻤﻮا ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ.
وعلى هذا لا أرى الفخر باسم لا تدري واضعه بل افتخر واحمد الله على الإسلام، أما لفظ (أهل السنة والجماعة) فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة وما قيل أن عبد الله بن عباس قال : (يوم تبيض وجوه) أي وجوه أهل السنة والجماعة فهو أثر موضوع في إسناده ابن قدامة ومجاشع وعبد الكريم الجزري قد استسلم الألباني في الضعيفة رقم 639 أن مجاشع كذاب.

                   حقيقة التفويض

أما التفويض فقد يلجأ إليه بعض العلماء حينما يعجزون عن كشف حقيقة مسألة من المسائل ويهيبون الخوض في ما لا يعلمون كما قال  البيهقي في الأسماء والصفات ج ٢ ص ١٨٠ : قال أبو سليمان الخطابي : هذا الحديث مما تهيب القول فيه شيوخنا فأجروه على ظاهر لفظه ولم يكشفوا عن باطن معناه على نحو مذهبهم في التوقف عن تفسير كل ما لا يحيط العلم بكنهه من هذا الباب.
وفي الفتح ج ١٣ ص ٤٢٨ : ﻗﺎﻝ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﺗﻬﻴﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮﺥ اﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺴﺎﻕ. قد نرى الإمام أحمد بن حنبل يهرب عن تفسير بعض أحاديث ليس لها علاقة بالصفات كما قال أبو بكر الخلال في السنة رقم 460 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻠﻲ: «ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ» ، ﺃﻳﺶ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ؟ ﻗﺎﻝ: «اﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا، ﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺫا اﻟﺨﺒﺮ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎء.
وفيه رقم 461 ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻄﺮ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﺪﺛﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻠﻲ: «ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﻻﻩ ﻓﻌﻠﻲ ﻣﻮﻻﻩ» ، ﻣﺎ ﻭﺟﻬﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا، ﺩﻉ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء
وفي كتاب العظمة رقم 559 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ، ﻋﻦ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ: «ﻻ ﻳﺰﻧﻲ اﻟﺰاﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ» ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﺋﻞ: ﻣﺎ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ اﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻓﻐﻀﺐ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻫﺆﻻء اﻷﻧّﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﺤﺪﺙ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻛﻠﻤﺎ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ؟ ﻻ ﺑﻞ ﻧﺮﻭﻳﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ، ﻭﻧﻠﺰﻡ اﻟﺠﻬﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ.

قلت : قد ذكرنا آنفا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة عبد الله بن عباس وتلاميذه وبعض التابعين كانوا يؤولون آيات الصفات كما تقدم ومع ذلك فقد سلك بعض المتأخرين مسلك التفويض كأحمد بن حنبل وبعض العلماء من المحدثين تراهم يقولون : (آيات الصفات تُمر وتُقر ولاتُفسر)  ويقول بعضهم ( قرائتها تفسيرها)  ويقال (مروها كما جاءت مع الإيمان بظاهرها ونفي الكيفية )
مرادهم بقولهم هذا يعني: ألفاظ آيات الصفات وردت موافقا تماما لألفاظ الصفات المتعرفة يجب الإيمان بالموافقة فقط، أما حقائق الصفات وكيفياتها يُفوض علمها إلى الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا نستطيع أن نقول أن المفوضين والمتأولين اتفقوا على تفويض علم حقائق الصفات إلى الله سبحانه وتعالى.

وكان أحمد بن حنبل وأتباعه يقولون بتفويض معاني ألفاظ الصفات إلى الله سبحانه وتعالى (يعني معنى المراد حقيقة مفوضة إلى الله) روى ابن قدامة في ذم التأويل ج 1 ص 22 عن أبي بكر الخلال عن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻥ ﺣﻨﺒﻼ ﺣﺪﺛﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻯ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺰﻝ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺂء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻀﻊ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﻧﺼﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻛﻴﻒ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ.
وذكره أبو يعلى في إبطال التأويل ج 1 ص 45 :  ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﻧﺼﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻛﻴﻒ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﻻ ﻧﺮﺩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ.
وأكد ذلك ابن بطة في الإبانة ج 7 ص 28 قائلا : ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ يعني أحمد بن حنبل : ﻧﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻭﻧﻘﺮﻫﺎ، ﻭﻧﻤﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءﺕ ﺑﻼ ﻛﻴﻒ، ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ.
وفي مختصر العلو للذهبي ج 1 ص 226 قال : قال ابن سريح : السؤال عن معانيها بدعة.

وقال إمام الحرمين في كتابه العقيدة النظامية ص 32 : وذهب أئمة السلف إلى الإنكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى والذي نرتضيه وندين به عقلا : إتباع سلف الأمة.
وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي في كتابه الإقتصاد في الإعتقاد ج 1 ص 38 : إذا سألوا عن معاني هذه الآيات - أي الصفات - زجروا عنها....
وقال ابن قدامة الحنبلي في لمعة الإعتقاد ج 1 ص 6 :  ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ - أي الصفات - ﻭﺟﺐ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻔﻈﺎ، ﻭﺗﺮﻙ اﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭﻧﺮﺩ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ.
قال ابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة ج 2 ص 209 : ﻭاﻋﺘﻘﺪﻭا : ﺃﻥ اﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﺳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻌﻠﻢ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 11 ص 230 : ﻣﻦ ﺃﻗﺮ ﺑﺬﻟﻚ -أي الإستواء- ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﻟﻜﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ، ﻭﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻭﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﻔﻮﺿﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺾ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﻻ ﻋﻤﻖ، ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺘﺒﻊ.
وقال فيه ج 7 ص 183 : ﻭﺑﺎﺑﻪ - أي الصفات-  اﻹﻗﺮاﺭ، ﻭاﻹﻣﺮاﺭ، ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ اﻟﺼﺎﺩﻕ اﻟﻤﻌﺼﻮﻡ.
قال ابن قدامة في روضة الناظر ج 1 ص 216
قوله {ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ} ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﻟﺸﻲء ﻟﻢ ﻳﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﺎﻩ.
قال السفاريني الحنبلي في لوامع الأنوار ج 1 ص 26 : اﻟﺼﻮاﺏ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺇﻣﺮاﺭ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءﺕ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ ﺗﻤﺜﻴﻞ، ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﺃﻟﺒﺘﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. ﻭﻻ ﺧﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﺿﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﻟﻬﺎ. وذكره ابن رجب أيضا في فضل علم السلف ص 4 راجعه.

هؤلاء الجهابذ هم الأئمة في الحنبلية - غير إمام الحرمين والغالي - ولم يقولوا بتفويض الكيف فقط بل قالوا بتفويض المعنى معا كما ترى خلافا لما يقول المتمسلفين المعاصرين وقد قال ابن تيمية كما درء التعارض ج 1 ص 205 : التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد !!.
هؤلاء القوم متناقضون يذمون تفويض المعنى ثم يقولون أن الظاهر المتبادر غير مراد
وأقول : إذا كان الظاهر المتبادر غير مراد ويكون المراد غير معلوم الحقيقة فلا بد أن يكون مفوضا إلى الله سبحانه وتعالى إسمع ما يقول هؤلاء القوم :
قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 2 ص 99 : طريق السلف أن نثبت لله ما أثبت لنفسه مع الجزم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد، وأن الأصل تنزيه الله تعالى عن كل ما يماثل المخلوقين. وقال ابن عثيمين في مجموع فتاويه ج 4 ص 30 : ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﺨﻠﻘﻪ، ﻓﻬﺬا ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﻗﻄﻌﺎ.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 6 ص  358 : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩﺓ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﺃﺻﺒﺖ ﻓﻲ " اﻟﻤﻌﻨﻰ.

وقد قال ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف ص 6 :  ﻭﻟﻴﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺭ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺣﻮاﺩﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺣﺪﺙ ﻣﻦ اﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺸﺬﻭﺫﻩ ﻋﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﻭاﻧﻔﺮاﺩﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻔﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻪ اﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ.

               الإضطراب في التفويض

أيها الحبيب الكريم كما بيّنا لك عن مذهب التفويض فإنه مذهب سهل لطالب العلم ولكن فيه اضطراب يسير لكل باحث عن حقائق الأمور مثلا : نرى المفوضين يسوقون الأسانيد إلى ابن عيينة وسفيان الثوري والأوزاعي ومالك وغيرهم أنهم كانوا يقولون (مروها كما جاءت)  ثم وجدنا ابن عيينة نفسه يفسر آيات الصفات في تفسيره وكذلك سفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم كما يأتي :

1 - تأويل ابن عيينة :قال ابن عيينة في تفسيره ص 222 : (إن الله لا يحب الكافرين) لا يقرب الكافرين.
وفي ص 252 : (سينالهم غضب من الله) قال : ختم من الله

2 - تأويل سفيان قال سفيان الثوري في تفسيره رقم 756: كل ﺷﺊ ﻫﺎﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻪ. وفي تفسير الطبري ج 21 ص 546 : حدﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ حدﺛﻨﺎ ﻣﻬﺮاﻥ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، {ﻭاﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺄﻳﺪ}  ﻗﺎﻝ: «ﺑﻘﻮﺓ».  وفيه ج 22 ص 126 ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻣﻬﺮاﻥ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ} ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ.
في أخبار مكة للفاكهاني رقم 193 حديث (ﺁﺧﺮ ﻭﻃﺄﺓ ﻭﻃﺌﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻮﺝ)  ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺁﺧﺮ ﻏﺰاﺓ ﻏﺰاﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ الله عليه وسلم.

3 : تأويل الأوزاعي قال النووي في شرح مسلم ج 6 ص 36 :  الـﻣﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻷﻭﺯاﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮاﻃﻨﻬﺎ.

4 - تأويل مالك : قال الإمام مالك في نزول الرب :" يتنزل أمره" أورده الجوهري في مسند الموطأ ج 1 ص 152. وقال ابن بطال في شرح البخاري ج 3 ص 139 ﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺣﺒﻴﺐ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻳﻨﺰﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭاﻩ ﻏﻴﺮ ﺣﺒﻴﺐ ﻋﻨﻪ، ﺭﻭﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺠﻠﻰ ﺑﺎﻟﻘﻴﺮﻭاﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻦ ﺳﻮاﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺰﻝ ﺃﻣﺮﻩ. ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺰﻭﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﻴﻦ ﺃﻓﻞ اﻟﻨﺠﻢ: (ﻻ ﺃﺣﺐ اﻵﻓﻠﻴﻦ)
وقال الذهبي في السير ج 7 ص 183 : ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺪﻱ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺒﻴﺐ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻳﺘﻨﺰﻝ ﺭﺑﻨﺎ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺃﻣﺮﻩ، ﻓﺄﻣﺎ ﻫﻮ، ﻓﺪاﺋﻢ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ. ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ: ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺑﻜﻴﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺣﺴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ.

5 - تأويل أحمد بن حنبل في شرح أصول إعتقاد أهل السنة للألكائي ج 3 ص 503 : رقم 777 - ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ»..... ﻓﻘﺎﻝ:  ﻳﻨﺰﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎء ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ.

6 - تأويل الإمام الترمذي في سنن الترمذي ج 5 ص 473 في حديث ( ما تقرب إلي عبدي) ﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫا ﺗﻘﺮﺏ ﺇﻟﻲ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻄﺎﻋﺘﻲ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻐﻔﺮﺗﻲ ﻭﺭﺣﻤﺘﻲ. وفي ج 5 ص 10 رقم 2883 في حديث : ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻫﻠﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ... ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻲء ﺛﻮاﺏ ﻗﺮاءﺗﻪ، ﻛﺬا ﻓﺴﺮ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻲء ﺛﻮاﺏ ﻗﺮاءﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ

7 - تأويل ابن حبان في تعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ج 7 ص 77 عند حديث (يضحك الله من رجلين) قال ابن حبان : نسب اﻟﻀﺤﻚ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ـ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻷﻣﺮ ﻭاﻹﺭاﺩﺓ ﻭﻟﻬﺬا ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ. وفيه ج 1 ص 324 عند حديث (فوضع الرب قدمه فيها فتقول: قط قط) قال ابن حبان: ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ﻭاﻷﻣﻜﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺰاﻝ ﺗﺴﺘﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ اﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭاﻷﻣﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﺘﻤﺘﻠﻰء ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻗﻂ ﻗﻂ.

8- الإمام البزار يتأول : قال في البحر الزخار ج 13 ص 411 :ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫا ﺗﻘﺮﺏ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻨﻲ ﺷﺒﺮا ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺫﺭاﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﺈﺫا ﺗﻘﺮﺏ ﺫﺭاﻋﺎ ﺗﻘﺮﺑﺖ ﺑﺎﻋﺎ، ﻭﺇﺫا ﺃﺗﺎﻧﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻫﺮﻭﻟﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺒﻠﺖ ﻣﻨﻪ.
وفيه ج 10 ص 302 يجيئ سورة البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺠﻴﺌﺎﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺠﻲء ﺛﻮابهما.
- تأويل ابن قتيبة : أما ابن قتيبة المحدث الكبير فقد تأول في كتابه تأويل مختلف الحديث ج 1 ص 306 تأوّل حديث «نفس الرحمان» وحديث« كلتا يديه» وحديث الضحك والعجب، وكذلك تأول حديث الهرولة في ج 1 ص 327.

9 - تأول القاضي أبو يعلى محبة الله وبغضه قال في المعتمد ص 76 فصل 134 : محبة الباري للخلق إنما هو إرادته بمنافعهم وبغضه لهم إنما هو إرادته لعقابهم وضررهم.

10- وكيع يروي تأولات عن شيوخه في تفسير ابن جرير ج 2 ص 457 حدثنا ﻭﻛﻴﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻨﺎﻥ، ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻙ، ﻭاﻟﻨﻀﺮ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ: " ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻮا ﻓﺜﻢ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ} ﻗﺎﻝ: ﻗﺒﻠﺔ اﻟﻠﻪ.
وفيه ج 23 ص 508 :حدثنا ﻭﻛﻴﻊ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ {ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﺎ ﻧﺎﻇﺮﺓ} ﻗﺎﻝ: ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺜﻮاﺏ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﺎ.
11- إسماعيل بن خالد ومسعر يرويان التأويل عن شيوخهما في تفسير الطبري ج 23 ص 509  حدﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﺎﻟﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﺟﻮﻩ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻧﺎﺿﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﺎ ﻧﺎﻇﺮﺓ} ﻗﺎﻝ: ﺗﻨﺘﻈﺮ الثواب وفيه ج 18 ص 496 ﺣﺪﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻭﻛﻴﻊ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﻋﻦ ﻣﺴﻌﺮ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻗﺎﻝ " {ﻻ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﺨﻠﻖ اﻟﻠﻪ}  ﻗﺎﻝ: ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ.
هذه تأويلات واردة عن هؤلاء العلماء تنقض ما يروى عنهم بأن تفسير الصفات تمرير وسكوت!

12- تأويل ابن تيمية قال في مجموع فتاويه ج 2 ص 433 عند قوله تعالى (كل شي هالك إلا وجهه) أي دينه أو إرادته! وفيه ج 2 ص 434 عند قوله تعالى (ويبقى وجه ربك) قال : ذاته!!.

13- تأويل ابن القيم قال في مدارجه ج 1 ص 57 : (ثم استوى على العرش) فاستوى على عرشه باسم الرحمان لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم كما قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء) فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات فلذلك وسعت رحمته كل شيئ.

14- تأويل ابن باز قال في مجموع فتاويه ج 25 ص 126 عند حديث ابن عمر (كلتا يديه يمين) قال : من الشرف والفضل.

15- تأويل ابن عثيمين قال شرح عقيدة الواسطية ج 1 ص 398 عند قوله تعالى (أأمنتم من في السماء) فهذا ظاهره أن السماء محيطة بالله وهذا الظاهر باطل وإذا كان الظاهر باطلا فإننا نعلم علم اليقين أنه غير مراد الله.

16 - تأويل الألباني قال في موسوعته رقم 948 عند قوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) عبر بالوجه عن الذات وللآية وجوه..

17 - قال مفسر الحنابلة سراج الدين الدمشقي في اللباب في علوم القرآن ج 10 ص 481 : قوله «ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ» ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺟﺮاﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻟﻮﺟﻮﻩ... وذكر تأويلات.
18- وفي المسودة لآل تيمية ج 1 ص 249 : ﻗﺪ ﻓﺮﺽ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺃﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻱ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺎﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻯ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺒﻪ.

ثم أكثر أسانيد التي يُروى عنهم بالسكوت والتمرير ضعيفة وعامتها تدور على وليد بن مسلم هاكم الأسانيد :

1 - أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات رقم 954 (قول الزهري ومكحول) ولكن في الإسناد بقية وابن مصفي : بقية فيه كلام قال الذهبي في المغني ج 1 ص 109 رقم 944 : ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﺮﻭي ﻋﻤﻦ ﺩﺏ ﻭﺩﺭﺝ ﻭﻟﻪ ﻏﺮاﺋﺐ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ اﻳﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﺕ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻻ اﺣﺘﺞ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ اﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻟﻪ ﻣﻨﺎﻛﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ اﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭاﺫا ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺎﻣﻴﻴﻦ ﺧﻠﻂ ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻟﺲ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻣﺘﺮﻭﻛﻴﻦ.
أما ابن مصفي فقد قال العقيلي في الضعفاء رقم 1710 أنكره أحمد جدا. وفي التهذيب ج 27 ص 469 كان مخلطا وقد حدث بأحاديث مناكير.

2 - أخرجه البيهقي رقم 865 (قول الأوزاعي) وفي الإسناد محمد بن كثير ضعفه أحمد كما في المغني ج 2 ص 500.

3 - أخرجه البيهقي رقم 869(قول ابن عيينة) وفي الإسناد العباس بن حمزة مجهول.

4 - أخرجه البيهقي رقم 683 (قول عيينة) وفي الإسناد أبو عبدالله ابن الموفق مجهول.

5 - أخرجه الدارقطني في العلل ج 9 ص 348 (قول الزهري) وفي الإسناد محمد بن أحمد بن عصمة الكلبي الرملي هو مجهول، وكذلك جميع ما روى اللالكائي عن (الحسن بن محمد) مملؤة بالمجاهل.

6 - أخرجه البيهقي في سنن الكبرى رقم 955  عن وليد بن مسلم عن الأوزاعي. ولكن حديث وليد عن الأوزاعي ضعيف قال المزي في تهذيبه ج 31 ص 96 :  ﻗﻠﺖ ﻷﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺨﻄﺄ  ﻭﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻬﺮ: ﻛﺎﻥ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ  اﻟﺴﻔﺮ ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻭﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻛﺬاﺑﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ: ﻗﺎﻝ اﻷﻭﺯاﻋﻲ. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺆﻣﻞ ﺑﻦ ﺇﻫﺎﺏ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺴﻬﺮ: ﻛﺎﻥ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﺬاﺑﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﺪﻟﺴﻬﺎ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ: اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻨﺪ  اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻋﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺿﻌﻔﺎء، ﻋﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﻬﻢ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻣﺜﻞ ﻧﺎﻓﻊ، ﻭﻋﻄﺎء، ﻭاﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻀﻌﻔﺎء ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﻷﻭﺯاﻋﻲ.
الطريق الأمثال هو رواية الدوري في تاريخ ابن معين رقم 2543 - ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻬﺪﺕ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺳﺄﻝ ﻭﻛﻴﻌﺎ....ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻛﻴﻊ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﻣﺴﻌﺮ ﻳﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻻ ﻳﻔﺴﺮﻭﻥ ﺑﺸﻲء.....
ولكنه ينقضه ما قدمنا من تأويل إسماعيل وسفيان ومسعر لبعض آيات الصفات.

     كلام بعض أئمة السنة حول التوحيد

اسمع بعض أئمتنا من أهل السنة كيف ينزهون الله سبحانه وتعالى عن كل نقص ومشابهة للحوادث قال الإمام الطحاوي المولود 238هـ في كتابه العقيدة الطحاوية أو متن الطحاوية ج 1 ص 45 :  ﻭَﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﻦِ اﻟْﺤُﺪُﻭﺩِ ﻭَاﻟْﻐَﺎﻳَﺎﺕِ ﻭَاﻷَْﺭْﻛَﺎﻥِ ﻭَاﻷَْﻋْﻀَﺎءِ ﻭَاﻷَْﺩَﻭَاﺕِ ﻻ ﺗﺤﻮﻳﻪ اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﺴﺖ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺎﺕ.
قال أبو منصور الماتريدي المولود 233 هـ في كتاب التوحيد ج 1 ص 69 : إﻥ اﻟﻠﻪ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻭَﻻَ ﻣَﻜَﺎﻥ ﻭَﺟَﺎﺋِﺰ اﺭْﺗِﻔَﺎﻉ اﻷَْﻣْﻜِﻨَﺔ ﻭﺑﻘﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻓَﻬُﻮَ ﻋﻠﻰ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻋﻠﻰ ﻣَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻪِ اﻵْﻥ ﺟﻞّ ﻋَﻦ اﻟﺘَّﻐَﻴُّﺮ ﻭاﻟﺰﻭاﻝ ﻭاﻹﺳﺘﺤﺎﻟﺔ.

قال أبو الحسن الأشعري المولود 260 هـ في كتابه الإبانة على الديانة ج 1 ص 21 :  ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ، ﻭﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬﻱ ﺃﺭاﺩﻩ، اﺳﺘﻮاء ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎﺳﺔ ﻭاﻻﺳﺘﻘﺮاﺭ ﻭاﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭاﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭاﻻﻧﺘﻘﺎﻝ، ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻪ اﻟﻌﺮﺵ، ﺑﻞ اﻟﻌﺮﺵ ﻭﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﺤﻤﻮﻟﻮﻥ ﺑﻠﻄﻒ ﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻭﻣﻘﻬﻮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ، ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ اﻟﻌﺮﺵ، ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻮﻡ اﻟﺜﺮﻯ، ﻓﻮﻗﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﻗﺮﺑﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺮﺵ ﻭاﻟﺴﻤﺎء، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﻓﻴﻊ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺵ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻴﻊ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻋﻦ اﻟﺜﺮﻯ، ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ اﻟﻮﺭﻳﺪ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ.
وقال في رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 124 : كما لا يجب أن تكون نفس الباري جسما أو محدودا أو في مكان دون مكان أو في غير ذلك لمفارقته لنا.

وقول أحمد بن حنبل في الاستواء كقول أبي الحسن الأشعري قال أبوبكر الخلال في كتابه العقيدة ج 1 ص 108 : ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻳَﻘُﻮﻝ - أي أحمد - ﻓِﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺳْﺘﻮَاء ﻫُﻮَ اﻟْﻌُﻠُﻮّ ﻭاﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭَﻟﻢ ﻳﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﺎﻟِﻴﺎ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﻗﺒﻞ ﺃَﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻋَﺮْﺷﻪ ﻓَﻬُﻮَ ﻓَﻮﻕ ﻛﻞ ﺷَﻲْء ﻭاﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷَﻲْء ﻭَﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺧﺺ اﻟﻠﻪ اﻟْﻌَﺮْﺵ ﻟِﻤَﻌْﻨﻰ ﻓِﻴﻪِ ﻣُﺨَﺎﻟﻒ ﻟﺴَﺎﺋِﺮ اﻷَْﺷْﻴَﺎء ﻭَاﻟْﻌﺮﺵ ﺃﻓﻀﻞ اﻷَْﺷْﻴَﺎء ﻭﺃﺭﻓﻌﻬﺎ ﻓﺎﻣﺘﺪﺡ اﻟﻠﻪ ﻧَﻔﺴﻪ ﺑِﺄَﻧَّﻪُ ﻋﻠﻰ اﻟْﻌَﺮْﺵ ﺑ ﺃﺳﺘﻮﻯ ﺃَﻱ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻋﻼ ﻭَﻻَ ﻳﺠﻮﺯ ﺃَﻥ ﻳُﻘَﺎﻝ ﺃﺳﺘﻮﻯ ﺑﻤﻤﺎﺳﺔ ﻭَﻻَ ﺑﻤﻼﻗﺎﺓ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ اﻟﻠﻪ ﻋَﻦ ﺫَﻟِﻚ ﻋﻠﻮا ﻛَﺒِﻴﺮا.
قال ابن رشد المالكي في البيان والتحصيل ج 18 ص 504 : قال ابن القاسم تلميذ مالك : هو - أي الله - على كل شيئ وهو في كل مكان {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}.

قال أبو المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين المولود 419 هـ في كتابه لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة ج 1 ص 108 :  ﻓَﺈِﻥ ﺳُﺌﻠﻨﺎ ﻋَﻦ ﻗَﻮْﻟﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ {اﻟﺮَّﺣْﻤَﻦ ﻋﻠﻰ اﻟْﻌَﺮْﺵ اﺳْﺘَﻮَﻯ} ﻗُﻠْﻨَﺎ اﻟﻤُﺮَاﺩ ﺑ اﻻﺳْﺘﻮَاء اﻟْﻘَﻬْﺮ ﻭَاﻟْﻐَﻠَﺒَﺔ ﻭاﻟﻌﻠﻮ ﻭَﻣِﻨْﻪ ﻗَﻮﻝ اﻟْﻌَﺮَﺏ اﺳْﺘَﻮَﻯ ﻓﻼَﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃَﻱ اﺳﺘﻌﻠﻰ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ.

قال أبو منصور عبد القاهر البغدادي المولود 400 هـ في كتابه الفرق بين الفرق ج 1 ص 231 قال : ﻭاﺟﻤﻌﻮا (أي أهل السنة والجماعة) ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻻَ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻣَﻜَﺎﻥ ﻭَﻻَ ﻳﺠﺮﻯ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺯﻣَﺎﻥ ﺧﻼﻑ ﻗَﻮﻝ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺎﻣﻴﺔ ﻭاﻟﻜﺮاﻣﻴﺔ اﻧﻪ ﻣﻤﺎﺱ ﻟﻌﺮﺷﻪ ﻭَﻗﺪ ﻗَﺎﻝَ اﻣﻴﺮ اﻟْﻤُﺆﻣﻨِﻴﻦَ ﻋﻠﻰ ﺭَﺿِﻲ اﻟﻠﻪ ﻋَﻨﻪُ اﻥ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺧﻠﻖ اﻟْﻌَﺮْﺵ اﻇﻬﺎﺭا ﻟﻘﺪﺭﺗﻪ ﻻَ ﻣَﻜَﺎﻧﺎ ﻟﺬاﺗﻪ.
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي المولود 450 هـ في إحياء علوم الدين ج 1 ص 108 : اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬﻱ ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﻮاء ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻭﺻﻒ اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﻬﺮ ﻭاﻻﺳﺘﻴﻼء.... ﻭﺣﻤﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺇﺻﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻊ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﻭﺣﻤﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮﺩ ﻳﻤﻴﻦ اﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻟﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﻜﺬا اﻻﺳﺘﻮاء ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮاﺭ ﻭاﻟﺘﻤﻜﻦ ﻟﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺘﻤﻜﻦ ﺟﺴﻤﺎً ﻣﻤﺎﺳﺎً ﻟﻠﻌﺮﺵ ﺇﻣﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﺻﻐﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺎﻝ.
اﻟﺘﺎﺳﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻫﺎً ﻋﻦ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭاﻟﻤﻘﺪاﺭ ﻣﻘﺪﺳﺎً ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭاﻷﻗﻄﺎﺭ.

وقال في كتابه الإقتصاد في الإعتقاد ج 1 ص 38 : إﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮاﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ.

تنبيه : إعلم أن علو الله وفوقيته على كل شيء علو معنوي لا حسي كما يظن البعض لذلك قال أبو الحسن الأشعري في الإبانة ج 1 ص 21 : هو فوق كل شيئ إلى تخموم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء وهو مع ذلك قريب من كل موجود.
حتى هؤلاء القوم يقولون مثل ذلك، قال ابن عثيمين في فتاوى أركان الإسلام ج 1 ص 80 : أنهم - أي السلف - مجمعون على إثبات العلو المعنوي له وعلو صفاته.
وقال في مجموع فتاويه ج 1 ص 248: وهو عليٌّ في دنوه قريب في علوه. وفي ج 8 ص341 في تأويل المعية قال :  واختار شيخ الإسلام في هذا الكتاب وغيره أنها على حقيقتها وأن كونه معنا حق على حقيقته! ، لكن ليست معيته كمعية الإنسان للإنسان. وفي 3 ص341 قال : أن عقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به.
وقال ابن باز في مجموع فتاويه ج 2 ص 90 : فهو سبحانه وتعالى عليٌّ في دنوه قريب في علوه ﻓﻮﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ -أي ابن تيمية - ﻓﻲ اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮ ﻭاﻟﻤﻌﻴﺔ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻒ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﺎﻥ ﻋﻦ اﻟﻈﻨﻮﻥ اﻟﻜﺎﺫﺑﺔ.
وقال البراك في شرح العقيدة الواسطية ج 1 ص 190 : وهو علي في دنوه قريب في علوه.
أما الدارمي وأمثاله يظنون أن علو الله حسي فقال في نقضه على المراسي ج ص 504 : من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله تعالى من أسفله!!.

قلت : ظنُّ هذا الرجل خالف الكتاب والسنة قال الله تعالى { واسجد واقترب}  ولم يقل واصعد الجبل واقترب. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم« أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» أخرجه مسلم 842، وأحمد 9461، وأبو داود 875 بأسانيد صحيحة، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون على الجبل. نسأل الله السلامة.
ليس لله شبه ولا مثل قال سبحانه وتعالى {ليس كمثله شيء} وفي تفسير الطبري ج ١٥ ص ٥٨٦ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ حدﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ حدﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﻮﻟﻪ: {ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ}  ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻠﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﺃﻭ ﺷﺒﻴﻬﺎ
في تفسير ابن أبي حاتم رقم  13176 - ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ- ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻠﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﺃﻭ ﺷﺒﻬﺎ.

            ظاهر اللفظ يودي إلى تشبيه

في الفتح ج ٣ ص ٣٠ :  ﻗﻮﻟﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺒﺖ اﻟﺠﻬﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻠﻮ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻷﻥ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺤﻴﺰ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮاﻝ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻫﻢ اﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ.
وفي الأسماء والصفات للبيهقي ج ٢ ص ٣١٧ : قال أبو سليمان الخطابي : هذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية والكيفية عن الله تعالى وعن صفاته منفية.
وفيه ج ٢ ص ١٩٠ : والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه.

قال الذهبي في سيره ج ١٤ ص ٣٩٧ في ترجمة العبدري : كان من بحور العلم لو لا تجسيم فيه.. وﻛﺎﻥ ﺳﻴﺊ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ.
قـــال الحـــافظ ابـــن الجــوزي في كتابه دفع شبه التشبيه ص 100 [ وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصـفات تسـمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقـل ولا مـن العقـل،..... قالوا : لا نحملها على توجيه اللغةمثـل يد على نعمة وقدرة، ومجيء وإتيان على معنى بِر ولطف، وساق على شدة، بـل
قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفـة والظاهر هـو المعهـود مـن نعـوت الآدميـين، ويقولـون : نحـن أهـل السنة.
في شرح مسلم للنووي ج ٦ ص ٣٦:  ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺬﻫﺒﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭاﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﺳﺒﻖ ﺇﻳﻀﺎﺣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﺨﺘﺼﺮﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﺩ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻭﻋﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭاﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺳﻤﺎﺕ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻜﻲ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻷﻭﺯاﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮاﻃﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬا ﺗﺄﻭﻟﻮا ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺄﻭﻳﻠﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻝ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻛﺬا ﺇﺫا ﻓﻌﻠﻪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ اﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻋﻴﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭاﻟﻠﻄﻒ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
وفيه ج ٥ ص ٢٤ : ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻓﻘﻴﻬﻬﻢ ﻭﻣﺤﺪﺛﻬﻢ ﻭﻣﺘﻜﻠﻤﻬﻢ ﻭﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻘﻠﺪﻫﻢ ﺃﻥ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻮاﺭﺩﺓ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻜﻢ اﻷﺭﺽ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺑﻞ ﻣﺘﺄﻭﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ.
وقال ابـن العربـي المعـافري الأشـعري فـي عارضـة الأحـوذي ج 9 ص 225 : (وقد بينَّا بأن كل صفةِ حدوثٍ تقتضـي التغيير وذلـك ممـا لا يوصف االله به كالمرض والمشي والضحك والفرح والنزول ونحو ذلـك، فإذا
وصف نفسه بشيئ من ذلك لا يقال نمره كما جاء بإجماع الأمة ولكنه يحمل على التأويل.

وفي إثارة الفوائد لصلاح الدين العلائي ج 1 ص 219 : ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻟﻠﻘﻄﻊ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﺤﺪﻭﺙ.
قال ابن جماعة في كتابه إيضاح الدليل ج 1 ص 59 : ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺮﻑ اﻟﻠَّﻔْﻆ اﻟْﻤُﺘَﺸَﺎﺑﻪ ﺁﻳَﺔ ﻛَﺎﻥَ ﺃَﻭ ﺣَﺪِﻳﺜﺎ ﻋَﻦ ﻇَﺎﻫﺮﻩ اﻟﻤﻮﻫﻢ ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺃَﻭ اﻟْﻤﺤَﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ ﻭَﻣﻦ ﻓﺴﺮﻩ ﺗَﻔْﺴِﻴﺮا ﺑَﻌﻴﺪا ﻋَﻦ اﻟْﺤﺠَّﺔ ﻭاﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻗَﺎﺋِﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻳﻎ ﻭاﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺿﻞ.

قال ابن حزم في كتابه الفصل في الملل ج 2 ص 127 : ﻗَﺎﻝَ اﻷَْﺷْﻌَﺮِﻱّ ﺇِﻥ اﻟﻤُﺮَاﺩ ﺑﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺃَﻳْﺪِﻳﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ اﻟﻴﺪاﻥ ﻭَﺇِﻥ ﺫﻛﺮ اﻷَْﻋْﻴﻦ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻭَﻫَﺬَا ﺑَﺎﻃِﻞ ﻣﺪْﺧﻞ ﻓِﻲ ﻗَﻮﻝ اﻟﻤﺠﺴﻤﺔ.
تنبيه : أخطأ ابن عبد البر في كتاب التمهيد ج 7 ص 145 حيث قال : ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﻮﻥ ﻋَﻠَﻰ اﻹِْﻗْﺮَاﺭِ ﺑِﺎﻟﺼِّﻔَﺎﺕِ اﻟْﻮَاﺭِﺩَﺓِ ﻛُﻠِّﻬَﺎ ﻓِﻲ اﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ ﻭَاﻟﺴُّﻨَّﺔِ ﻭَاﻹِْﻳﻤَﺎﻥِ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﺣَﻤْﻠِﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﺤَﻘِﻴﻘَﺔِ ﻻَ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﻤَﺠَﺎﺯِ ﺇِﻻَّ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻻَ ﻳُﻜَﻴِّﻔُﻮﻥَ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻣِﻦْ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻻَ ﻳَﺤُﺪُّﻭﻥَ ﻓِﻴﻪِ ﺻِﻔَﺔً ﻣَﺤْﺼُﻮﺭَﺓً.
ونقض نفسه في ج 24 ص 405 لما ساق أحاديث اليد كقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده... قال : ومخرج هذه الأحاديث كلها مجاز في الصفات مفهوم عند أهل العلم.
ونقض نفسه ثانيا في الإستذكار ج 5 ص 96 قائلا :  ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻗَﻮْﻟُﻪُ (ﻳَﻀْﺤَﻚُ اﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَﻴْﻪِ) ﺃَﻱْ ﻳَﺘَﻠَﻘَّﺎﻩُ اﻟﻠَّﻪُ - ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ - ﺑِﺎﻟﺮَّﺣْﻤَﺔِ ﻭَاﻟﺮِّﺿْﻮَاﻥِ ﻭاﻟﻌﻔﻮ ﻭاﻟﻐﻔﺮاﻥ ﻭﻟﻔﻆ اﻟﻀﺤﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺠﺎﺯا ﻷَِﻥَّ اﻟﻀَّﺤِﻚَ ﻻَ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻣِﻦَ اﻟﻠَّﻪِ - ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ - ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻫُﻮَ ﻣِﻦَ اﻟْﺒَﺸَﺮِ ﻷَِﻧَّﻪُ ﻟَﻴْﺲَ ﻛَﻤِﺜْﻠِﻪِ ﺷَﻲْءٌ ﻭَﻻَ ﺗُﺸْﺒِﻬُﻪُ اﻷَْﺷْﻴَﺎءُ.
وقد رده ابن الجوزي في صيد الخاطر ج 1 ص 98 قائلا :  ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﻮاﻡ ﻳﺪﻋﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﺑﺤﻤﻠﻬﻢ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻣﺮﻭﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎءﺕ، ﺳﻠﻤﻮا؛ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ ﺟﺎء، ﻭﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻋﺘﺮاﺽ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﺽ، ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻻ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻗﻮاﻣًﺎ ﻗﺼﺮﺕ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ؛ ﻓﺮﺃﺕ ﺃﻥ ﺣﻤﻞ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻧﻮﻉ ﺗﻌﻄﻴﻞ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮا ﺳﻌﺔ اﻟﻠﻐﺔ، ﻟﻢ ﻳﻈﻨﻮا ﻫﺬا.... ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﻧﺪﻟﺴﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺮ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ، ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ، ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻮﻟﻪ: ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻌﻨﻰ. ﻭﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؛ ﻷﻥ ﻫﺬا اﺳﺘﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ اﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻓﻘﺎﺱ ﺻﻔﺔ اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺆﻻء ﻭاﺗﺒﺎﻉ اﻷﺛﺮ؟! ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠﻤﻮا ﺑﺄﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ اﻟﻤﺘﺄﻭﻟﻮﻥ، ﺛﻢ ﻋﺎﺑﻮا اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ.

          إنكار إمام مالك أحاديث الصفات

كان إمام مالك ينهى أن يحدّث بأحاديث الصفات قال ابن رشد - الجد المالكي- في البيان والتحصيل ج 18 ص 504 : قال ابن القاسم ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺵ، ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ، ﻭﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻋﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ : ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺨﺎﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا.
قال ابن رشد : إنما نهى مالك عن التحدث بالأحاديث اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﻜﺜﺮ اﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﺸﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺴﻤﻌﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎﻝ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﻇﻨﻮﻧﻬﻢ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﻬﺎ. ﻭﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺘﻔﻲ ﺑﻪ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻇﺎﻫﺮﻩ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ، ﻛﺎﻹﺗﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻫﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻤﺎﻡ ﻭاﻟﻤﻼﺋﻜﺔ}  ﻭاﻟﻤﺠﻲء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﺟﺎء ﺭﺑﻚ ﻭاﻟﻤﻠﻚ ﺻﻔﺎ ﺻﻔﺎ} ﻭاﻻﺳﺘﻮاء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺛﻢ اﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ} ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ، ﻛﺎﻟﻀﺤﻚ، ﻭاﻟﺘﻨﺰﻳﻞ، ﻭﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ.

في سير أعلام النبلاء للذهبي ج 7 ص 182 : ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ: ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻋﻤﻦ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ "ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ" ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻱ ﺟﺎء: "ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦﺳﺎﻗﻪ"، "ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﺭاﺩ. ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻜﺎﺭا ﺷﺪﻳﺪا، ﻭﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﻮ؟ ﻗﻴﻞ: اﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺰﻧﺎﺩ. ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﺎ اﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻬﺆﻻء ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ.
يعني كان عاملا لبني أمية كما في تاريخ ابن معين رقم 1110 - ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﺑﻮ اﻟﺰﻧﺎﺩ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺆﻻء اﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ.
وكان أحمد بن حنبل أيضا لا يرضى عملاء بني أمية ولا يقبل أحاديثهم ثبت في المنتخب من علل الخلال ج 1 ص 237 : ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺣﻤﺪ، ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ)، ﻭﻧﻬﺒﻬﺎ. ﻗﻠﺖ: ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﺣﺪﻳﺚ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ: ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪﻣﺎء، ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻬﻠﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺼﺮﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺘﻨﺔ. ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﺠﺎﺝ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻗﺘﺎﻻ ﻟﻷﻧﻔﺲ.
وكما نهى الإمام مالك عن التحدث بأحاديث الصفات فقد وجدنا عملاء بني أمية النواصب هم الذين يشيعون أحاديث الصفات في زمان المتوكل وكان ناصبيا كما يأتي قريبا وكان يأمر بإفشاع أحاديث الصفات قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 445 : وفي سنة 234 ﺃﻇﻬﺮ المتوكل اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﺨﻠﻖ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻵﻓﺎﻕ، ﻭاﺳﺘﻘﺪﻡ اﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻣﺮاء، ﻭﺃﺟﺰﻝ ﻋﻄﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻢ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻮا ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭاﻟﺮﺅﻳﺔ.
ثم قال بعد أسطر : ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ: ﻫﺪﻡ اﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻗﺒﺮ اﻟﺤﺴﻴﻦ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻓﻘﺎﻝ اﻟﺒﺴﺎﻣﻲ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ : ﺃﺳﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺷﺎﺭﻛﻮا ... ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﺘﺘﺒﻌﻮﻩ ﺭﻣﻴﻤﺎ.  ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﺐ ﻭاﻧﺤﺮاﻑ ﻓﻬﺪﻡ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻭﺭ، ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻉ، ﻭﻣﻨﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻧﺘﻴﺎﺑﻪ.
وهؤلاء العملاء ربما وضعوا للأمراء أحاديثا قال الذهبي في تاريخ الإسلام ج 3 ص 180  ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻭﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻴﺮﻭا ﺑﺴﻴﺮﺓ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺗﻰ ﺑﺄﺭﺑﻌﻴﻦ ﺷﻴﺨﺎ ﻓﺸﻬﺪﻭا ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻔﺎء ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﺬاﺏ !!.
وقد تأثر الحنابلة بعد إمامهم الصالح بهؤلاء العملاء الأمويين النواصب الذين يزيعون أحاديث الصفات فملؤوا كتبهم بأحاديث ضعاف وآثار لا أصل لها كالدارمي في نقضه على المريسي والرد على الجهمية وكذلك الفراء في إبطال التأويلات حتى قال فيه رقم181 أن الله متكئ على العرش واضع إحدى رجليه على الأخرى. سبحان الله، حتى ابن خزيمة في التوحيد فيه أحاديث  واهيات،
ومما يزيد الطين بِلّهْ تكفيرهم لكل من خالفهم ويثيرون الفتنة كل وقت وحين، وقد طُرد ابن حبان عن بلده لإنكاره الحد لله ، راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 90.
ودفن ابن جرير في بيته لشر الحنابلة راجع سير أعلام ج 11 ص 168.
حتى روى ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ج 1 ص 164 عن ابن شاهين أنه قال : أحمد بن حنبل رجل صالح بُلِي بأصحاب سوء.
وقال ابن عساكر قبل ذلك بأسطر : ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻓﻲ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺗﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﺣﺒﺎ ﻟﻠﺨﻔﻮﻑ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻻ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻌﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺭﺃﻯ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ.
وقال ابن الأثير في الكامل ج 7 ص 40 (ﺫﻛﺮ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺑﺒﻐﺪاد) : ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗﻮﻳﺖ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ، ﻭﺻﺎﺭﻭا ﻳﻜﺴﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ اﻟﻘﻮاﺩ ﻭاﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﻭا ﻧﺒﻴﺬا ﺃﺭاﻗﻮﻩ، ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﻭا ﻣﻐﻨﻴﺔ ﺿﺮﺑﻮﻫﺎ ﻭﻛﺴﺮﻭا ﺁﻟﺔ اﻟﻐﻨﺎء ﻭﻛﺎﻧﻮا ﺇﺫا ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﺷﺎﻓﻌﻲ اﻟﻤﺬﻫﺐ ﺃﻏﺮﻭا ﺑﻪ اﻟﻌﻤﻴﺎﻥ، ﻓﻴﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺑﻌﺼﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﻮﺕ. ﻓﺨﺮﺝ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﻟﺮاﺿﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻌﻠﻬﻢ، ﻭﻳﻮﺑﺨﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
وبعد فتنة هؤلاء الحنابلة جاء ابن تيمية وأثار فتنة كبرى بين المسلمين إسمع ما يأتي :

               جهاد ابن تيمية المزيف

يزعم المتمسلفون أن ابن تيمية كانا مجاهدا شجاعا يجول في المعركة بسيفه يقتل الكفار أي التتار ويذيقهم العذاب الأليم....
وهذا كله كذب محض لأن ملوك التتار الكفار دخلوا الشام عام (658) هـ كما في البداية والنهاية ج 13 ص 253 وبعد سبع سنوات بدؤا يدخلون في دين الله أفواجا كما قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 13 ص 289 حوادث سنة (665) أن ممن توفي فيها من الأعيان : السلطان بركه وهو ابن عم هولاكو ، وقد أسلم بركه خان هذا ، وكان يحب العلماء والصالحين.

قلت : أسلم ملك التتار هذا وابن تيمية حنذاك ابن أربع سنوات لأنه ولد (661)هـ
ثم قال ابن كثير في ج 13 ص 401 في حوادث سنة (694) هـ : وفيها مَلَكَ التتار قازان فأسلم وأظهر الإسلام على يد الأمير توزون رحمه الله ، ودخلت التتار أو أكثرهم في الإسلام ونثر الذهب والفضة واللؤلؤ على رؤوس الناس يوم إسلامه ، وتسمى بمحمود ، وشهد الجمعة والخطبة.
وقال ابن كثير في البداية ج 41 ص 14 : خرج نائب السلطنة بمن بقي من الجيوش الشامية وقد كان تقدَّم بين يديه طائفة من الجيش مع ابن تيمية في ثاني المحرم فساروا إلى بلاد الجرد والرفض فخرج نائب السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروج الشيخ لغزوهم فنصرهم الله عليهم وأبادوا خلقاً كثيراً منهم ومن فرقتهم الضالة ووطئوا أراضي كثيرة.
وقال ابن كثير في البداية ج 14 ص 63 : وفيها أظهر ملك التتر خربندا الرفض في بلاده وأمر الخطباء أولا أن لا يذكروا في خطبتهم إلا عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل بيته.

وقال ابن كثير   البداية ج 14 ص 144 :في ابن المطهر الحلي :  ولد ابن المطهر الذي لم تطهر خلائقه ولم يتطهر من دنس الرفض ليلة الجمعة سابع عشرين رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة، واشتغل على نصير الطوسي وعلى غيره ولما ترفض الملك خربندا حظيَ عنده ابن المطهر وساد جداً وأقطعه بلاداً كثيرة.

قال ابن كثير في  البداية ج 14 ص 28 في حوادث (702) : وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتر من أي قبيل هو ؟! فإنهم يظهرون الإسلام وليسوا بغاة على الإمام ، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه ؟!  فقال الشيخ تقي الدين هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة فتفطن العلماء والناس لذلك.

قلت : ومن هنا تبين لنا أن ابن تيمية هو الذي أثار هذه الفتنة بين المسلمين بدعوى أن التتار من جنس الخوارج! مع أن ملوك التتار عادلون وقائمون بحدود الله وقد قال ابن كثير بنفسه في البداية والنهاية ج 14 ص 111 في حوادث سنة (720) : وفي هذا الشهر أراق ملك التتر أبو سعيد الخمور وأبطل الحانات ، وأظهر العدل والإحسان إلى الرعايا ...
وقال في ج 14 ص 114 حوادث سنة (721) :  وفي جمادى الآخرة خرَّب ملك التتر أبو سعيد البازار وزوَّج الخواطىء وأراق الخمور وعاقب في ذلك أشد العقوبة ، وفرح المسلمون بذلك ودعوا له رحمه الله ..... نسأل الله السلامة.

                   كتب غير موثوقة

أيها الطالب احذربعض كتب التوحيد وخاصة الكتب التي سأسرد لك أسمائها لما فيها من الأحاديث الواهيات لا يحتج بأمثالها في باب التوحيد.

الأول : كتاب الصفات المنسوب للإمام الدارقطني يرى بعض العلماء أنه مزور ليس من تأليف الإمام الدارقطني في رواة الكتاب رجلان ضعيفان وهما محمد بن علي العشاري وابن كادش.
أما العشاري فقد قال الذهبي في الميزان رقم 7989 - ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﺸﺎﺭﻯ. ﺷﻴﺦ ﺻﺪﻭﻕ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻟﻜﻦ ﺃﺩﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎء ﻓﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺑﺎﻃﻦ.
أما ابن كادش قال الذهبي في سير أعلام ج 14 ص 386 : قال ابن النجار كان ضعيفا في الرواية مختلطا كذابا لا يحتج به وكان يضع الحديث.

الثاني : كتاب التوحيد لابن خزيمة قال الذهبي في مختصر العلو ج 1 ص 226 : ابن خزيمة رأس في الحديث ومن دعاة السنة وغلاة المثبتة!!.
قلت : إذا كان هو مع جلالته غال في الإثبات يجب التحذير منه، وقد رجع رحمه الله عن بعض مسائله كما قال البيهقي في الأسماء والصفات ج 2 ص 23 رقم 593 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﺰاﻫﺪ اﻟﺒﻮﺷﻨﺠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺮاﺯﻱ ﺑﺎﻟﺮﻱ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭاﻟﻜﻼﻡ؟ ﺇﻧﻤﺎ اﻷﻭﻟﻰ ﺑﻨﺎ ﻭﺑﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻌﻠﻤﻪ. ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﻟﻘﻼﻧﺴﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﻮﻗﻊ ﻟﻜﻼﻣﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻮﻝ. ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪاﺩ ﻓﻠﻢ ﺃﺩﻉ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺇﻻ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ (ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ) ، ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺃﺑﺎ اﻟﻌﺒﺎﺱ اﻟﻘﻼﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ، ﻭﻳﻐﺘﻢ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺭﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﺗﻠﻬﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ.
قلت : ومن تلك المسائل التي رجع عنها ابن خزيمة مسألة اللفظ قال ابن حجر في الفتح ج 13 ص 492 ﻧُﻘﻞ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ اﻟﻄﻮﺳﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ اﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻮﺕ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻭﻭﻗﻊ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻹﻣﺎﻡ اﻷﺋﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﻗﺼﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ.

الثالث : كتاب العرش لابن أبي شيبة لأنه من  ﺭﻭاﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺸﺎﺭﻱ عن ابن كادش كما قدمنا عند كلام كتاب الصفات المنسوب للدارقطني.

الرابع : كتاب الإبانة الكبرى هو كتاب ضخم بلغ تسع مجلدات ألفه أبو عبد الله العكبري المعروف بابن بطة هو مع شهرته وإمامته ضعفه بعض العلماء قال الذهبي في المغني ج 2 ص 417 : إمام لكنه لين صاحب أوهام.  وفي الميزان ج 3 ص 15 قال : أتى بأحاديث بواطل وقال الأزهري : ضعيف ضعيف.
وقال ابن حجر في اللسان ج 4 ص 113 : وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه..... حتى إنه ركب كتاب كذب! نسأل الله السلامة.

الخامس : كتاب البدع لابن وضاح كتاب لم يجاوز مجلدين هذا الكتاب لا يعتمد على ما فيه ولا يوثق بما نقل المولف لأنه ضعيف في تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي ج 2 ص 162 عند ترجمة ابن وضاح قال : كأن أحمد بن الحباب ينكر عليه كثرة رده لكثير من الأحاديث، قال ابن الفرضي : كان كثيرا ما يقول : ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيئ وهو ثابت من كلامه وله خطأ كثير محفوظ عنه ويغلط ويصحف ولا علم به بالعربية ولا الفقه.
وفي المغني ج 2 ص 641 قال ابن الفرضي : له خطأ كثير وأشياء يصحفها.....
وقال ابن حجر في اللسان ج 5 ص 417 أن ابن وضاح كذب على ابن معين.
قلت : إذا كان هكذا حاله يغلط ويصحف ويكذب على العلماء يجب اجتنابه وتحذير من كتبه.

السادس : فقه الأكبر والأبسط المنسوبين للإمام أبي حنيفة هما كتب التوحيد جميع ما فيهما لا يحتج بها لأن الكتابين من رواية أبي مطيع قال العقيلي في الضعفاء رقم 312 - اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻄﻴﻊ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻠﺦ  ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﻲ ﻣﻄﻴﻊ اﻟﺒﻠﺨﻲ ﻻ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺷﻲء. ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺎﻝ: اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء. ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﻣﻄﻴﻊ اﻟﺒﻠﺨﻲ ﺿﻌﻴﻒ.
وفي تاريخ ابن معين رقم 4760 -قال : ﺃﺑﻮ ﻣﻄﻴﻊ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء.

السابع : العقيدة الشافعي هذه العقيدة مدسوسة قال الذهبي في الميزان رقم 7989 - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻔﺘﺢ، ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﺸﺎﺭﻯ. ﺷﻴﺦ ﺻﺪﻭﻕ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻟﻜﻦ ﺃﺩﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎء ﻓﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺑﺎﻃﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ....ﻭاﻟﻌﺘﺐ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺪﺛﻲ ﺑﻐﺪاﺩ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻛﻮا اﻟﻌﺸﺎﺭﻯ ﻳﺮﻭﻱ ﻫﺬﻩ اﻻﺑﺎﻃﻴﻞ.

الثامن : إبطال التأويل للقاضي أبي يعلى الفراء ليس هو أبو يعلى صاحب المسند.
قال ابن الأثير في الكامل ج 8 ص 209 : أبو يعلى الفراء ﻫﻮ ﻣﺼﻨﻒ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺼﻔﺎﺕ - يعني إبطال التأويل - ﺃﺗﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻋﺠﻴﺒﺔ، ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﺑﻮاﺑﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺴﻴﻢ اﻟﻤﺤﺾ، ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﺗﻤﻴﻤﻲ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺉ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ اﻟﻔﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺧﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻐﺴﻠﻬﺎ اﻟﻤﺎء.
وفي تاريخ الإسلام للذهبي ج 30 ص 462 قال الذهبي : ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻲ ﻳﻌﻠﻰ ﺧﺒﺮﺓ ﺑﻌﻠﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﺑﺮﺟﺎﻟﻪ، ﻓﺎﺣﺘﺞ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭاﻫﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺻﻮﻝ ﻭاﻟﻔﺮﻭﻉ ﻟﻌﺪﻡ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭاﻟﺮﺟﺎﻝ.
قلت : إذا كان المؤلف لا يميز الصحيح من السقيم ولا يعرف الحق من الباطل فهو حاطب ليل يجب التحذير من كتبه.

                  توحيد مخترع أخيرا

ومن عجائب علماء العصر وتناقضاتهم قولهم : أن الصفات توقيفية لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ثم نجدهم لم يتوقفوا على قاعدتهم بل وصفوا الله بما لم يرد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة حتى أنهم خالفوا الإمام أحمد بن حنبل والإمام الأشعري الذي يدعون أنه رجع إلى عقيد أهل السنة والجماعة. سأسوق لك كلام السلف عن الجسمية ونفيهم لوازم الجسمية عن الله سبحانه وتعالى ثم أسوق كلام المعارصرين حيث خالفوا السلف واخترعوا عقيدة جديدة.

قال أبوبكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 111 :  ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻜﺮ - أي أحمد بن حنبل - ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭاﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻠﻐﺔ ﻭﺿﻌﻮا ﻫﺬا اﻷﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻃﻮﻝ ﻭﻋﺮﺽ ﻭﺳﻤﻚ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﻟﺨﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺊ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﻄﻞ.

وقال أبو الحسن الأشعري في رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 123 : إﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ اﻷﻋﺮاﺽ ﻓﻲ اﻷﺟﺴﺎﻡ.

وفي العقيدة للخلال ج 1 ص 104 : ﻭﻛﺎﻥ - أحمد- ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺪاﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﺑﺠﺎﺭﺣﺘﻴﻦ ﻭﻟﻴﺴﺘﺎ ﺑﻤﺮﻛﺒﺘﻴﻦ ﻭﻻ ﺟﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ اﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻭاﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭاﻷﺑﻌﺎﺽ ﻭاﻟﺠﻮاﺭﺡ.

قال القاضي أبو يعلى في المعتمد ص 54 فصل 89 الإستواء لا على معنى القعود والمماسة ولا على معنى العلو والرفعة ولا على الإستيلاء... لأنه لم يرد بذلك شرع. وفيه فصل 90 : النزول إلى سماء الدنيا لا على وجه الإنتقال والحركة. وفي فصل 94 : لا يجوز عليه الحد ولا نهاية ولا القبل ولا البعد ولا تحت ولا قدام ولا خلف.

قال أبو الفضل التميمي الحنبلي في كتابه إعتقاد الإمام المنبل ص 32 عن الإمام أحمد قال : لا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم : يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الإبانة لأبي الحسن ج 1 ص 112 :  ينزل الله ﻧﺰﻭﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﻭاﻧﺘﻘﺎﻝ، ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮا ﻛﺒﻴﺮا.

وقال في رسالة إلى أهل الثغر ج 1 ص 128 : اﻹﺟﻤﺎﻉ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺠﻲء ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭاﻟﻤﻠﻚ ﺻﻔﺎ ﺻﻔﺎ ﻟﻌﺮﺽ اﻷﻣﻢ ﻭﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﻭﺛﻮاﺑﻬﺎ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺬﻧﺒﻴﻦ، ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺯﻭاﻻ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺠﻲء ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺯﻭاﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﺠﺎﺋﻲ ﺟﺴﻤﺎ ﺃﻭ ﺟﻮﻫﺮا، ﻓﺈﺫا ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﺟﻮﻫﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻧﻘﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ.

قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ج 1 ص 150 :  ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻤﺸﺒﻬﺔ ﻭاﻟﺤﺸﻮﻳﺔ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻧﺰﻭﻝ ﺫاﺗﻪ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻭاﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ.

وفي متن الطحاوية ص 45 :  ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ الله ﻋﻦ اﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭاﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻭاﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭاﻷﻋﻀﺎء ﻭاﻷﺩﻭاﺕ ﻻ ﺗﺤﻮﻳﻪ اﻟﺠﻬﺎﺕ اﻟﺴﺖ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺎﺕ.

قال أبو بكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 108
قال أحمد بن حنبل : ﻻَ ﻳﺠﻮﺯ ﺃَﻥ ﻳُﻘَﺎﻝ ﺃﺳﺘﻮﻯ ﺑﻤﻤﺎﺳﺔ ﻭَﻻَ ﺑﻤﻼﻗﺎﺓ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ اﻟﻠﻪ ﻋَﻦ ﺫَﻟِﻚ ﻋﻠﻮا ﻛَﺒِﻴﺮا.

وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة ج 1 ص 21 :  ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻤﺎﺳﺔ.

هذا كلام السلف نزهوا الله سبحانه وتعالى عن الجسم والجوارح والأعضاء والحركة ووو الخ كما ترى.

أما المتمسلفون المعاصرون على خلاف ذلك اسمع ما يقولون :

1 - وصف الله بالجسم : قال ابن تيمية في درع التعارض ج 10 ص 306 : لم يقل أحد من السلف إن الله جسم ولا قال إن الله ليس بجسم!! بل أنكروا النفي !!
وفيه ج 1 ص 249 قال : أنكروا على الجهمية نفي الجسم.
نسي الرجل أنه هو بنفسه نفى عن الله الجسمية حيث قال في مجموع فتاويه ج 6 ص 368 :
ﻗﻮﻟﻪ تعالى : {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ} ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء} ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ} ﻭﻫﺆﻻء اﻵﻳﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻟﻠﻦ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻔﺎء اﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭاﻟﺘﺸﺒﻴﻪ.

وفي مجموع فتاوى ابن باز ج 3 ص 61 قال ابن باز : ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﻭاﻟﺤﺪﻗﺔ ﻭاﻟﺼﻤﺎﺥ ﻭاﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭاﻟﺤﻨﺠﺮﺓ، ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻗﻮاﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻭﺗﻜﻠﻔﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﻔﺎﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﺎﻩ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

في مجموع فتاوى ورسائل لابن عثيمين ج 1 ص 264  ﻭﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭاﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭاﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ اﻟﺴﻠﻒ..... ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺣﻖ ﻗﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﺭﺩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ اﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻣﺎﺫا ﺗﺮﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺮﻛﺐ اﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﺑﻌﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭاﻟﻜﻤﺎﻝ ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﻖ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻭاﻻﺳﺘﻮاء ﻭاﻟﻨﺰﻭﻝ، ﻭاﻟﻤﺠﻲء، ﻭاﻟﻮﺟﻪ، ﻭاﻟﻴﺪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﻔﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺎﻃﻞ.
قلت : يا ابن عثيمين : إذا كان نفي الجسمية لم يرد في الكتاب والسنة ولا يجوز نفيه كما تقول إذًا لما ذا نفيت عدد الأصابع في شرح الأربعين للنووي ص 39 ولم يٓرد نفُيه في الكتاب والسنة؟. وكذلك إثبات ابن باز صفة الشم لله في مسائله رقم 770 هذا الإثبات لم يٓرد في الكتاب والسنة صراحة.

2 - وصف الله بالجوارح : وفي كتاب "التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري" تأليف علي بن عبد العزيز، وقرظه وراجعه أئمة المتمسلفين كـ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم قال فيه ص 23 : نفي الجارحة عن الله من النفي المجمل الذي لم يٓرد به دليل شرعي.
وفيه ص 44 : نفي الجوارح والأعضاء عن الله من النفي المجمل.

3 - وصفه بالشمال قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 25 ص 126 : اليمين ضد الشمال.. له يمين وشمال. مع أن حديث الشمال ضعيف كما قال الألباني.

4 - وصفه بالمماسة : في تلبيس الجهمية لابن تيمية ج 4 ص 343 قال : جائت الأحاديث بثبوت المماسة كما دل على ذلك القرآن وقاله أئمة السلف وهو متعلق بمسألة العرش وخلق آدم بيده..... وفيه ج 5 ص 127 قال : وليس في مماسته للعرش ونحوه محذور.

5- وصفه بالحركة والإنتقال : قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 5 ص 55 وهو يرد على الإمام البيهقي : ومعلوم أن نفي الحركة والإنتقال دخول في التكييف بغير علم ونحن ممنوعون من ذلك.

6- وصفه بالإستقرار وفي مجموع فتاوى ورسائل لابن عثيمين ج 4 ص 281 قال : معنى استواء الله على عرشه علوه واستقراره عليه.
وفيه ج 5 ص 404 قال : الرحمان استوى أي استقر.
ومن العجب أن يقر ابن تيمية بأن معنى الإستواء والإستقرار بينهما فرق قال في مجموعه ج 3 ص 50 : وقد علم أن بين مسمى الإستواء والإستقرار والقعود فروقا معروفا.

7- وصفه بالقعود : قال عبد الرحمن بن البراك في شرحه العقيدة التدميرية ص 283 أن الله قائد على العرش.

8- وصفه بالحد : لأبي بكر الدشتي كتيب سماه "إثبات الحد لله" فيه أن الله جالس على العرس قاعد عليه وله حد...
قال معلق الكتاب أبو عبد الله عادل في مقدمة الكتاب ص 8 : أن الألباني ذم الكتاب وقال : ليس فيه ما يشهد لذلك من الكتاب والسنة!! .

9- وصفه بالشم : ثبت في كتاب مسائل الإمام بن باز رقم 770 هل يجوز إثبات صفة الشم لله فقال : ليس ببعيد. وقال عبد الرحمن البراك في التعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري رقم 14 : قوله " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك فلا يجوز نفيه من غير حجة.

10 - وصفه بالظل : قال ابن باز في مجموع فتاويه ج 28 ص 402 : فهو - أي الله - له ظل يليق به سبحانه.
قلت : الصحيح أن الظل المذكور في الأحاديث هو ظل العرش.

11 - ومنهم من يعتقد أن الله يشار إليه بالأنامل لحديث الجارية أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها أين الله فقالت في السماء!..
قلت : هذا الحديث مضطرب في رواية أن الأمة لمعاوية بن الحكم وفي رواية أنها لعمرو بن الحكيم وفي رواية أنها لمحمد بن الشريد وفي رواية أنها لعمرو بن الشريد وفي رواية أنها لكعب بن مالك وفي رواية أنها لعكاشة الغنوي وأسانيد هذه الطرق كلها ضعيفة.
أقول : لو اجتمع المتمسلفون على أن يأتوا على هذا الحديث بإسناد واحد خاليا من كل علة لن يستطيعوا لأن جميع طرقه ضعاف ومضطربة! والطريق الأمثل هو طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال.  ويحيى بن أبي كثير   مدلس ويقلب الأسانيد كما في الضعفاء الكبير للعقيلي رقم 2051. وأدرجه النسائي في كتابه ذكر المدلسين ج 1 ص 121.
وهلال بن أبي ميمونة ضعيف لما ورد في تهذيب الكمال ج 30 ص 344 قال أبو حاتم أن هلال شيخ يكتب حديثه . وقال الذهبي في السير ج 6 ص 360 إذا قال أبوحاتم  (يكتب حديثه) يعني لا يحتج به.
وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل ج 6 ص 109 إذا قلت شيخ فهو ضعيف الحديث.
وفي الأسماء والصفات ج 2 ص 320 قال البيهقي : هذا الحديث مختلف ومضطرب.
وفيه ج 2 ص 325 قال البيهقي : ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻘﻄﻌﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﻭﺣﺠﺎﺝ اﻟﺼﻮاﻑ، ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺔ اﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻭﺃﻇﻨﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻﺧﺘﻼﻑ اﻟﺮﻭاﺓ ﻓﻲ ﻟﻔﻈﻪ.
وفي كشف الأستار ج 1 ص 14 قال البزار ألفاظ هذا الحديث مختلفة.
قال العسقلاني في تلخيص الخبير ج 3 ص 480 ألفاظه مختلفة كثيرة.
وقال السرخسي في المبسوط ج 7 ص 4 إن في صحة هذا الحديث كلاما.
حتى المتشدد الألباني في صحيحه ج 7 ص 457 تابع طرقه وضعف جميع طرقه ؛ أعني الطرق الواردة بلفظ "أين الله" وصحح الطرق الواردة بلفظ "أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" راجعه لترى بأم عينك.
ثم حاد عن الجادة وكذب قائلا : في  ج 7 ص 458 أن أبا داود الطيالسي تابع يزيد بن هارون في رواية " أين الله" وسمعه من المسعودي قبل إختلاطه عن عون عن أبي هريرة وهو صحيح!!.
قلت : أين الدليل على أن أن أبا داود سمع هذا الحديث عن المسعودي بالبصرة قبل إختلاطه ؟ بل أبو داود الطيالسي سمع من المسعودي بعد إختلاطه كما في تاريخ بغداد ج 11 ص 48 : سمع أبو داود من المسعودي ببغداد (يعني بعد إختلاطه) وفي سير أعلام النبلاء ج 6 ص 533 وغيره قال أبو قتيبة : رأيت أبو داود يكتب عن المسعودي فقلت له : أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟!..
فعلى هذا نقول :رواية أبي هريرة ضعيف أيضا أيها المتعصب.
ومن فضائح الألباني قوله في صحيحه ج 7 ص 471 : أوقفني بعض الإخوان على طريق آخر من طرق حديث الجارية من رواية عكاشة الغنوي في "أسد الغابة" وفي "الإصابة" وإسناده حسن!!.
قلت : بل ضعيف فيه (زهير بن عباد) قال ابن حبان في الثقات ج 8 ص 256 : يخطئ ويخالف. وفي الميزان ج 2 ص 83 : قال الدارقطني مجهول... ووثقه آخرون
وفيه أيضا (حفصة بن ميسرة) ضعيف قاله العجلي في الثقات ج 1 ص 125. وفي تهذيب الكمال ج 7 ص 76 : قال أبو حاتم : في حديثه بعض الأوهام.  وقال ابن حجر ثقة ربما أوهم. ومع هذا كله أراد الألباني أن يقوى حديث "الجارية" بحديث أبي رزين : أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ما ثم خلق.
أورده في صحيحه ج 7 ص 469 قائلا : قال الذهبي حسن وفيه نظر لأن وكيعا مجهول.
ومما يهدم بناء هؤلاء القوم ويسحت عقيدة كل قائل بأن الله مختص على العرش هو ما ثبت في المطالب العالية رقم 3436 قال أبو يعلى حدثنا عمر الناقد حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذن لي أن أحدثكم عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه يقول : سبحانك أين كنت وأين تكون.
هذا حديث صحيح قال الهيثمي رجاله صحيح وقال الألباني في صحيحه ج 1 ص 282 : صحيح.
12 - أما زعمهم الباطل أن التوسل والتبرك بدعة أو شرك فقد نسفنا ذلك الزعم في كتابنا قواطع الأدلة وأتينا فيه بدلائل لا قبل لهم بها راجعه ص 138.
13 -  من أباطيل هؤلاء القوم قولهم أنه سئل إمام مالك عن الإستواء فقال : الإستواء معلوم والكيف مجهول! هذا كذب محض وتحريف لكلام إمام مالك. بل الثابت هو ما روى البيهقي في الأسماء والصفات ج 2 ص 305 وأبو نعيم في حلية الأولياء ج 6 ص 325 والمقرئ في معجمه ج 1 ص 310 والبغوي في شرح السنة ج 1 ص 171 وغيرهم بأسانيدهم أنه ﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: {اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ اﺳﺘﻮﻯ}  ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻮﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ: اﻻﺳﺘﻮاء ﻏﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ، ﻭاﻟﻜﻴﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭاﺟﺐ، ﻭاﻟﺴﺆاﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻣﺎ ﺃﺭاﻙ ﺇﻻ ﺿﺎﻻ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ.
وفي رواية كما في الأسماء رقم 866 قال مالك : لا يقال كيف وكيف عنه مرفوع. فحرفه هؤلاء قائلين (الكيف مجهول) بل الكيف مرفوع عن الله هذا ما ورد عن مالك.
14 - ومن خزايا هؤلاء القوم دفاعهم عن يزيد بن معاوية، ترى ابن تيمية يدافع عن يزيد بن معاوية قائلا في كتابه رأس الحسين ص 199 أن الرأس لم يحمل إلى يزيد بن معاوية! من قال ذلك فهو كاذب قطعا! وأن يزيد لم يأمر بقتل الحسين!! وأن خبر قتله لما بلغ يزيد وآله سائهم ذلك وبكوا على قتله!!.
مع أنك إذا نظرت إلى إسناد هذا الخبر الذي يعتمده ابن تيمية تجده موضوعا فيه محمد بن الحسين المعروف بالزبالة وهو متروك وضعيف بالإتفاق. وقد ثبت تسيير رئس الإمام الحسين إلى يزيد وفرحه بقتله وجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول : نفلق هاما من رجال أعزة  علينا وهم كانوا أعق وأظلم.
رواه الطبراني في الكبير رقم 2306 عن أبي الزنباع عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد. وكرره رقم 2846 عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك عن أبيه.
وصححه الهيثمي في المجمع ج 9 ص 195.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه رقم 2852 بأسانيد آخر.
وقد أقر بن باز في فتاوى النور ج 2 ص 340 بأن الرأس نقل إلى يزيد.
وفي فتاوى اللجنة ط1 ج 3 ص 397 قالت : لم يثبت فسقه - أي يزيد - الذي يقتضي لعنه! وقالت بعض أسطر : صدر عنه ما يقضي فسقه
وظلمه.
وفي ملتقى أهل الحديث ط2 ج 74 ص 346 قال ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إن قوما ينسبونا إلى تولية يزيد بن معاوية! فقال أحمد يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله.

15 - ومن أكبر كفريات المتمسلفين إعتقاد بعضهم أن ربهم أمرد له وفرة جعد قطط! قال ابن تيمية كما في بيان تلبيس الجهمية ج 7 ص 228 أن أحمد جمع حديث ابن عباس وحديث أم الطفيل وجعلهما حديثا واحدا وأنه في المنام.
ثم فرقهما ابن تيمية ص 230 قائلا : الرؤية التي كانت في ليلة الإسراء غير هذه الرؤية التي في المنام.
وبعد ذلك صرح بما في قلبه وقال في ج 7 ص 290 : سئل ابن العباس ﻫﻞ ﺭﺃﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻛﻴﻒ ﺭﺁﻩ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺎﺏ ﺩﻭﻧﻪ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ ﻟﺆﻟﺆ كأن ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﺮﺓ ﻓﻘﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ اﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻙ اﻷﺑﺼﺎﺭ؟ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﻡ ﻟﻚ ﺫاﻙ ﻧﻮﺭﻩ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﻮﺭﻩ ﺇﺫا ﺗﺠﻠﻰ ﺑﻨﻮﺭﻩ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺁﻩ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺎﺏ ﺩﻭﻧﻪ ﺳﺘﺮ ﻭﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﺮﺓ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺅﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻭاﻟﻤﺠﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺎﺏ ﺃﻣﺮﺩ ﻟﻪ ﻭﻓﺮﺓ ﺟﻌﺪ ﻗﻄﻂ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺔ ﺧﻀﺮاء.
وقال مثل قوله أخوه في المذهب أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات ج 1 ص 146 ما نصه : إنما نطلقها - أي صفة الجعد القطط- كما نطلق غيرها من الصفات من الذات والنفس والوجه واليدين والعين وغير ذلك وليس في في قوله شاب وأمرد وجعد وقطط وموفر إثبات تشبيه لأننا نثبت ذلك تسمية كما جاء الخبر لا نعقل معناها الخ.
قلت : هذا الحديث لو حكمه ابن تيمية والفراء  أنه وقع مناميا كما حكمه أحمد وغيره (فرءاه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع أنامله بين كتفيه وعلمه ما في السماء والأرض) لما تكلمنا عليهما بشيء لما ثبت أن الأحكام لا تبني على المنامات وأن الرؤيا تأتي خلاف الواقع، ولكن التصريح بأنها رؤية عين! والحديث صحيح! هذا هو الداهية الدهياء والمصيبة النكراء.

16 - (قدم نوع الحوادث) ومن تناقضات المتمسلفين في التوحيد تناقضهم في قولهم الباطل ودعواهم الفارغة بقدم نوع الخلق وتسلسل الحوادث، وأن الحوادث لا أول لها هذا كله من بواطلهم بل الإيمان الصحيح أن يعتقد المسلم أن الله أزلي بصفاته وأسمائه ليس لأزليته أول بل هو الأول بنص القرآن قال الله سبحانه {هو الأول والأخر والظاهر والباطن}  وأما الخلاق فلها أول وإبتداء قال الله تعالى {أفعيينا بالخلق الأول} وقال { الله يبدأ الخلق ثم يعيده}  وقال {أمن يبدأ الخلق ثم يعيده}  هذه الآيات تنص بابتداء الخلق.
وفي صحيح البخاري رقم 3191 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان الله ولم يكن شيئ غيره » وأخرجه الطبراني رقم 498. وابن أبي عاصم في الأوائل رقم 156. وابن حبان في صحيحه 6140. والبيهقي في السنن رقم 17702. وأبو نعيم في الحلية ج 8 ص 259. والدارمي في الرد على الجهمية رقم 40.
وأخرجه البخاري بلفظ  «ولم يكن شيئ قبله» برقم 7418. وابن حبان رقم 6142.
وأخرجه أحمد رقم 19876 بلفظ« كان الله قبل كل شيء»
وقال البيهقي في الإعتقاد ج 1 ص 91 :  ﻗﺎﻝ اﻷﺳﺘﺎﺫ اﻹﻣﺎﻡ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: ﻗﻮﻟﻪ: «ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ» ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ، ﻻ اﻟﻤﺎء ﻭﻻ اﻟﻌﺮﺵ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻏﻴﺎﺭ.
ومع هذه النصوص والأحاديث الصحيحة تجاهل عنها ابن تيمية وقال بقدم النوع! قال في مجموع فتاويه ج 18 ص 239 : فالأزل معناه عدم الأولية ... وإن قُدر أن نوعها - أي الخلق- لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل بل هي من كماله...
وقال في درع التعارض ج 2 ص 148 :  ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﻦ ﻭاﻓﻘﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ اﻟﻨﻮﻉ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﺑﻞ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻭﺙ اﻟﻨﻮﻉ ﻭﺣﺪﻭﺙ اﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮاﺩﻩ.
قلت : ما الفرق بين النوع والأفراد؟ وهذا القول ﻳﻠﺰﻡ ﻋﺪﻡ ﺃﻭﻟﻴﺔ اﻟﻠﻪ هذا كفر وضلال ورد لحديث « كان الله ولم يكن شيئ غيره» حتى أتباع ابن تيمية تناقضوا في هذه المسألة الباطلة منهم من رفضها كالألباني! ومنهم من تناقض وحير فيها كابن عثيمين ومنهم من يراها من المسائل المحدثة .
ومما أدّى ابن تيمية إلى هذه العقيدة المنحرفة ظنه أن الله إذا كان في الأزل وحده ولا شيئ غيره ثم خلق الأشياء يقتضي أنه كان معطلا عن الفعل حينئذ وذلك نقص!!. وظنه هذا من إلهام الشيطان لأن الرب سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته المقدسة غنيا عن العالمين يفعل ما يشاء متى شاء وقدر الأشياء قبل الخلق كما قال النبي صلى الله عليه« إن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة» أخرجه أحمد في مسنده رقم 11602. وابن أبي عاصم في السنة رقم 361. والنسائي في الكبرى رقم 7651 وابن حبان رقم 4193 بإسناد صحيح.
هذه المسألة الدخلية هرب منها علماءُ فتاوى اللجنة الدائمة السعودية حيث قالوا ط2 ج 2 ص 408 : لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء.
إسمع ما قال سلف ابن تيمية في أزلية الصفات وحدوث الحوادث :
قال أبو بكر الخلال في العقيدة ج 1 ص 106 : قال أحمد بن حنبل : لم يزل مريدا والإرادة صفة في ذاته والله مريد لكل ما علم أنه كائن. وقال ص 109 : لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق من علمه أنه يكون مما يرضيه.
وقال الدارمي الحنبلي في نقضه على المريسي ج 1 ص 162 ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻪ صفة ﻭﻻ اﺳﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻠﻖ، ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ، ﻭﺭاﺯﻗﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺮﺯﻭﻗﻴﻦ، ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻴﻦ، ﻭﺳﻤﻌﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮاﺕ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ .... إﻥ ﻟﺤﺪﻭﺙ اﻟﺨﻠﻖ ﺣﺪا ﻭﻭﻗﺘﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺯﻟﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﺣﺪ ﻭﻻ ﻭﻗﺖ.
وقال ممهد عقيدة الحنابلة وناشرها القاضي أبو يعلى الفراء في المعتمد ص 38 فصل 51 : والحوادث لها أول اُبتُدئت فيه خلافا للملحدة... فلو كان فيها ما لا أول له لوجب أن يكون قديما وذلك فاسد.
وقال في ص 107 فصل 198 : القديم سبحانه وتعالى فعل العالم بعد أن لم يكن فاعلا..
قال أحد أتباع ابن تيمية في السعودية أعني أحمد الحازمي في كتابه شرح سلم الوصول ج 7 ص 13 : ﻟﻪ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﺮﺑﻮﺏ. ﻭاﺳﻢ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻻ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﺩﺙ ﻟﻮﺟﻮﺩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺗﻌﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﺨﻠﻖ وﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺃﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺮاﺯﻕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ اﻟﻤﺮﺯﻭﻕ ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ.

قلت : هذا هو العلم الذي جهله ابن تيمية وحاد عن طريق أسلافه وادعى قدم نوع الخلق وحدوث أفرادها نسأل الله السلامة.

قال ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية ج 1 ص 315 : وكل شيئ مخلوق من العدم بعد أن لم يكن وهذه المسألة ضل فيها من ضل من الناس وزعموا أن المخلوقات قديمة النوع... فلا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله وأن تكون شريكة لله في الوجود. ونقض نفسه ص 318 وقال : وقول المؤلف (وضل من أثنى عليها بالقدم) : إن أراد من أثنى عليها بالنوع فليس بصحيح!! وإن أراد من أثنى عليها بالعين فهذا صحيح.
قلت : نسي أنه هو القائل ص 315 : (وزعموا أن المخلوقات قديمة النوع... وكل هذا ضلال.
وقالت فتاوى اللجنة ط2 ج 2 ص 408: تسلسل الحوادث هي من العبارات المحدثة التي أحدثها علماء الكلام.... لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء.
وقال ابن جبرين في شرح الطحاوية ج 11 ص 22 : قولهم - أي الجهمية - بامتناع حوادث لا أول لها : الأٓوْلى بنا عدم الخوض في مثل ذلك وأن نقول : الله أعلم بالمخلوقات التي خلقها أولا ومتى ابتدأ خلقه لها.
أما الألباني فقال في تعليقه على متن الطحاوية ص 53 : إن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق والقائلون بحوادث لا أول لها مخالفون لهذا الإتفاق لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول له كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه.
وقال في الصحيحة ج 1 ص 258 : القلم أول مخلوق ولقد أطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول ولا تقبله أكثر القلوب.... ويقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له فذلك القول منه غير مقبول بل هو مرفوض.
وقال أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر ج 1 ص 118 : أجمعوا على أن العالم بما فيه من أجسام وأعراض محدث اخترع أجناسه وأحدث جواهره.
قال ابن حزم في مراتب الإجماع ج 1 ص 167 :  ﺑﺎﺏ ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩاﺕ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﺑﺎﺟﻤﺎﻉ اﺗﻔﻘﻮا اﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺛﻢ ﺧﻠﻖ اﻻﺷﻴﺎء ﻛﻠﻬﺎ.
وفي لسان الميزان ج 7 ص 30 في ترجمة أبي حاضر ﻳﻘﺎﻝﻟﻪ اﻟﻨﺼﻴﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﺫﻛﺮ ﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻥ اﻟﺨﻠﻖ ﻟﻢ ﻳﺰاﻟﻮا ﻣﻊ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﺣﻮاﺩﺙ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻤﺴﻜﻮا ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻭاﻫﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ اﻟﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.

17 - (فناء النار) قال ابن تيمية بفناء النار فرده الأمير الصنعاني صاحب السبل السلام وألف كتاب ﺭﻓﻊ اﻷﺳﺘﺎﺭ ﻹﺑﻄﺎﻝ ﺃﺩﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﻔﻨﺎء اﻟﻨﺎﺭ.
وقد انتصر ابن القيم شيخه في هذه المسألة الباطلة في حادي الأرواح قائلا ج 1 ص 364 : ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ - أي النار- ﺃﺑﺪﻳﺔ ﻻ اﻧﺘﻬﺎء ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻔﻨﻰ ﻛﺎﻟﺠﻨﺔ ﻓﺄﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻭاﺣﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؟
وقال ص 352 : أما أبدية النار قال شيخ الإسلام فيها قولان معروفان عن السلف والخلف والنزاع فيها قولان معروفان عن السلف والخلف.
قلت : هذا كذب على السلف ليس في هذه المسألة نزاع عند السلف.
أما الأثر الذي رواه ابن القيم ص 355 عن ابن تيمية عن عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن عن عمر الخطاب أنه قال : ليأتين يوم على جهنم  وليس فيها أحد.  هذا الأثر منكر لا يعتمده من يعرف الحديث. في إسناده علتان :
الأولى : الحسن لم يسمع من عمر ابن الخطاب، مات عمر وللحسن ثلاث سنوات ذكره المزي في تهذيبه.
الثانية : حماد بن سلمة ضعيف معروف وكان له ربيب يدس في كتبه أشياء كما ذكر السيوطي في الحاوي ج 2 ص 273.
وقال الذهبي في الميزان ج 4 ص 386 :هذا أثر منكر، قال ثابت : سألت الحسن عن هذا فأنكره. وقال ابن حجر في الفتح ج 11 ص 422 : منقطع ومذهب رديئ.
ومن العجب أن نرى ابن تيمية مع علمه جهِل نكارة هذا الأثر وانقطاعه، تجده يثبته ويعظمه ويقويه ويقول كما في حادي الأرواح ج 1 ص 355 :( وحسبك بهذ الإسناد جلالة)!!  كأنه لا يعلم أن من قال بفناء النار فهو مبتدع عند أحمد بن حنبل.
قال أبن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ج 1 ص 28 عن الإمام أحمد أنه قال : الجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء.... فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضل سواء السبيل.
ومن العجب أيضا أن نري الألباني أيضا يدافع عن ابن تيمية في مقدمة رفع الأستار وسود القراطيس بكلام لا طائل تحته قال فيه ج 1 ص 22 وفي موسوعه رقم 1724 أن الحامل له على القول بفناء النار ثقته البالغة في رحمة ربه وأنها وسعت كل شيء.....
وفيه ج 1 ص 21 قال الشفقة على عباده تعالى من عذابه وغمره الشعور بسعة رحمته.
تنبيه : يزعم بعض المتمسلفين أن ابن تيمية لم يقل بفناء النار وله رسالة سماها (الرد على من قال بفناء النار)  ولكن تنازعوا في مقدمتها في نسبة الرسالة إلى ابن تيمية قال بعضهم لا يصح نسبتها إليه لأن النسخة التي وجدت في دار الكتب المصرية لم يذكر فيها نسبتها إلى الشيخ ابن تيمية.
قال قوام السنة إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة على المحجة ج 1 ص 251 : ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ ﻛﺘﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﻔﻨﺎء ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ.

            كلام الله لا يشبه كلام خلقه

اختلفوا هل كلام الله بحرف وصوت؟ قال أكثر الأشاعرة والماتريدية أن كلامه ليس بحرف ولا بصوت إذ لم يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنص صريح، وذهب بعض الحنابلة على أن كلام الله بحرف وصوت واستدلوا بثلاث أحاديث :
الأول : حديث عبد الله بن أنيس« يحشر اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺑﻌُﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺮُﺏ: ﺃﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ، ﺃﻧﺎ اﻟﺪﻳﺎﻥ»
أخرجه أحمد في مسنده رقم 16042. والبخاري في الأدب المفرد رقم 970 وابن أبي عاصم في السنة رقم 514 وغيرهم.

الثاني : حديث أبي سعيد الخدري«ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﻳﺎ ﺁﺩﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ، ﻓﻴﻨﺎﺩﻯ ﺑﺼﻮﺕ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻚ ﺑﻌﺜﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺭ»
أخرجه البخاري رقم 7483 وغيره.

الثالث : ما علقه البخاري في صحيحه موقوفا على ابن مسعود «ﺇﺫا ﺗﻜﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﺈﺫا ﻓﺰﻉ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺳﻜﻦ اﻟﺼﻮﺕ، ﻋﺮﻓﻮا ﺃﻧﻪ اﻟﺤﻖ ﻭﻧﺎﺩﻭا»: {ﻣﺎﺫا ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮا اﻟﺤﻖ}.  أخرجه البخاري ج 9 ص 141.
فأقول :
1 - حديث الأول ضعيف في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل والقاسم بن عبد الواحد.
في سؤالات ابن أبي شيبة رقم 81 قال : عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف. وقال العقيلي في الضعفاء رقم 872 : عبد الله بن محمد يمسك عن حديثه، وكان مالك لا يروي عنه وكان يحيى بن سعيد لا يروي عنه. وفي تاريخ ابن معين رواية محرز ج 1 ص 72 : عبد الله بن محمد ضعيف الحديث. وفي الجرح لابن أبي حاتم ج 5 ص 154 : عبد الله بن محمد ضعيف في كل أمره لا ممن يحتج بحديثه. قال ابن حبان في المجروحين رقم 522 : كأن رديئ الحفظ كان يحدث عن التوهم فيجيئ بالخبر على غير سنته فلما كثر ذلك وجب مجانبته.

أما القاسم بن عبد الواحد ففي الجرح لابن أبي حاتم رقم 654 سئل أبو حاتم هل يحتج بحديث القاسم بن عبد الواحد؟ فقال يحتج بسفيان وشعبة. (يعني لا يحتج بالقاسم وأمثاله)  وذكر الذهبي في الميزان رقم 6823 أن له مناكير وذكر من مناكره حديث واحد.

وهذا الحديث أخرجه الطبراني في مسند الشاميين رقم 156 وفي إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال العقيلي في الضعفاء رقم 917 : عبد الرحمان بن ثابت ضعيف، قال يحيى بن سعيد : ضعيف. وفي تاريخ ابن معين رواية الدارمي رقم 498 : عبد الرحمن ضعيف. وفي الجرح لابن أبي حاتم رقم 1031 قال أحمد بن حنبل : أحاديث ابن ثابت مناكير. وفي الكامل رقم 1109 : ابن ثابت ليس بالقوي وله رأي سوء في عمار بن ياسر. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 6 ص 151 : تغير عقله في أخر حياته.
أما قول الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم ج 1 ص 226 أن الحديث حسن له طريق ثالثة أخرجها الخطيب في الرحلة وفي إسناده ضعف.
هذا التحسين مردود عليه لأن إسناد الذي روي الخطيب في الرحلة ج 1 ص 115 في إسناده كذاب!! ألا وهو عمر بن الصبح، قال المزي في تهذيب الكمال ج 21 ص 398 : عمر بن الصبح منكر الحديث، وقال أبو حاتم : يضع الحديث على الثقات. وقال أنه وضع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الفتح : كذاب. وقال الدارقطني : متروك.

2 - والحديث الثاني : لا حجة فيه لأن قوله فيه « فينادي بصوت» أي ينادي أحد الملائكة، لأنه جاء فيه «إن الله يأمرك» وهذا يدل ظاهرا على أن المنادي ملٓك. وفي مسند أحمد رقم 3677. وفي مسند ابن أبي شيبة رقم 372 بلفظ «إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي يا آدم... وهذه الرواية صرحت أن المنادي ملك.

3 - والحديث الثالث ليس فيه حجة أيضا وذلك لأن قوله «فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت» الصوت هنا هنا للسماء لا لله تعالى والدليل على ذلك أن باقي الروايات الصحيحة بينت ذلك ففي سنن أبي داود رقم 4738 وابن خزيمة في التوحيد ج 1 ص 352 والدارمي في الرد على الجهمية رقم 308 بلفظ «إذا تكلم الله بالوحي سُمع أهلُ السموات للسماء صلصلةُ.... وأخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة رقم 316 بأوضح قائلا :«إذا تكلم أخذت السموات منه رعدةٌ شديدةٌ خوفا من الله فإذا سمع بذلك - أي رعدة السماء - أهل السموات صعقوا»... الخ. وقوله تعالى { وكلم الله موسى تكليما}  ليس فيه ما يدل أنه بحروف وصوت وكذلك قوله تعالى { فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى أنا الله رب العالمين}  ليس في هذه الأية ما يثبت أن ندائه بحرف وصوت.
وكذلك لا يلتفت إلى الإسرائيليات المنقولات أن نبي الله موسى عليه السلام مثّل كلام الله بصوت الصواعق، هذا من الأخبار التي لم يصح فيها حديث كما قال البيهقي في الأسماء والصفات ج 2 ص 31.

قال أبو حنيفة كما في الفقه الأكبر المنسوب إليه ج 1 ص 26 : ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻵﻻﺕ ﻭاﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻼ ﺁﻟﺔ ﻭﻻ ﺣﺮﻭﻑ ﻭاﻟﺤﺮﻭﻑ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ.
تقدم أن نسبة كتاب فقه الأكبر للإمام أبي حنيفة لم يصح، والعجب أن نرى ابن تيمية يحتج به في مجموعه ج 5 ص 183 - 140 - 47- 46 -  وفي درء التعارض ج 6 ص 263. وفي ج 7 ص 441. وفي منهاج السنة ج 3 ص 139.
ثم يدعي في مجموع فتاويه ج 12 ص 272 :  ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻛﻼﺏ " ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ: ﺇﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ، ﻭﺣﺮﻭﻓﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ.
لعله لا يعلم أن أبا حنيفة سبق ابن كلاب إلى نفي الحروف عن الله! وأبو حنيفة تابعي رأى أنس بن مالك وتوفى قبل ولادة ابن كلاب بأعوام.

          نزول القرآن وأنه غير مخلوق

اتفق عامة أهل السنة والجماعة على أنه سبحانه وتعالى يتكلم وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولكن صوت جبريل حين إبلاغه وصوت الرسول حين قراءته وصوت تلاوة التالي كلها مخلوقة وكذلك الحروف المكتوبة في اللوح المحفوظ والحروف المكتوبة في المصحف كلها مخلوقة، يعني الحروف وصوت القارئ عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى، لو كان الحروف والصوت عين كلام الله لما استطاع إنسان أن يغيره وحرّفه عن مواضعه كما فعل اليهود والنصارى بالتورة والإنجيل لأن كلام الله صفته لا يستطع مخلوق تغيير صفته سبحانه وتعالى.
القرآن كلام الله أظهره على اللوح المحفوظ حروفا والحروف مخلوقة تعبر عن كلام الله القديم، قال الله تبارك وتعالى {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وقال {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} . ثم ينزل به جبريل إلى الرسول منجما بإذن الله كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : «ﻓُﺼِﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ، ﻓﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺠﻌﻞ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺮﺗﻠﻪ ﺗﺮﺗﻴﻼ» . أخرجه الطبراني في الكبير رقم 12381. والحاكم رقم 2881 وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في السنن رقم 7937 والمقدسي في المختارة رقم 151 . والحديث صحيح.
وهذا المفصول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة ليس عين كلامه التي هي صفته الأزلية لأن صفاته لا تفصل عنه بل المفصول حروف تعبر عن كلام الله سبحانه وتعالى فجعل جبريل ينزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يثبت على أن الأصوات ليست قرآنا بل دلالات على القرآن قول النبي صلى الله عليه وسلم « ﺯﻳﻨﻮا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﺻﻮاﺗﻜﻢ» أخرجه أحمد 18494. وأبو داود الطيالسي 774. والدارمي في السنن رقم 3543 وغيرهم بإسناد صحيح.
ومما يدل على أن الحروف ليست قرآنا بل هي تضمنت القرآن ما ورد في مستدرك الحاكم رقم 3693 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ اﻟﺤﺎﻓﻆ، حدﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، حدﺛﻨﺎ ﻣﺴﺪﺩ، ﺛﻨﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻣﻘﺴﻢ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: " ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﻠﻢ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﻫﺠﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﻟﻒ ﻭاﻟﻻﻡ، ﻓﺘﺼﻮﺭ ﻗﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ اﺟﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺡ اﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺑﻤﺎﺫا؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
وفي إسناد الحديث عطاء بن السائب اختلط بآخرة ومع ذلك صحح حديثه الحاكم ووافقه الذهبي، لعل المعتمر سمع منه قبل إختلاطه.

وفي الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة ج 1 ص 20 قال أبو حنيفة : ﻭﻟﻔﻈﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻨﺎ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭﻗﺮاءﺗﻨﺎ ﻟﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ.
وفي الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 96 يحكي عن أبي الحسن الأشعري قال : اﻷﻟﻔﺎﻅ اﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼﻡ ﺩﻻﻻﺕ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼﻡ اﻷﺯﻟﻲ، ﻭاﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﻭاﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﻗﺪﻳﻢ ﺃﺯﻟﻲ ﻓﺎﻟﺬﻛﺮ، ﻣﺤﺪﺙ ﻭاﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻗﺪﻳﻢ.
وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ج 1 ص 407 : ﻛﻼﻡ اﻟﻘﺎﺭﻯء ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻳﻔﻨﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻳﺰﻭﻝ ﻭﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻳﻔﻨﻲ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻫﺬا ﻗﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﺳﻤﻌﻴﻞ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺩاﻭﺩ اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻤﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا.
واختلفوا في معنى المحدث المذكور في القرآن { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} .
يقول بعضهم المحدث المذكور هو القرآن، قال مقاتل في تفسيره ج 3 ص 68 : قوله  ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ} ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺤﺪﺙ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻣﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ- ﺗﻌﺎﻟﻰ.
وقال البيهقي في الإعتقاد ج 1 ص 81 : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭاﺩ ﺫﻛﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﻼﻭﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﻪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺪﺙ، ﻭاﻟﻤﺬﻛﻮﺭ اﻟﻤﺘﻠﻮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺙ، ﻭﺣﻴﻦ اﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﺤﺪﺙ ﻻ اﻟﺬﻛﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ، ﻭﺇﺗﻴﺎﻧﻪ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ، ﻭاﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﻣﺤﺪﺙ.
قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية ج 1 ص 124 : ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻣﺤﺪﺙ} ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻌﻠﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ويقول بعض العلماء أن المراد بالمحدث أي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الإبانة ج 1 ص 102 قال أبو الحسن الأشعري : ﺇﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻣﺤﺪﺙ)؟ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺬﻱ ﻋﻨﺎﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻭﻋﻈﻪ ﺇﻳﺎﻫﻢ.
ويقول ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 5 ص 532 :  ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ اﻟﻤﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ اﻟﻤﻨﻔﺼﻞ - ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻻﺻﻄﻼﺡ ﻫﻮ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻇﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﻇﺮﻭا ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻠﻤﺤﺪﺙ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻻ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ اﻟﻤﻨﻔﺼﻞ - ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬا اﻻﺻﻄﻼﺡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺤﺪﺙ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺤﺪﺙ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ. ﻭﻟﻬﺬا ﺃﻧﻜﺮ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻫﺬا اﻹﻃﻼﻕ ﻋﻠﻰ " ﺩاﻭﺩ " ﻟﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻓﻈﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬا اﻻﺻﻄﻼﺡ ﺃﻧﻪ ﺃﺭاﺩ ﻫﺬا ﻓﺄﻧﻜﺮﻩ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﺴﻨﺔ. ﻭﺩاﻭﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﻗﺼﺪﻩ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ؛ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ.

       قد يكون الكلام بلا حرف ولا صوت

يقول جمهور المسلمين - غير الحنابلة - أن الله يتكلم كلاما يليق به لا يقال بحرف وصوت إلا بنص صريح وليس في الكتاب والسنة أنه سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوت كما قدمنا ثم قد يكون الكلام بلا حرف ولا صوت ودليل ذلك قول عمر بن الخطاب : (ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﻫﻴﺄﺕ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ)
أخرجه البخاري رقم 3668. وابن سعد في طبقاته ج 2 ص 206. والبيهقي في الإعتقاد ج 1 ص 346 وغيرهم بإسناد صحيح.
وفي رواية ( ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺯﻭﺭﺕ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ)
أخرجه البخاري رقم 6830. وأحمد رقم 391. والبيهقي في سننه رقم 16535.
فسمى ما هيأ كلاما وسمى تزوير الكلام عنده كلاما قبل التلفظ به.
ويقول بعض أهل السنة كالأشاعرة وغيرهم أن كلام الله نفسي، وتكلمنا آنفا أن ابن تيمية قال في مجموع فتاويه ج 5 ص 532 أن أبا داود الظاهري ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ بل ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ؛ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
ثم ناقض نفسه قائلا في مجموع فتاويه ج 5 ص 265 : ﻗﻮﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺇﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺮﻑ ﻭﺻﻮﺕ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ : ﺑﺪﻋﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻻ ﻫﺬا ﻭﻻ ﻫﺬا ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻉ؛ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ.

                       صفة العينين

يقول الحنابلة وأبو الحسن الأشعري كما في الإبانة أن لله عينين لقوله سبحانه وتعالى {ولتصنع على عيني} وقوله {واصنع الفلك بأعيننا}  وقوله {تجري بأعيننا} وحديث الدجال (أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) .
ويقول الماتريديون والظاهرية وأكثر الأشاعرة أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بالعينين إذ لم يرد ذلك في الكتاب أو في السنة بإسناد صحيح أو بلفظ صريح ألبتة، بل الله سبحانه وتعالى يوصف بأنه سميع بصير، أما العين والأعين جميعا يشير إلى حفظه ورعايته،كما قال سفيان ومقاتل وارتضاه ابن جرير وقد تقدم ذكره. أما حديث دجال فقياس فقط ليس فيه تصريح .

                      صفة اليدين
الذين يثبتون العينين لله سبحانه وتعالى يثبتون له اليدين أيضا لقوله سبحانه وتعالى {والسماء بنيناها بأيد}  وقوله { ما منعك أن تسجدا لما خلقت بيديّ}  وقوله { يد الله فوق أيديهم} .
فقال الماتريدية والظاهرية وأكثر الأشاعرة أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف باليدين فقط دون اليد والأيد بل هو سبحانه موصوف باليد واليدين والأيد جميعا وذلك كله قدرته لقول عبد الله بن العباس رضي الله عنه {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قال "بقوة" أخرجه ابن جرير الطبري بأسانيد عديدة كما تقدم.


                       صفة الساق

يعتقد المثبتون لله العينين أن لله ساق يكشفه يوم القيامة لقوله سبحانه وتعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}. وهذا خطأ كبير لأن عبد الله بن عباس فسره بالشدة كما تقدم وأسانيده صحيحة إذاً لا يلتفت إلى من خالف ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
وأما حديث البخاري عن ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻳﻜﺸﻒ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻪ، ﻓﻴﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﻣﺆﻣﻨﺔ»
فهذا اللفظ أي - ساقه - بالإضافة فرواية ضعيفة وقد خالف الجهابذة كما يأتي :

1 - أخرجه البخاري رقم 4919 في إسناده سعيد بن أبي هلال في سؤالات أثرم لأحمد رقم 69 قال أحمد : يخلط الأحاديث. وفي الميزان للذهبي رقم 3290 قال ابن حزم : ليس بالقوي.
وعلى هذا لا يكون حجة إذا خالف.

2 - وأخرجه الدارمي رقم 2845 وفي إسناده يونس بن بكير، قد ثبت في تهذيب الكمال ج 32 ص 497 : يونس بن بكير ضعيف وكان يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث! وهذا الحديث رواه عن ابن إسحاق.

3 - وأخرجه الدارقطني في الرؤية رقم 162 عن المنهال بن عمرو. والمنهال متكلٓم كما في تهذيب الكمال ج 28 ص 572 . وفي الرؤية أيضا رقم 177 وفي إسناده محمد بن الحارث الحارثي قال العقيلي في الضعفاء رقم 1599 : ليس بشيء.

والرواية الجهابذة الصحيحة تقول «يكشف ربنا عن ساق فيسجد له كل مؤمن»
أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري رقم 2940 - 183 وأخرجه أحمد في مسنده رقم 11127. وأبو داود الطيالسي رقم 2293. وإسحاق بن راهويه في مسنده رقم 10. وابن أبي عاصم في السنة رقم 732 - 635 - 634. والبزار في مسنده رقم 9256.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن عمرو رقم 37637. وأحمد رقم 6555. والنسائي في الكبرى رقم 11565. والبيهقي وغيره كثير، كلهم رووا بلفظ (عن ساق) بنكرة كما ثبت في القرآن بنكرة وفسره الأكابر بالشدة. لهذا أقول : إضافة صفة الساق إلى الله باطل لم يثبت في القرآن ولم يصح في الحديث.


            حديث القدمين على الكرسي

ومن خزايا المتمسلفين اعتقادهم أن الكرسي موضع قدمي الرب! هذا عقيدة باطلة لم تثبت في الحديث، وما روى أبو الشيخ في العظمة ج 2 ص 627 : ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: «اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ، ﻟﻪ ﺃﻃﻴﻂ ﻛﺄﻃﻴﻂ.
هذا أثر باطل منقطع لأن عمارة بن عمير لم يسمع من أبي موسى الأشعري بل سمع من ابنه إبراهم قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة عمارة بن عمير رقم 4193 : عمارة بن عمير روى عن إبراهيم بن أبي موسى. هذا أولا ،وثانيا في إسناد هذا الأثر عبد الصمد في العلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 3634 أنكر أحمد بعض أحاديث عبد الصمد. وفي هامش تهذيب الكمال ج 18 ص 102 : قال ابن قانع : ثقة يخطئ.
وكذلك ما روى أبو الشيخ أيضا في العظمة ج 2 ص 582 ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭ اﻟﺪﻫﻨﻲ، ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺒﻄﻴﻦ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، {ﻭﺳﻊ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ} ﻗﺎﻝ: «اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ، ﻭاﻟﻌﺮﺵ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻗﺪﺭﻩ».
هذه الرواية أيضا ساقطة جميع رواياتها تدور على عمار الدهني وهو معاوية بن عمار ضعيف قال ابن أبي حاتم في الجرح رقم 1758 : معاوية بن عمار لا يحتج به. وفي المغني في الضعفاء رقم 6321 : ليس بالقوي.
وقد فر الألباني وابن باز من هذه العقيدة الباطلة فقال الألباني  في موسوعه ج 6 ص 312 : حديث (الكرسي موضع القدمين) يحتمل أن يكون من الإسرائليات.
وقال ابن باز في التعليقات البازية ص 606 : الكرسي موضع قدمي الرب يحتمل أن يكون من الإسرائليات.


             حديث وضع القدم في النار

وكذلك يعتقد بعض الناس أن لله قدم يضعه في النار فتمتلئ لحديث «أﻣﺎ اﻟﻨﺎﺭ: ﻓﻼ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻗﻂ ﻗﻂ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﻭﻳﺰﻭﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ».
هذا الحديث شاذ وفي متنه اضطراب ومما يدل على اضطرابه ما يلي :
1 - أخرجه البخاري رقم 4850 ﺄﻣﺎ اﻟﻨﺎﺭ: ﻓﻼ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻗﻂ ﻗﻂ، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﻭﻳﺰﻭﻯ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ.
وأخرج برقم 7449 بلفظ «ﻭﺇﻧﻪ ﻳﻨﺸﺊ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء، ﻓﻴﻠﻘﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ» وهذا ينقض ما تقدم أنها مملؤة بوضع الرجل فقط.
2 - هذا الحديث موقوف على أبي هريرة لا مرفوع! قال البخاري برقم 4849 : ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻗﻔﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ على أبي هريرة.
3 - قال مسلم في صحيحه رقم 2847 أن أبا سعيد الخدري كان يذكر هذا الحديث ولا يزيد (حتى يضع رجله).
4 - القول أن النار لا تمتلئ حتى يضع الله رجله فيها فتمتلئ مخالف لنص القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}  وعد الله وحلف أنه يملأ جهنم بالجن والناس لا نترك هذا النص الصريح ونأخذ حديثا يقول بأنها تملأ برجل الله سبحانه وتعالى.
قال أبو منصور الماتريدي المولود 233هـ في تفسيره تأويلات أهل السنة ج 9 ص 362 : ما روي حتى يضع الرحمان قدمه فيها فتضيق مخالفا للكتاب قال الله {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} .

تنبيه : اتفق جمهور الأشاعرة والماتريدية وبعض الحنابلة على أن أسماء الله وصفاته توقيفية، ولكن إمام أحمد أجاز أن يسمى الله بكل إسم ثبت له معناه قال ذلك القاضي أبو يعلى في المعتمد ص 62 فصل 115.
واختلفوا في أحاديث أشراط الساعة كالدجال والمهدي ونزول عيسى  واختلفوا في زيادة العمر وهل لموت المؤمن ألم أم سكرة كسكرة النوم؟ واختلفوا هل يرجع الروح إلى الجسد في القبر؟ وهل السؤال والنعيم أو العذاب للروح فقط أم مع الجسد؟ واختلفوا في تفاصيل الصراط والميزان والحوض نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسقينا منه بأملئ الأواني بجاه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                إلحـــــــــــــــــــــاق

للمتمسلفين أسرار كما يأتي ويجيزون إستخدام الجن! قال بن تيمية في دقائق التفسير ج 2 ص 139 : ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﻢ - يعني الجان - ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﺇﻣﺎ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﻣﻦ ﻳﺆﺫﻳﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬا ﻛﺎﺳﺘﻌﺎﻧﺔ اﻹﻧﺲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
وفي ص 140 قال : ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ اﻟﺠﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺎﺣﺎﺕ ﻳﺸﺒﻪ اﺳﺘﺨﺪاﻡ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻟﻜﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﻣﻠﻜﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ من بعده..... قال ابن تيمية هناك أن الجن ظهر بصورته بين يدي أمير دمشق وجعل يشجع الناس ويسلمهم ويساعدهم كما كان ابن تيمية يساعد الناس ويسلمهم.....

قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 19 ص 60 : ولهذا قد يحتاج فى إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب ، فيُضرب ضرباً كثيراً جدّاً ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع ، حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر فى بدنه ، ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة ، أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسى لقتله ، وإنما هو على الجني ، والجني يصيح ويصرخ ويحدِّث الحاضرين بأمور متعددة ، كما قد فعلنا نحن هذا ، وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين .
قال ابن القيم في زاد المعاد ج 3 ص 62 : ﻭﺷﺎﻫﺪﺕ ﺷﻴﺨﻨﺎ - ابن تيمية- ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺼﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺮﻭﺡ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻚ اﻟﺸﻴﺦ: اﺧﺮﺟﻲ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ، ﻓﻴﻔﻴﻖ اﻟﻤﺼﺮﻭﻉ..

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج 3 ص 63 : حدَّثني ابن تيمية - أنه قرأها مرة  أي : قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) في أُذن المصروع ، فقالت الروح : نعمْ ، ومد بها صوته ، قال : فأخذتُ له عصا وضربتُه بها في عروق عنقه حتى كَلَّتْ يدَايَ من الضرب ، ولم يَشُكَّ الحاضرون أنه يموتُ لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : أَنا أُحِبُّه ، فقلتُ لها : هو لا يحبك ، قالتْ : أنَا أُريد أنْ أحُجَّ به ، فقلتُ لها : هو لا يُرِيدُ أَنْ يَحُجَّ مَعَكِ ، فقالتْ : أنا أدَعُه كَرامةً لكَ ، قال : قلتُ : لا ، ولكنْ طاعةً للهِ ولرسولِه ، قالتْ : فأنا أخرُجُ منه ، قال : فقَعَد المصروعُ يَلتفتُ يميناً وشمالاً ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له : وهذا الضربُ كُلُّه ؟ فقال : وعلى أي شيء يَضرِبُني الشيخ ولم أُذْنِبْ؟ ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة .
قلت : ولكن بعض أتباع ابن تيمية كالألباني لم يأمنوا بالضرب المذكور ولم يصدقوا سر الشيخ ابن تيمية! فقال الألباني في الصحيحة ج 6 ص 1009 :  ولكنني من جانب آخر أُنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة ، ويتخذون استحضار الجن ومخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين والمصابين بالصرع ، ويتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطاناً ، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب ، كما وقع هنا في "عمَّان" ، وفي "مصر" ، مما صار حديث الجرائد والمجالس .
لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معا ، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان" انتهى .

قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 19 ص 39 : ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﺠﻦ ﺃﺣﻴﺎء ﻋﻘﻼء ﻣﺄﻣﻮﺭﻳﻦ ﻣﻨﻬﻴﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺛﻮاﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺲ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭاﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﻉ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺇﺫا اﻋﺘﺪﻭا ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ اﻟﻤﻌﺘﺪﻭﻥ. ﻭﺻﺮﻋﻬﻢ ﻟﻹﻧﺲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻫﻮﻯ ﻭﻋﺸﻖ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻟﻹﻧﺲ ﻣﻊ اﻹﻧﺲ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻨﺎﻛﺢ اﻹﻧﺲ ﻭاﻟﺠﻦ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻭﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻜﻠﻤﻮا ﻋﻠﻴﻪ.

                       أسرار يكتب

قال ابن القيم في زاد المعاد ج 4 ص 328 : ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ - يعني للرعاف - : {ﻭﻗﻴﻞ ﻳﺎﺃﺭﺽ اﺑﻠﻌﻲ ﻣﺎءﻙ ﻭﻳﺎ ﺳﻤﺎء ﺃﻗﻠﻌﻲ ﻭﻏﻴﺾ اﻟﻤﺎء ﻭﻗﻀﻲ اﻷﻣﺮ} ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻓﺒﺮﺃ،.

ﻛﺘﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺤﺰاﺯ (أي حُكاك، داء يظهر في الجسد فيتقشَّر ويتَّسع) : ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ : {ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﺎ ﺇﻋﺼﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺭ ﻓﺎﺣﺘﺮﻗﺖ}  ﺑﺤﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ.

ﻛﺘﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ: ﻋﻨﺪ اﺻﻔﺮاﺭ اﻟﺸﻤﺲ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ: {ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ ﻳﺆﺗﻜﻢ ﻛﻔﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻧﻮﺭا ﺗﻤﺸﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﻭاﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ}.

ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻮﺟﻊ اﻟﻀﺮﺱ: ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪ اﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ اﻟﻮﺟﻊ: ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄﻛﻢ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ اﻟﺴﻤﻊ ﻭاﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭاﻷﻓﺌﺪﺓ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﺎ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ}. ﻭﺇﻥ ﺷﺎء ﻛﺘﺐ {ﻭﻟﻪ ﻣﺎ ﺳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻴﻢ} .

ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻠﺨُﺮاﺝ- وَرَم كالدُّمَّل - : ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ: {ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﻘﻞ ﻳﻨﺴﻔﻬﺎ ﺭﺑﻲ ﻧﺴﻔﺎ ﻓﻴﺬﺭﻫﺎ ﻗﺎﻋﺎ ﺻﻔﺼﻔﺎ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮﺟﺎ ﻭﻻ ﺃﻣﺘﺎ}.

قلت : هذه الأسرار التي تُكتب على الجبهة والخد وعلى الدمامل كلها لم ترد في الكتاب ولا في السنة بل هذه أسرار لابن تيمية يذكرها لنا ابن القيم.

قال ابن باز في فتاوى نور على الدرب ج 1 ص 335 : ﻻ ﺣﺮﺝ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻟﻮﺡ ﺃﻭ ﻗﺮﻃﺎﺱ ﺁﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺩﻋﻮاﺕ ﺑﺎﻟﺰﻋﻔﺮاﻥ، ﺛﻢ ﻳﻐﺴﻠﻬﺎ ﻭﻳﺸﺮﺑﻬﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ.
وفيه ج 12 ص 125 : ﺃﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻮﻥ ﻭاﻷﻭﺭاﻕ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ اﻟﻤﺤﻮ، ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ، ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎﺕ ﻭاﻷﺩﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻋﻔﺮاﻥ ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ.

                    الرقية بالقلائل
قال بن باز في فتاوى النور على الدرب ج 1 ص 193 : ﻓﻤﻦ اﻟﺮﻗﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻗﻰ اﻟﻤﺴﺤﻮﺭ ﺑﻔﺎﺗﺤﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺁﻳﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ، ﻭ {ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ}  ﻭ {ﻗﻞ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ} ﻭ {ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ اﻟﻔﻠﻖ} ﻭ {ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ اﻟﻨﺎﺱ}  ﻣﻊ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﺴﺤﺮ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺕ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻷﻋﺮاﻑ، ﻭﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ، ﻭﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ، ﻭﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻷﻋﺮاﻑ: {ﻭﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﺃﻟﻖ ﻋﺼﺎﻙ ﻓﺈﺫا ﻫﻲ ﺗﻠﻘﻒ ﻣﺎ ﻳﺄﻓﻜﻮﻥ}  {ﻓﻮﻗﻊ اﻟﺤﻖ ﻭﺑﻄﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} {ﻓﻐﻠﺒﻮا ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭاﻧﻘﻠﺒﻮا ﺻﺎﻏﺮﻳﻦ}   ﻭﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻭﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ اﺋﺘﻮﻧﻲ ﺑﻜﻞ ﺳﺎﺣﺮ ﻋﻠﻴﻢ}  {ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﺴﺤﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻟﻘﻮا ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻠﻘﻮﻥ}  {ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻟﻘﻮا ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﻪ اﻟﺴﺤﺮ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺳﻴﺒﻄﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ}  {ﻭﻳﺤﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ اﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ}
ﻭﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻗﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﻰ}  {ﻗﺎﻝ ﺑﻞ ﺃﻟﻘﻮا ﻓﺈﺫا ﺣﺒﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﺼﻴﻬﻢ ﻳﺨﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ}  {ﻓﺄﻭﺟﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻮﺳﻰ}  {ﻗﻠﻨﺎ ﻻ ﺗﺨﻒ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻷﻋﻠﻰ}  {ﻭﺃﻟﻖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻚ ﺗﻠﻘﻒ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻮا ﺇﻧﻤﺎ ﺻﻨﻌﻮا ﻛﻴﺪ ﺳﺎﺣﺮ ﻭﻻ ﻳﻔﻠﺢ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ}  [ﻃﻪ: 65 - 69] . ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺎﺕ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ اﻟﻌﻈﻴﻤﺎﺕ ﻳﻨﻔﺚ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺼﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎء ﺃﻛﺜﺮ، ﺛﻢ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺤﻮﺭ، ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء، ﻛﺜﻼﺙ ﺣﺴﻮاﺕ ﻳﺸﺮﺑﻬﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭﻳﺰﻭﻝ اﻟﺴﺤﺮ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﻄﻞ، ﻭﻳﻌﺎﻓﻰ ﻣﻦ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻫﺬا ﻣﺠﺮﺏ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺤﻮﺭﻳﻦ، ﺟﺮﺑﻨﺎﻩ ﻧﺤﻦ ﻭﻏﻴﺮﻧﺎ ﻭﻧﻔﻊ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﺪ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء ﺳﺒﻊ ﻭﺭﻗﺎﺕ ﺧﻀﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺪﺭ ﺗﺪﻕ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭاﻟﺴﺪﺭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ اﻟﻨﺒﻖ.
في فتح المجيد ج 1 ص 304 : ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ: ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﺳﺒﻊ ﻭﺭﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺪﺭ ﺃﺧﻀﺮ ﻓﻴﺪﻗﻪ ﺑﻴﻦ ﺣﺠﺮﻳﻦ، ﺛﻢ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭاﻟﻘﻮاﻗﻞ، ﺛﻢ ﻳﺤﺴﻮ ﻣﻨﻪ ﺛﻼﺙ ﺣﺴﻮاﺕ، ﺛﻢ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺑﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻪ، ﻫﻮ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺇﺫا ﺣﺒﺲ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ.

جمع هذه الآيات المنتقاة من القرآن وخلطها بسبع ورقات وحسوها ثلاث حسوات لم تثبت كتابا ولا سنة حتى دعوى أن المعروف بالخير يجوز له كتابة دعوات بزعفران لم يرد عن الشارع بل هذه كلها أسرار وقواعد من ابن باز وابن عثيمين وأتباعهم، ولو أتى الصوفي بما أتى به هؤلاء من الأسرار لقاموا عليه الدنيا وألفوا عليه مجلدات.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

.................................................................... 

<meta name="google-site-verification" content="SZndh0ZCQYEEoq3XG_DpdapeV7_sC5XlqEYbnqSgnNI" />
               

تعليقات

إرسال تعليق

🇧🇫 موقع الشيخ سليمان صوري بن عبد الله صوري التجاني 🇧🇫

قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية للشيخ سليمان صوري

                               الشيخ سليمان صوري  تأليف سليمان صوري ابن الحاج عبد الله صوري       بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمد لله حمد ذاته بذاته قبل الكون والصلاة والسلام على أول التجليات وآدم لم يكن سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار ورضي الله عن جميع الأصفياء أولياء الرحمان مصابيح الهدى ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد: هذا كتيب يحلل لك المشاكل ويوضح لك الحقيقة خاصة المسائل الخلافية الدائرة بين الصوفية والوهابية ونسأل الله رب السموات والأرض أن يجعله لنا نورا ورحمة دنيا وأخرى وأرجو بفضل الله ومنه أن يكون هذا الكتاب يد الحق يكشف الغطاء الأسود عن وجوه أبناء المسلمين إن شاء الله . وأعتذر إلى الأحبة على التعمق في الأسانيد والإطالة في البيان فذلك كله ليتضح الحق لا غير. وربما أوردت حكم الألباني على بعض الأحاديث وحكم رؤساء المتشددين - كابن تيمية وابن القيم وغيرهما - في المسائل إلزاما لأتباعهملا احتجاجا بهم .             التشدد وسرعة الإنكار   تأملت في النزاعات والإختلافات التي طرأت على الأمة الإسلامية فإذا هي نشأت عن التش

كتب الشيخ سليمان صوري ‏pdf ‎- مؤلفات ‏

كتب الشيخ سليمان صوري بصيغة pdf   هذه الصفحة مختصة لتحميل كتب الشيخ سليمان صوري منها المطبوع وأكثرها تحت الطبع حالا ومما تحت الطبع : حجة الأولياء ومنزع الأصفياء المترجم باللغة الفرنسية. ونبشركم أيها الأحباب بأن كتاب [ فتاوى علماء بوركينا فاسو ] على وشك الظهور في العالم الحسيّ إن شاء الله   إضغط هنا حجة الأولياء ومنزع الأصفياء إضغط هنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية

تصحيح عقيدة الدكتور محمد إسحاق كندو

                الشيخ سليمان صوري           تصحيح عقيدة الدكتور محمد إسحاق كندو                                     جمع               سليمان صوري ابن الحاج عبد الله صوري بسم الله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار. أما بعد : أيها الإخوة الأعزاء لقد تابعنا كتاب محمد إسحاق كندو المسمى بـ(منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة) فوجدناه حاد عن الجادة ويطعن في ابن حجر العسقلاني ويصفه بالمذبذب!! كما فعل سلفه ابن عثيمين وابن جبرين ورأيناه أيضا ينقد كلام ابن حجر بآرائه الواهية فأردنا أن نبين لكم بأن الحافظ ابن حجر على الحق وأن مخالفيه كلهم ليسوا على شيئ.  فقد افتتح محمد إسحاق كندو كتابه بقوله صفحة 27 : (ولا عدمت أخا ناصحا وقف على شيئ من ذلك فنبهني إليه)  قلت : نعم قد أجاب الله دعائك وجاء بذلك الأخ الناصح الذي سينبهك إلى بعض زللك في العقيدة إن شاء الله فأقول : 1 - صحح محمد إسحاق كندو حديث افتراق الأمة في كتابه صفحة 7   مع أن الحديث ضعيف منكر جميع أسانيده واهيات وقد أوردته بجميع طرقه في كتابي قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية صفحة 22 ولم

بدع السلفية الوهابية

. بدع السلفية الوهابية             تأليف: سليمان صوري ابن الحاج عبد الله   بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم. وسأبدأ بباب البدعة لأنه الغرض الرئيسي في تأليف هذا الكتاب وهو أوسع باب يهاجم فيه الوهابيون المسلمين . ولا نكاد نجد في الكتاب بابا خاليا من كلام هذا الباب. وعلى الله اعتمادي في بلوغ مرادي وبه انتصاري وهو خير الناصرين.                     حقيقة البدعة في الإسلام البدعة عندنا ( جمهور المسلمين ) مُحدَث خالف الكتاب والسنة والإجماع لا ما سُكِت عنه. يعني أن البدعة التي في النار هي ما حُدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم  وخالف هذه الثلاثة. أما ما حُدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالف هذه الثلاثة فهو بدعة حسنة يثاب على فعله كبناء المدارس وتزيين المساجد وتأليف الكتب وغيرها. والوهابية قسمان في هذا الموضوع : القسم الأول يقول أن البدعة : كل ما لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله. القسم الثاني يقول أن البدعة : ما حُدِث واخْتُرِع بغير مثال سابق. ولم يحددوا وقتا لهذا السبق. والمسألة تدور حول قوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أخرجه

التناقضات الوهابية والبدع السلفية

، التناقضات الوهابية   وثائق تناقضات الوهابية على تيليجرام   إضغط هنا

تصحيح أخطاء محمد إسحاق كندو تأليف (سليمان صوري)

        الشيخ سليمان صوري    تصحيح   أخطاء محمد إسحاق كندو في كتابه التسبيح من الكتاب والسنة حيث أجاز أشياء فيها كتابة وينكرها صوتيا                      أخوكم سليمان صوري بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اللهم صل على محمد وعلى آله كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد. 1- افتتح الدكتور كتابه بنوع صلاة لم ترد من السنة قال صفحة 11: الحمد لله.... والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم أنبيائه ورسوله وخير عباده وخلقه محمد بن عبد الله وآله ومن اقتفى أثره وتمسك بسنته إلى لقاء ربه. قلت : هذه الصلاة الأكملية ليس لها أصل. وقد تبعه أستاذه عبد الرزاق في تقديم الكتاب حيث قال هو : الحمد لله.... وأصلي وأسلم على محمد عبد الله ورسوله خير من نزه الله وسبحه وقدسه وأطاعه وعلى آله الأخيار وأصحابه الأطهار وعلى المؤمنين جميعهم أهل الجنة الأبرار. ومحمد إسحاق كندو هذا إذا سمع صوفيا يصلي بصلاة غير الصلاة الإبراهمية يقول : بدعة لأن العبادة توقيفية لا يجوز الصلاة إلا ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم!!

تاريخ علماء بوركينافاسو

تاريخ علماء بوركنافسو   تأليف السيد آدم ويدروغو رواية عن الشيخ سليمان صوري ابن الحاج عبد الله.  لبــــــــــــسم اللـــــــــــه الرحمن الرحيم  الحمدلله ربّ العالمين وبفضله معترفون أرسل الرسل الأفضلين وأنزل الكتاب لئلا يكون للنّاس حجة بعدم معرفة ما يطلبه الله من خلقه المكلفين. ونصلى ونسلم على من اختاره الله رسولا أزاح عن عيوننا غياهب الظلمات وأوضح لنا الطرق الواضحات من كتاب ربّنا العزيز الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد.  وبعد : فلقد أتاح الله لي الفرصة السعيدة ووفق لي لإبراز كتاب مسمّى بـ تاريخ علماء بوركينا فاسو رواية عن الشيخ سليمان صوري كتاب قضيت به الديّن الذى على رقاب علماء بركينا فاسو قديما وحديثا. وبدأ التأليف في الشهر المبارك ربيع الأوّل الموافق/٥/فبرائر /١٩/ عــــــام 2010 /هـ ١٤٣١/ في فترة أحوج مايكون الناس إليهابداخل البلاد بوركينافاسو وخارجها. فليتقنع القارئ الكريم بما يشير إلى المقصود من تعبيري، ولو لم يؤدّ المعنى بالبيان التام.  أسأله تبارك وتعالى أن ينفحه بروح من عنده فينتفع به القرّاء ويقبل عليه الخاص والعام وما ذلك على الله بعزي

طرق حديث عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة

        الشيخ سليمان صوري   بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : أود أن أجمع طرق الحديث الموقوف على التابعين يعني الحديث القائل( عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ) قاله سفيانان الثوري وابن عيينة وابن مبارك وأحمد بن حنبل كما يأتي.  وقولهم هذا موافق لقول الله سبحانه وتعالى{ وكلّا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤدك }.  وقد ثبت في الورع لأحمد رقم 267 - ﺫﻛﺮﺕ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻔﻀﻞ ﻭﻋﺮﻳﻪ ﻭﻓﺘﺢ اﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻭﻋﺮﻳﻪ ﻭﺻﺒﺮﻩ ﻓﺘﻐﺮﻏﺮﺕ ﻋﻴﻨﻪ (ﻭﻗﺎﻝ) ﺭﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ.  وقال أحمد في الزهد بعد رقم 1903 : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: «ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ» ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء.  وقال ابن المقرئ في معجمه رقم 142 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ يقول : «ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ» وذكره أبو نعيم في الحلية ج 7 ص 285 :ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ اﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ , ﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻌﻴﻨﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ. وذكره.  وقال الخطيب في جامع بيان العلم رقم  2195 - ﻗﺎﻝ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺣ

قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية للشيخ سليمان صوري الجزء الثاني منه

         الشيخ سليمان صوري  قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية( ج2) بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : هذا الجزء الثاني من كتاب قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية تأليف سليمان صوري ابن الحاج عبد الله صوري. حكم التميمة في الإسلام تعليق آية أو اسما من أسماء الله الحسنى جائز لما ثبت في مصنف عبد الرزاق 23552 : "حدثنا أبو بكر قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن جويبر، أن الضحاك: "لم يكن يرى بأسا أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الغسل وعند الغائط". وفي مصنف ابن أبي شيبة 23509 "حدثنا أبو بكر قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن أبي معشر، عن عائشة: "أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يصب على المريض". وفيه رقم 23510 : "حدثنا أبو بكر قال: حدثنا هشيم، عن خالد، عن أبي قلابة، وليث، عن مجاهد: "أنهما لم يريا بأسا أن يكتب آية من القرآن ثم يسقاه صاحبالفزع". وفيه 23545 : "حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع ،عن إسرائيل، عن ثوير، قال: "كان مجاهد يكتب للناس التعويذ ف