تاريخ علماء بوركنافسو
تأليف السيد آدم ويدروغو رواية عن الشيخ سليمان صوري ابن الحاج عبد الله.
لبــــــــــــسم اللـــــــــــه الرحمن الرحيم الحمدلله ربّ العالمين وبفضله معترفون أرسل الرسل الأفضلين وأنزل الكتاب لئلا يكون للنّاس حجة بعدم معرفة ما يطلبه الله من خلقه المكلفين. ونصلى ونسلم على من اختاره الله رسولا أزاح عن عيوننا غياهب الظلمات وأوضح لنا الطرق الواضحات من كتاب ربّنا العزيز الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وبعد : فلقد أتاح الله لي الفرصة السعيدة ووفق لي لإبراز كتاب مسمّى بـ تاريخ علماء بوركينا فاسو رواية عن الشيخ سليمان صوري كتاب قضيت به الديّن الذى على رقاب علماء بركينا فاسو قديما وحديثا. وبدأ التأليف في الشهر المبارك ربيع الأوّل الموافق/٥/فبرائر /١٩/ عــــــام 2010 /هـ ١٤٣١/ في فترة أحوج مايكون الناس إليهابداخل البلاد بوركينافاسو وخارجها. فليتقنع القارئ الكريم بما يشير إلى المقصود من تعبيري، ولو لم يؤدّ المعنى بالبيان التام.
أسأله تبارك وتعالى أن ينفحه بروح من عنده فينتفع به القرّاء ويقبل عليه الخاص والعام وما ذلك على الله بعزيز عليه توكلت في جميع الأحوال وأخلصت له في كلّ الأقوال والأعمال.
الآن نشرع بحول الله وقوته قائلين :
كان للتاريخ بين العلوم العقلية والنقلية مكانته لا تجهل، ومزيّته لاتنكر وله تأثير قويّ في دفع عجلة التقدم إلى لأمام لأنّ دراسة التاريخ لاتكون تسلية بذكرى الوقائع والأخبار فقط، ولكنها تكون تذكرة وتربية بأحوال العلماء الامم الماضية، وبيئاتهم المختلفة في الأعصرالسالفة. لتحسن الشئون في الحياة الحاضرة على حد قول الشاعر :
[ ليس بإنسان ولاعاقل * من لايعى التاريخ في صدره]
[ومن وعى أخبار من قبله * أضاف أعمارًا إلى عمره]
ومهما يكن الأمر من شيء فإنّ تاريخ كلّ أمة في المبدأ لا يخلو أكثره من الأساطير التى يتشدّق بها البسطاء من عصرها السابق للتاريخ، فيتعداه إلى عصرها التاريخي والعصر التاريخي بالذات، قديسجل الأوهام والأكاذيب التى تنشأ من الجهل أوالغفلة، والتخمينات التى تنشأ من التعصب أوالغيرة. ولايكاد ينجو من هذه وتلك إلاّالموافِقون المنصفون وقليل ماهم.
تعريف مملكة فلتا العليا[بوركينافاسو] المحرفة من الحُرّ والبلد وهي كلمة موشيّة معناها : بلد الأحرار وقد نشأت هذه المملكة حوالي (840 م) وفي عام 1987 تم تغيير اسمها فولتا العليا إلى بوركنافسو.
بوركينافاسو بلد من بلاد أفريقيّة، محدودة من ستة بلاد وهي ١ــ ساحل العاج ٢ ـــ غانه ٣ــ توغو ٤ــ بني ٥ ـــ نجير ٦ــ مالى وقد امتدت طولها من جهة شرقيّة إلى جهة مغربيّة حوالى ١٢٠٠كلم ـ وعرضها من جهة جنوب إلى جهة الشمال حوالى ١٠٠٠.كلم ولها ثلاثة عشر إقليمًا
وعاصمتها وغدوغو. وأما إستقلال هذه المملكة كان فى خلافة مُورِشْ يـَامْبُوِيغُو الخامس فى الشهر أغسطس حوالى ١٩٦٠ مـ/١٣٨٠/هــــــ والواقع أنّ قبائلها ولغاتها بَلغت ستين لغةً عند تعدادها غير أنّ أعظم لغاتها هي الموشية وجُولَا وهلم جرّ. وأصل بوركينافاسو فكان قبيلة (ديفِيسِ) ثم جاء قبائل موشيّة من غانه أخيرًا واستولى على قبيلة ديفيس.
وأكثر طعام أهلها فالذرّة والشعير أوالدخن والأرز، والبقول فى بعض الأماكن والفواكه كثيرة في الجهة الغربية يعيشون بهذه أطعمة، وما أشبها من أنواع الأطعمة ومعظم أموالها زراعة القطن وتربيِّة المواشي والمعادن الذّهبِيّة وتجارة فيها كثيرة لأنّ بعض التجارة ينتقلون فى نفس بوركينافاسو فى الأسواق وبعض التجار يسافرون إلى فرنسا ودُوبَيْى وصين ولومى وباماكو وكوتُونو لنقل البضائع.
الإسلام في بوركينافاسو وصف لى الشيخ سليمان صورى رضي الله عنه أنّه وجد بوركينافاسو مقسومة إلى ثــلاثة أقسام
1ــ الحي الإسلامي
2ــ الحي أهل الكتاب
3ــ الحي الوثنى .
ويشكل المسلمون ثلثين أو أقرب والباقي للوثنيين وأهل الكتاب. أما الفرق الإسلاميّة فى بوركينا فاسو فمقسوم إلى أربعة أقسام
1 - الطريقة التجانية : تأخذ الخمس فى العشرة الحموي وأهل الفيضة .
2 - الطريقة القادرية : تأخذ الثلاثة فى العشرة يعنى كُومِتّي مُسْلِمنْ.
3- الوهابية : تأخذ الواحد فى العشرة التّيمى والسّلفِى.
4 - الأنصار والأحمدية : تأخذ الواحد فى المئة.
يعرف هذا إذا نظرت إلى المناسبات كـ إحتفالات بالموالد النبوية. والنظر إلى أكابر العلماء. ثم النظر إلى المساجد والصفوف فيها. حُكي أنّ الشيخ عمر الفوتى ظلّ يجاهد في بلاد السودان وفتح عواصمها ونشر فيها الإسلام وقد هاجم غانا وسنغال ومالى وأدرجها في المملكة المرابطين، ولم يزل يجاهد إلى أن وصل إلى بلد من بلاد مالى ((المسمّى قُورُو)) بتفخيم القاف والراء قريب من بوركينافاسو وقال فى نفسه لاأجاهد مع هٰؤلاء القوم : يعنى بوركينافاسو لأنّى لوجاهدتهم أقتلهم هدرًا لم يدخلوا فى الإسلام أبداً إلاّ برغبتهم لأنّهم معزومين على ماهم عليه ولذلك أتركهم لعلهم يتوبون بأنفسهم ويتوب الله عليهم فتركهم ورجع.
دخول الإسلام فى بوركينافاسو : دخول الإسلام فى بوركينافاسو كان على يدى التجار المتجولون الذين ينقلون البضائع والسلع التجارية من غانة ونيجيريا ومالى كان دخول الإسلام فى بوركينا فاسو هٰكذا لا على الجهاد. أمّا التجار المتجولون بطبيعة الحال يسافرون جماعات لتبادل هذه السلع وتلك البضائع. مُزَوِدِينَ بالأسلحة التّى تحميهم وإذا حلّوا ببلد أقوموا فى حَيِ لهم مستقل عن الحي الأصلي الوثني، وكوّنو لأنفسهم جالية إسلاميّة تقيم إقامة دائمة بالبلد، وتحيي فيها شعائر الإسلام كعادتهم فى بلادهم. يتوضؤون ويقيمون الصلاة جماعات. وإذا جاء الشهر الرمضان أحيوا لياليهِ بالتراويح، وتلاوة القرآن ومجالس الوعظ والذكر. وإذا أفطروا أوتسحروا يجتمعون جميعا على الطعام فى وقت واحد بصورة جذابة للقوم فى الإسلام وكيفية مُغْرية فى الدخول فى الإسلام. وإذا حل فيهم عيدالفطر إحتفلوا به وخرجوا لصلاته في المصلى، يظهرون فى ذهابهم وإيَابِهمْ مزايا الإسلام ومحاسنه بالتكبير والتسبيح وتهليل. و إذا أدركهم عيد الأضحى عظموا ضحاياهم وقدموها قربانًا لله تعالى، ثُمَّ فرقوا لحومها بين فقرائهم وتزاورا فيما بينهم. كلّ هذا وذاك ممايؤثر على عقول الصغار من غير المسلمين، إقتداء لحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه فوالله لأن يهد الله بك رجلا واحد خيرلك من حمر النّعم متفق عليه. وعن أبى مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدريّ رضي الله عنه قال :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله رواه مسلم. الأمر يجري هكذا فيلفت أنظار الكبار ممن شرح الله صدورهم لإسلام، فيدخلون مع المسلمين فى دين الله تعالى. ويُعد من قبيل ذلك تسامح المسلمين مع غيرهم، فى التعامل معهم بالخلق الحسن والتودد إليهم بالقول اللين، وتأليف قلوبهم بالهدايا والهبات لقوله تعالى. والمؤلّفة قلوبهم قال مجاهد : يتألّفهم بالعطيّة ليرغبوا فى الدّخول في الإسلام. وقال تعالى أيضاً : ((وتعاونوا على البرّ والتقوى)) المــائـدة وكلّ هذه العطية يدل على التعاون فى البرّوالتقوى فى الإسلام. أعاننا الله وإياكم في الدّين. وكانت كِفَةُ الإسلام فى بوركينافاسو ترجح دائما على كفة الكفر. حيث كان عدد المسلمين يزداد ولاينقص، ويدخل الوثْنِيون في دين الله وُحدانًا وزرفات حتى إنتشر الإسلام فى أنحاء بوركينا فاسو.
هكذا كان دخول الإسلام فى بوركينا فاسو بدون سيف جهاد. فالحمد الله على هذا التوفيق.
الآن نشرع في تواريخ بعض علمائها الكبار وهم كثيرون لا تحصى ونبدأ بالشيخ أبي بكر مايغا الأول
1 - الشيخ أبوبكر ميغا الأوّل فى مدينة رحمة الله ويوغيا حدثنى الشيخ سليمان صورى عن الشيخ عبد العزيز بمدينة رحمة الله قال : كان سبب إسلام الشيخ أبوبكر الأوّل على يد هوسا كان يطوف ويبيع الدواء وتخلى به الشيخ وتحدثا على الدّين حديثا كثيرا فلمّا بات الشيخ تلك الليلة دخل الإيمان فى قلبه وعزم على الإسلام. وسافر إلى مملكة غانه... فى مدينة بَوْقُو.. لطلب العلم ومكث هناك زمانا طويلا يتّعلم العلم فلمّا مهر وفقَه فى العلم والدّين. إنتقل إلى مملكة مالى فى مدينة ((جنْٓى)) ثم إنتقل إلى ((نَيُور)) ومكث عند الشيخ أحمد حماه الله وأخذ الورد التجاني منه. وبعد ذلك رجع إلى بوركينافاسو إلى بلده القديم ((نَمِسْغُمَ)) وطلب منهم أن يتوبوا فابَواوقالو يا أبابكر أجئتا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لك الكبريآء فى الأرض ومانحن لك بمؤمنين وهموا أن يطردوه من البلد أويعذبوه.. فلمّا رأى الشيخ أبوبكر الأوّل ذلك تخلى بمن ءامن معه، واستوطن هو ومن معه غير بعيد منهم بنى الشيخ أبوبكر الأوّل البلد رحمة الله ومكث هنالك يقرأ القرآن ويذكر الله على كلّ أحيانه ولايصافح أحدًا إلاّ من قال كلمة الشهادة يعنى. لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع أتباعه عن أكل الحشيش... أي تَبَ.. وشرب الخمر وأكل الربا ولحم الحنزير وكلّ المحرمات فى الإسلام ومازال الشيخ على هذه الحالة حتى إنتشر الإسلام فى مدينة رحمة الله. وهو أوّل من دخل بطريقة التجانية الحمويّةَ فى بوركينافاسو. ونحمد الله على ذلك حمدًا كثير. أماكرامات الشيخ أبو بكر الأوّل رضي الله عنه فكثيرة لاتعد ولاتحصى، ولكن سنذكر شيئا يسيرًا للأحباب لأنّ المعجزة والكرامة فضل يتفضل الله بها على أنبيائه وأوليائه لإرشاد خلقه إليه.
ومن كرامات الشيخ أبوبكر رضي الله عنه ما حدثنى الشيخ سليمان صورى عن إبراهيم حفيد الحاج أحمد ميغا وكان ثقة قال : أن تلميذ ا من تلاميذ الشيخ أبو بكر الأوّل ذهب إلى الشيخ جيرى وكان يأكل التّبغ أو (تَبَ) ولم يعلم الشيخ أبو بكر الأوّل بذهابه. فلمّا وصل إلى الشيخ جيرى قال له إنّ الشيخ أبو بكر ينهاك عن أكل هذا يعنى التبغ.. فسأله الشيخ جيرى هل الشيخ أرسلك فقال. نعم. ولمارجع التلميذ لقيه الشيخ أبي بكر لدى الباب وقال له إرجع إلى الشيخ جيرى فاطلب عفوا منه وإلاّ لا تدخل فى بيتنا أبدًا فرجع التلميذ إلى الشيخ جيرى فلما وصل إليه قال له إنزل لنأكل معًا فقال لاأنزل أبدًا حتى تعفو عنى فقال له الشيخ جيرى إذن عفوت عنك. ثم نزل التلميذ فأكلا معًا وتحدثا حديثا كثير ًا ثم قال الشيخ للتلاميذ إعلم أنى آكل هذا التَبغ لدواء لا لرغبة. وبعد ذلك قال الشيخ جيرى للتلاميذ : كنت من قبل أرى مظلة واسعة فوق الشيخ أبو بكر الأول وأصحابه تحت المظلة والآن لا أرى شيئاً. قلت : يشير إلى إلقاء القبض الواقع كما هو مشهور.
ومن كرامته أيضًا ما حدثنى الشيخ سليمان صوري عن الحاج أحمد ميغا قال لما سمع المقدم المختار فى مدينة (كايَا) بظهورالشيخ أبو بكر الأوّل لم يتمهل عنه بل تهيأ لإتصال الشيخ، وشمر عن ساق الجد حتى وصل إلى مدينة رحمة الله وطلب الشيخ فلمّا دخل عند الشيخ هنأه الشيخ بكرامة وترحابٍ. وبعد ذلك طلب منه بكلام التوحيد، ولم يستطع أن يرتب كُلاً فأراد الشيخ أن يوضح له الطريقة التجانية واضحًا. أخذ رداءًا والتحفا معًا فيه. هناك رأى المقدم المختار عجائبا عيانا فعرف حبنئذ أن هذا الطريق الواضح لاشك فيه. فأخذ الورد منه ثم بدأ يتعلّم عند الشيخ حتى صار عالما علامة فى الطريقة التجانيّة. ولم يزل المقدم الختار مع الشيخ حتى قُبِضَ الشيخ أبو بكر الأوّل معه وسافروا بالشيخ إلى الساحل العاج وسجنوه مدة وبعد ذلك أطلق سراحه فعاد الشيخ إلى بوركينافاسو. ولم يلبث ثم توفي فى عــــــامــــه حوالي /١٩٥٨مــــيـ/١٣٨٨هــــ. وأسأل الله تعالى بلسان التضرع والإبتهل أن يميتنا على محبة الشيخ أبو بكر الأوّل رضي الله عنه وآله وصحبه
2 ـ الشيخ الحاج يعقوب ويوغيا [ واهيوغيا ] احد إقليم بوركينافاسو حدثنى الشيخ سليمان صورى قال : أن الشيخ الحاج يعقوب كان تائبًا. وهاجر إلى مدينة كٓايٓا عند الشيخ الحاج عبد الرحمٰن بُولِغِ يَارْسِى التجاني وتلمّذ عنده مدة ويتعلّم عنده أنواع العلوم فلمّا تبحر فى العلوم أستأذن من الشيخ الحاج عبد الرّحمٰن للإرتحال إلى مدينة كولخ عند الشيخ الأكبر الشيخ إبراهيم إنياس رضي الله عنه هو وصاحبه الشيخ عيسى يَاغِني ماشيا وفي طريقهما قد أجازوا غابات وفيها أسود ونمور ويمران بين الأسود والنمور، وينظر الأسود إليهما ولايسطتعون الوصول إليهما. فما زالا على هذه الحالة حتى وصلا إلى مدينة كولخ وقد حال بينهما وبين الشيخ إبراهيم إنياس ناس لايستطيعان الوصول إلى الشيخ أولا. فاتخذا بيتا فى دار الشيخ. ويأتيهما طعامهما كلّ يوم فما زالا على تلك الحالة فى مدة وذات يوم قال الشيخ الحاج عيسى للشيخ الحاج يعقوب منذ جئنا هنا ما تفكرت في أي نوع من أنواع الطعام إلا جيئنا به بنوعه تماما وهذا عجب عندى. فقال له الشيخ الحاج يعقوب أعرض عن هذا واحرس فكرك عن هذا التفكير. ثم يسر الله وصولهما إلى حضرة الشيخ إبراهيم فنالا ما نالا من إجازات الطريقة التجانية ثم أذن لهما الشيخ إبراهيم ليرجعا إلى بلدهما لإقامة دولة الإسلام فيها ولإحياء معالم الإسلام وإقامة العدل وتطبيق الأحكام الشرعيّة فى بوركينا فاسو وخاصة فى مدينة وِيوغيَا.
قبل رجوع الشيخ الحاج يعقوب من مدينة كولخ كانت مدينة وِيوجِيَا.. منذطلوع فجر الإسلام فيها تتأرجح بين ظلمة الكفر والإيمان ويتراوح الإسلام بين الإنتشار والإنحسار، هكذا يتقلب حتى العصر الذى رجع الشيخ الحاج يعقوب من كولخ وقدبلغ الفساد غايته. وكادت آثار الإسلام تنمحى وقد ارتد أكثر المسلمين بأفعالهم، وإن كانوا يدينون بالإسلام بلسانهم وعبد الآخرون الأصنام. ويرجعونها لدفع الشرّ وجلب الخير، وتَعَالى الملوك والسلاطين في الجور والطغيان ورَكَبَ العلماء إلى الراحة والدِعةٍ، وتهادنوا مع الطاغين والجبابرة فى مدينة وِيوجِيَا والمسلمون فيها أيضا يقرّون بالتوحيد ويصلون ويصومون ويزكون ولكنهم جهلا يأتون بالعبادات على غير استكمال شروطها، ثم يخلطون عباداتهم بالبدع والعادات الكفريّة والرواسب الجٰهليةالتى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم أوأحدثوها من أنفسهم. وفيها علماء ولكنهم ركنوا إلى الدنيا واستمالو لزخارفها، وتهادنو مع الملوك الظالمين، وسكتوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولقد لقي الشيخ الحاج يعقوب من هٰؤلاء أذًى وجفاء كثيرا فى نشر الدين فى مدينة وِيوجِيَا. ومع ذلك فلله الحمد بقايا العلماء الصالحون العاملون بعلمهم ساعدوا الشيخ الحاج يعقوب على نشر الهداية والحق.. وفي أثناء جهوده في نشر الحق خطر في قلبه يوما أن يحج فعزم وتشمّر أن يهاجر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وزيارة قبرالنبي الشريف صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ومعه أخوه الحاج الحسين ماشيا بدون ركوب أبدا حتى وصلا إلى مكة المكرمة :وتحاجا معًا. وحدثنى الشيخ سلمان صورى عن تلميذ للشيخ يعقوب وكان ثقة قال : أن الشيخ الحاج يعقوب رضي الله عنه. بينما هو جالس فى مسجد مكة المكرمة إذأقبل إليه رجل فجلس بين يدي الشيخ وتقابلا مقابلة شديدة على الطريقة التجانيّة وحجحّه الشيخ الحاج يعقوب وغلب عليه وحينئذ أعرف الرجل أن الطريقة التجانية حق فأخذ الورد منه فى مكة المكرمة. وقد مكث الشيخ زمانا طويلا فى مكة المكرمة يتعلّم العلم وبعد مدة رجع إلى بوركينا فاسو وترك أخاه الحاج الحسين فى مكة المكرمة وبعد أعوام ألحقه أخوه في بوركنافسو.
منهج الشيخ الحاج يعقوب فى الدعوة : كان له مجلسان أحدهما للتدريس والأخر للوعظ والإرشاد أما تدريسه فكان يخرج بعد صلاة العصر للتدريس يفسر القرآن ويدرّس الحديث والفقه وسائر العلوم الأخرى.... وكان مجالس الدروس في دار الشيخ مقسما إلى ثلاث أقسام واحد يقوم هو بنفسه وواحد لأخيه الحاج الحسين وواحد للحاج عمر أما وعظه وإرشاده فكان يخرج إليهم بعدصلاة المغرب يوم الجمعة ويعظ الناس فيها وكان يحضر مجلس وعظه خلق كثير رجالا ونساء : وكان يرسل تلاميذه إلى الأفاق القربية والبلدان المجاورة للإفادة والوعظ أياما وكان للشيخ الحاج يعقوب صيّت عظيم فى الآفاق لوعظه ودروسه، وصار يقصده الأقربون، ويكاتبه الأبعدون.
تلاميذه : أمّا تلاميذه فكلهم كبراء وكرماء حيث وجدتهم وكان غالبهم فى وغدوغو عاصمة بوركنافسو وبعضهم في بوبو ديولاسو كألحاج عمر جيرى. وقيل أن الشيخ سأل الله أن يجعل كلّ تلاميذه أخيارا نجباء فأجاب الله دعاءه.
وكان للشيخ أعداء كثيرا جدًا. حتى إنّ أعداءه أرسلوا ساحرا صاحب تمائم إلى الجامع ومعه سلاح لقتل الشيخ الحاج يعقوب فلما دخل فى الجامع قام الناس كلهم ليقعوا عليه فنهاهم الشيخ عن ذلك وجلس الساحر أمام الشيخ الحاج يعقوب وجعل ينظر إليه لايرتد إليه طرفه وما زال على ذلك حتى قضيت الصلاة فخرج الشيخ إلى داره وتبعه الساحر بسلاحه حتى دخل الشيخ في داره وأغلق الباب دونه فوقف لدى الباب وقتا يسيرًا ثمّ رجع ولما وصل وسط الشارع اصطدمه سيارة فكان من الهالكين ولمثل هذا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرا عن الله "من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب" . وفي طيّه.. من والى لي وليا لأجلي اصطفيته واتخذته وليّا... ومازال أعدءه به حتى إن بعض العلماء يحسدونه وتجنى عليه وطلبوا له المثالب والمعايب فى أفعاله وأقواله. وجعلوا ينكرون عليه بعض تصرفاته. ومضى الشيخ في شأنه لا يلوي على شيئ من ذلك كله. وحدثنى الشيخ سليمان صورى عن الشيخ الحاج يعقوب أنه كان يقول فى بعض وعظه : ما جئت لأنشر لكم الطريقة التجانيّة بل جئت لأعلمكم قواعد الإسلام وكل ما يصلح فى الإسلام كأحكام الصلاة وأخلاق الإسلام أما الطريقة التجانيّة فعلى وشك الظهور والإنتشار ستأتي وتظهر بحججها من الشرق (نيجيريا) إن شاء الله تعالى.
صفة نفسه وعلمه ودينه : كان الشيخ الحاج يعقوب تقيا ورعا زاهدا فى الدنيا فقيه محدثٌ قويّ فى دينه مهيبا فى سمته صيّتا فى وعظه ودرسه حافظا للقرآن ولقد منّ الله له القبول فى دعوته حتى جمع الله له كلّ أهل وِيوجِيَا له فى جامع واحد يصلون الجمعة فيه. إلاّ أن الوهابيين بنوا جامعا أخرى لا تجاوز صفا أوصفين وقد التقى الشيخ الحاج يعقوب والشيخ سيد محمد ميغا فى حفلة إسلاميّة فى جامع وِيوجِيَا ولمّا انقضى الحفلة خرج الناس كلهم فبقيا فى الجامع وتكلما فى أمر الصلاة الجمعة وقَبِلَ الشيخ سيد محمد ميغا نصيحته وبدأ صلاة الجمعة وكانوا لا يصلون الجمعة من قبل وبسبب الشيخ الحاج يعقوب بدأوا بصلاة الجمعة حتى إلى يومنا هذا فلله الحمد. وحدثنى الشيخ سليمان صورى عن إبن الشيخ الحاج يعقوب إسمه محمد قال :إنّ أوّل من تشمّر لدعوة الناس إلى الله فى بلدنا هذا هو الشيخ أبوبكر الأوّل فى مدينة رحمة الله رضي الله عنه حتى رأى فيه أنواع تعب وكراهة. وثانيه شيخنا الحاج يعقوب قدس الله روحه وكان خليفة من خلفاء الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنهما سمعت من لسان إمام الحسن سيس فى سنة التى زار الشيخ الحاج يعقوب في ويوجيا يقول : الشيخ الحاج يعقوب خليفة من خلفاء الشيخ إبراهيم رضي الله عنه. وسمعت من تلميذ من تلاميذ ه قال : قال شيخ الحاج يعقوب أنّه كان ذات يوم فى داره فسمع صوت هاتف فإذ هو شيخ إبراهيم إنياس كولخي يقول يا يعقوب إنك لتكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد سماعه الهاتف بآيام جاءت رسالة من عند الشيخ إبراهيم إنياس فإذ مافي الرّسالة هو نفس ما سمع عن الهاتف. وكان الشيخ الحاج يعقوب يأمر مريديه بالإستغفار والصلاة على النبي ولاإله إلا الله.
وسمعت من الشيخ عبد الملك كولخي حين زارنا وهو صديق إمام الحسن سيس فى الدّراسة يقول أنه جاء لزيارة وليذكر مارأى فى جهة الشيخ الحاج يعقوب من العَجَب ثمّ قال أنه ما سمع خبر شيخنا الحاج يعقوب وما كان يدرى إسمه إلاّ أنّه فى بعض سفر من أسفاره نام فرأى في منامه بعض الأولياء والشيخ الحاج يعقوب إمامهم فسأله عن إسمه فقال إسمى يعقوب وبلدى بوركينافاسو. يَادْتِنْغَا وِيوجِيَا، ولمّارجع من سفره إلى سنغال سأل كبراءهم هل للشيخ إبراهيم نياس تلميذ فى بوركينافاسو يقال له يعقوب؟ فقالوا نعم له تلميذ مشهور، فهذا سبب معرفتي بالشيخ الحاج يعقوب فجئت لزيارته... ولم يزل الشيخ عبد الملك الكولخي يزور الشيخ الحاج يعقوب في كل سنة. وحدثنى الشيخ سلمان صورى أن تلاميذ الشيخ الحاج يعقوب فى أنحاء بوركينافاسو كانوا يزورونه فى كلّ سنة فى آخر جمعة من شهر رجب حتى الآن ثمّ يمضون إلى مدينة توجم لزيارة الشيخ يوسف لأنّ الشيخ يوسف والشيخ الحاج يعقوب إتففا على نشر الدّين فى أنحاء بوركينافاسو وتحابا فى ذلك حبًا شديدًا وكان تلاميذهما على هذا الطريق حتى الآن.
زهده : حدثنى الشيخ سليمان صورى عن بعض تلاميذ الشيخ الحاج يعقوب قال : كان سبب زهده لمّارجع من كولخ دخل فى خلوة ليسأل الله فتح الدنيا إذ سمع هاتف يقول يايعقوب إنّا لم نخلقك لهذا... كان زاهدا وربما ترك السيارة ويمشى إلى الجامع بقدميه. وقد أعطاه أحد الأغنياء سيارة مملوءة بالأرز فأبى عن قبولها وقال لاحاجة لى بها. أما كرامة الشيخ الحاج يعقوب رضي الله عنه فكثيرة جدا لا تعد ولكن سنذكر طرفا منها مما سمعت عن الشيخ سليمان صوري :
قال الشيخ سليمان صوري : سمعت عن الثقات : أنه ذات يوم كان الشيخ الحاج يعقوب في مسجده ليلة الجمعة فلما أراد الخروج من المسجد ووضع قدمه اليمنى خارج المسجد فإذا هو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما فوقع ما وقع فلله الحمد.
ومن كرامته أيضا : أنه أخبر أنه سيتوفى مساء الجمعة وأوصى المريدين أن لا يتركوا ذكر الجمعة لدفنه ؛ فكان كما قال رضي الله عنه.
ومنها : أنه كان زاهدا حيا وميتا وذلك أنه كان معروفا بزهده عن الدنيا جملة حتى عن ركوب السيارة إلا لضرورة فلما توفى فأدخلوه في السيارة للذهاب إلى المقبرة خوف زحام الناس توقفت السيارة عن الوقود ؛ واللهِ دفعوا السيارة بأيد إلى المقبرة ولما فرغوا من دفن الشيخ وأحرك السيارة فإذاهي تجري بلا مشكلة .
ومنها : ما حدثنى الشيخ سليمان صورى عن تلاميذ الشيخ يعقوب قالوا أنّ أهل وِيوجِيَا أخذوا بالسنين وحبس القطر عنهم فشكَوْا ذلك إلى الشيخ الحاج يعقوب يستسقون منه لأنّه كان مجاب دعوة. فخرج الشيخ بهم إلى المصلى يستسقون من الله وحين إجتمعوا قال لهم الشيخ إرفعوا أيديكم ولا تنزلوها حتى يستجاب لنا ولم يمض على ذلك ساعة حتى تجمّعتِ السحاب وتغيمّت ورعد وبرق وبدأ الريح تهب فحينئذ قال الشيخ للناس كلّ من لم يثق بنفسه (يعني من يعلم أنه زنى ولو مرة من عمره) فاليجتهد أن لايصيبه المطر إذا أصحابه المطر يكون وبلا عليه وعندئذ تفرّق الناس شغربغر أي يمينا وشمالا يتسابقون إلى بيوتهم إلاّ قليلاً منهم، فعل الشيخ هكذا ليختبرهم ويعرف حالهم ويكون موعظة للناس.
ومنها : ما حدثنى الشيخ سليمان صورى عن تلميذ الشيخ أيضا أن الشيخ الحاج يعقوب وتلميذه الحاج عمر كانا فى سيارة إلى مدينة تُوجَمْ لزيارة الشيخ الحاج يوسف إذ قال الشيخ لألحاج عمر : أترى هؤلاء الجنّ فالتفت الحاج عمر فإذا هم صفوف بجانب الطريق.
كراماته كثيرة نكتفي بما ذكرنا وكان وفاته يوم الجمعة فى شهر ذوالقعدة فى عـــــــام 2003 ميــ /١٤٢٣هـــ رضي الله عنه ونور ضريحه ونسأل الله أن يحسرنا فى زمرته مع سيّد الوجود صلى الله عليه وسلم. ءامـــــــين
* تنبيه : اعلم أن أول من دخل بالفيضة التجانية في بوركينافاسو هو الشيخ أحمد التجاني دُوري في محفظة سٓانمٓنتِنغٓا وهو أول خليفة للشيخ إبراهيم الكولخي في بوركينافاسو وأخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بُولْغِ يٓارْغُو وكذلك الشيخ عبد الرحمن شٓابْ لُويْسي سيأتي ترجمتهما وتربّيا عنده ثم انتشر الفيضة في جميع أنحاء بوركينافاسو. والشيخ أحمد التجاني دوري قرأ عند أبيه الحاج إسماعيل وحج معه وأخذ عن بعض كبار العلماء في الحجاز وبعد رجوعه من الحج وفقه الله فسمع خبر صاحب الفيضة التجانية الشيخ إبراهيم الكولخي رضي الله عنه فسافر إليه وتلمذ عنده وتربّى ونال إجازات منه رضي الله عنه وقد توفى الشيخ أحمد التجاني وترك تلاميذا كثيرا.
وأعلم أن هؤلاء العلماء الكبار الثلاثة الشيخ التجاني دوري والشيخ عبد الرحمن بولنغ يارغو والشيخ عبد الرحمن شاب لويسي بينهم علاقة نسب الشيخ التجاني حفيد وعبد الرحمانان أمهاتهما من بيت واحد فلله الحمد.
3 ـ الحاج جابر كُوغُرْسِيغي فى ولاية بُويْتِنغَا حدثنى الشيخ سليمان صورى أنّ الحاج جابر مَيْغَا هاجر إلى مملكة مالى في مدينة (جنى) لطلب علم للغة والفقه. وقدمنّ الله عليه فى تحصيله وكان جميع دراسته فى(جنى) ومكث زمنًا طويلاً. وبعد ذلك رجع إلى كُوغُرْسِيغي وبدأ تدريس الناس فى المجلس وكان الناس يأتونه من أنحاء بوركنافسو وهو أول بدأ انعقاد مجلس فى تدريس علم اللّغة في ما نعلم وأكثر تلاميذه كانوا علماء كبارا، وعامة علماء اللغة في بوركنافسو تلاميذه إلا قليلا. وحدثنى الشيخ سليمان صورى عن حفيد الحاج جابر مَيْغَا يقال له مَارٓنبِيغَا قال : أن الحاج جابر ميغا كان على الطريقة القادريّة وكذالك أكثر تلاميذه على طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني مع أن أكثرهم لم يأخذوا الورد القادري بل ينتسبون إلى الطريقة فقط.
صفته وعلمه ودينه ونسبه : كان الحاج جابر ميغا عابدا تقيا لغويا مهيبا فقيها قويا في دينه قادري طريقة مشهور في بوركينا فاسو.
حدثني الشيخ سليمان صوري عن احدى تلاميذ الشيخ الحاج جابر وكان ثقة قال : لما كان ليلة وفاة الحاج جابر ميغا سمعت عجوز صوت تهليل أي لا إله إلا الله يرفع كثيرا في دار الحاج جابر ميغا فكان ذلك أصوات الملائكة جاؤا لقبض روحه رضي الله عنه فلما أصبح الناس وجدوا أنه توفي رضي الله عنه في تلك اليلة.
ومما ينبغي أن يذكر هنا هو ما منّ الله على الشيخ الحاج جابر ميغا بحفيد قرّ به عينه ألا وهو عجوبة زماننا هذا من لا له مثيل في الفصاحة والشجاعة الداعية الكبير الدكتور سعيد ميغا هذا الكوكب الوهاج لا يعرف التعب ألبتة في تبليغ الدين الإسلامي وكان صادعا للحق لا يخاف لومة لائم في دين الله نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكثر أمثالهم فينا آمــــــــــــــــــــــــــــين.
4 ـ الحاج عليّ كِيلاَ موارد في ولاية وِيوجِيَا.
حدثني الشيخ سليمان صوري عن حفيد صاحب الترجمة إسمه إبراهيم وكان قريب الحديث قال : إن الحاج عليّ كِيلاَ هاجر إلى كُوغُرسيغي عند الحاج جابر ميغا لطلب العلم، وأخذ منه علم اللغة وتلمذ عنده زمانا طويلا، وكان حريصا على العلم جدا حتى قيل أنه وُضع له طعامه أو خبزه فنسيه حتى يبس لكثرة بحثه ودرسه، وكان محبا لعلم اللغة جدا. وبعد مدة انتقل من كوغرسيغي إلى مملكة مالي في مدينة جني لطلب العلم أيضا فمكث هناك زمانا طويلا.
وكان إذا أخذ درسه يذهب إلى ناحية البلد للمراجعة ويجلس تحت الشجر وتعهد في ذلك المكان فيأتون الطلاب عنده فيسألونه مسائل فيفتح لهم. ومن كرامته أن مكان الذي كان يجلس للمراجعة كان سُوقًا كبيرا في يومنا هذا.
ولما اضطلع في علم اللغة رجع إلى بلده كِيلاَ وبدأ يدرس الطلاب حتى كثر تلاميذه واشتهر إسمه في جميع أنحاء بوركنافسو، ثم انتقل إلى( موارد ) وتوفى هناك. حدثني إمام الحسن إلبود عن الحاج عبد الرحمن لانقُي يقول : أن الحاج عليّ كِيلاَ كان قادري طريقة يَادَغَوِيُ نَسبًا.
5 ـ الشيخ الجاح عبد الرحمن شَابْ لُيْسِي في مدينة كَايا حدثني الشيخ سليمان صوري عن الحاج إدريس كٓايِيبٓا وهو ثقة مؤمون قال : ولد الشيخ عبد الرحمان عام 1328 هجري الموافق 1907 ميلادي في قرية سابلويسي في محفظة كايا وتوفي عام 1407 م وقد عاش 79 سنة.
وقال : الشيخ عبد الرحمان بن الحسن بن إسحاق بن عبد الرحمن وأمه سيدة عائشة بدأ التدريس عند والده ولما بلغ عشر سنين انتقل إلى عمه الشيخ شعيب وأخذ عنه العلم والطريقة القادرية حتى أجازه بالتقديم. وبعد ذلك سافر معه إلى مالي سُفٓارٓ عند الشيخ كٓرْمُوغًو سافوا. ثم رجع من مالي إلى سابلويسي ثم ذهب إلى كوغرسيغي عند الشيخ الحاج جابر ميغا وبعد ذلك زار الشيخ الحاج علي[ كيلا ] وأخذ عنه ثم سافر إلى بيت الله الحرام وحج ودرس هناك مع علماء نيجريا وسودان ولما رجع من الحج زار الشيخ سليمان سانفو في قرية سابغتينغا وأخذ عنه التفسير.
والشيخ الحاج عبد الرحمن أخذ الطريقة التجانية أخيرا وكان عالما لغويا قد نشر علم اللغة في مدينة كَايا، وكان له تلاميذ كثير في مجلسه. وأخيرا انتشر تلاميذه في النواحي وخاصة مملكة غانة. وقد زار الشيخ الحاج عبد الرحمن مدينة كولخ وأخذ الطريقة التجانية عن الشيخ إبراهيم انياس فمكث هناك مدة طويلة فهو من أوائل من هاجروا من بوركينافاسو إلى حضرة الشيخ إبراهيم بكولخ وقد رأى العجائب في سفره ذلك كما حدثني بذلك الشيخ الحاج إدريس تركنا إيراده لطوله وكان الحاج عبد الرحمن زاهدا عابدا تقيا ورعا ولي من أولياء الله رضي الله عنه وعنا به آمين.
6 - الشيخ الحاج عبد الرحمن بُولِغ يارْسِي في مدينة كَايا أيضا حدثني الشيخ سليمان صوري قال سألت الشيخ محمد سيساوغو حفيد صاحب الترجمة عن تاريخ جده فقال لي كما يأتي : الشيخ الحاج عبد الرحمان بن مصطفى بن إمام قاسم بن سعيد بن أبوبكر بن محمد عبد الرحمان سيساوغو ولد في سنة 1880
وتوفي وله 116 سنة من عمره. وقد توفي في سنة 1993/01/15
دراسته للقرآن : قرأ القرآن عند معلم آدم بيكيغا
وأخذ التفسير عند الشيخ محمد سِلْمِيغَا في ولاية دُوري بتفخيم الدال ثم سافر إلى بقو في حي ويدياغا لطلب العلم ثم سافر إلى الشيخ شعبان ودرس التفسر عنده أيضا وأخذ الطريقة التجانية عنده ثم رحل لحج بيت الله الحرام ومعه تلميذان سليمان مندى وأبوبكر سكندى
وزوجته الأولى وسكن في مكة 17 سنة لطلب العلم ثم رجع إلى بوركينافاسو وتلقى الشيخ التجاني سافو بقرية دُوري وجدد الطريقة وتربّى عنده والشيخ التجاني أخذ عند الشيخ إبراهيم إنياس كما تقدم
وخليفة صاحب الترجمة الآن 2020 م هو ولده الشيخ الحاج عبد الله سيساوغو
وله مدرسة نظامية تسمى [ سبيل النجاح ]
وللشيخ تلاميذ كثير منهم : سليمان مندى، أبوبكر سكندى، الحاج عيسى يغني
الحاج عيسى كوندا، الشيخ الحاج يعقوب ويوغيا، الحاج جبريل سكندى انتهى مختصرا.
7- المقدم المختار في مدينة كَايا أخبرني الشيخ سليمان صوري أن المقدم المختار قدمه الشيخ أبو بكر الأول أن يكون مقدما في ولاية مدينة كَايا على الطريقة التجانية وقد مرت بعض ترجمته في ترجمة الشيخ أبوبكر الأول. أخبرني الشيخ سليمان صوري عن إبراهيم قال : قُبض المقدم المختار هو ومن معه من تلاميذه وبعض شيوخ كثير وربطوهم في نفس كَايا. ثم ذهبوا به إلى ساحل العاج وسجنوه هناك. وسجنوا من كانوا معه في كَايا وبعد مدة أُطلِق سراحه فعاد إلى مدينة كَايا، وقد سألوه يا مقدم المختار أين تريد أن تسكن قال أريد مكان الذي ربطوني أربد أن أسكن هناك فقطعوا له ساحة واسعة وبني داره ومكث فيه حتى إلى وفاته.
ولما توفي أرسلوا إلى مدينة رحمة الله، إلى الشيخ السيد محمد أن المقدم المختار قد توفي رضي الله عنه فقال الشيخ السيد محمد ارجع وقل لهم أن ينظروني حتى آتي. فانتظروه حتى إلى مدة فلم يطلع فدفنوه دون أن يأتي الشيخ السيد محمد. فلما وصل وجد أنهم قد دفنوه فحزن الشيخ السيد محمد لذلك وقال كنت أريد أن أشيعه إلى المقابر فأدعو الله له أن يبدله دارا خيرا من داره. وكان وفاته سنة ١٩٧٤م_١٣٩٤ه، توفى وترك أولادا نجاء وقد بارك الله ذريته فلله الحمد وتخلفه إبنه عبد الله.
8 - الشيخ يوسف تٓنسالغا في ولاية وِيوجِيَا أخبرني الشيخ سليمان صوري قال: كان الشيخ يوسف زاهدا معروف في بوركينافاسو كان له علاقة بالشيخ الحاج يعقوب وِجِيَا والشيخ عيسى ياغني كانوا يتزاورون جدا في كل سنة مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك، ولما توفي تولي إبنه الشيخ عبد العزيز خلافته، وكان يجتهد في زيارة أهل الخير في أنحاء بوركينافاسو وخاصة في ولاية وِيوجِيَا أسوة حسنة لأبيه.
ويحتفل لعيد مولد الشريف صلى الله عليه وسلم والناس يأتون من كل مكان فهو الشيخ الحالي في تٓنسٓالٓغٓا .
9- الشيخ يوسف تُوجَمْ في ولاية وِيوجِيَا أخبرني الشيخ سليمان صوري قال أن الشيخ يوسف فلاني كان على الطريقة التجانية وأن علمه علم وهبي لا كسبي قد منّ الله له على ذلك، وكان ءاباءه وأجداده أولياء الله قد اشتهروا بالطريقة التجانية حتى بايعهم عامة من في أنحاء بلادهم ويحتفلون بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم في ثاني عشر من ربيع الأول وأكثرهم فلانيون.
تنبيه : أهل تنسالغا وأهل تنيُوكُو شيئ واحد هم أيضا فلانيون مشهورون بالصلاح وكان الشيخ الدكتور أبو بكر يزورهم فَيْنَة بعد فينة.
10- الشيخ إبراهيم تسليم هذا الشيخ كان تجانيا رفيق الشيخ أبوبكر مايغا الأول في الدعوة والإرشاد وكان مجاهدا كبيرا له أتباع كثيرون في داخل بوركنافسو وخارجها توفى بعد وفاة الشيخ أبي بكر رفيقه وخلف أبناء نجباء ورثوا أباهم علما وخلقا، واتصل بعض أبنائه بمدارس الشيعة إيران نسأل المولى الكريم أن يسدد خطاهم يسيروا سير أبيهم الشيخ إبراهيم آمــــــــــــــــــــــــــــين.
11 - الحاج صديق الواعظي في نفس واغادوغو في حومة قُلْوِوْغو وكان على الطريقة القادرية
أخبرني الشيخ سليمان صوري أنه بلغه أن الحاج صديق المدرس اللغوي الواعظ المجاهد لم يهاجر إلى أي مكان لطلب العلم بل طلب العلم في نفس حومته فقط، وكان زاهدا وله قبول في اقتياد الناس فقد تاب ناس كثيرون على يده، والحاج صديق والشيخ الحاج يعقوب وِيوجِيَا كان بينهما علاقة المحبة جدا يجتمعان في مذايع واغادوغو للوعظ. وما احتفلت حفلة في وغدوغو إلا وهو المنتظر، إذا لم يأت كأنهم لم يحتفلوا أولا.
وما زال يوعظ الناس في الجامع في واغادوغو. ولما ناهر القبضة أطلع الله عليه وفاته فأحضر أقاربه وجيرانه وقال لهم إذا مت فاذهبوا بي إلى حومتي قُلْوِوْغو فادفنوني هناك. وقيل أنه حفر قبره بنفسه قبل موته في داره واقتنى كفنه وهذا مما يجوز في الدين فلما توفى ذهبوا به ودفنوه هناك رضي الله عنه
تنبـيــــــــــــه : حفر أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبره قبل موته. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، ج١ ص٢٦٢.
وتوفى الحاج صديق وترك أولادا وأحفادا كثيرا وقد سلك أكثرهم طريق أبيهم رحمه الله.
وأخبرني الشيخ سليمان صوري أنه سمع من الشريطة أي كَسِيتِ، والحاج أبو بكر سانا يقول يوم وفاته : ذهب ولي الله الحاج صديق كأنه لم يكن بين أظهرنا! لم يكن له مثيل في واغادوغو في الوعظ ونشر الدين. اللهم أغفر له وارحمه واجعل مثواه في الجنة الفردوس الأعلى العليين
12 - الشيخ السيد محمد في مدينة رحمة الله في ولاية وِيوجِيَا أخبرني الشيخ سليمان صوري عن الثقات أن الشيخ السيد محمد لم يهاجر إلى أي زمان لطلب العلم بل قرأ عند أبيه الحاج أبو بكر الأول رضي الله عنه ثم ذهب به إلى الشيخ حماه الله في مدينة نيُورِي، ليدعو الله له بالبركة فوضع الشيخ حماه الله رضي الله عنه يده على رأس الشيخ السيد محمد ودعا له بالبركة وقد بلغنا من طرق ثقات أن على رأس السيد محمد أثر من مسح الشيخ حماه الله رضي الله عنه
ثم رجع به أبوه إلى مدينة رحمة الله فلما توفي أبوه تولي هو الخلافة. وكان علم الشيخ السيد محمد علما وهبيا لا كَسْبيًا ببركة دعاء الشيخ حماه الله. فبدأ بتفسير القرآن في كل شهر رمضان على الدوام وكان له عجائب في تفسيره.
وكان نشاطا قويا في دينه وفي شأنه كله كان يزور كل زوايا في بوركينافاسو هكذا دأبه في خلافته. وتجدد بناء المسجد في سنة حوالي ١٩٦٠م_١٣٨٠ه.
أما كرامته سنذكر شيئا منها
أخبرني الشيخ سليمان صوري عن موسى وكان لا بأس به قال : أن الشيخ السيد محمد خرج في بعض زياراته في زاوية بوبو ديولاسو في زاوية عليّ موسى فقام للوعظ فقال واحد منهم أنه يترجمه بلغة جُولَا فما زال المترجم يترجمه حتى إلى أن وصل في اسم الفأس ولم يستطع المترجم أن يترجم بلغة جُولَا. فقال له الشيخ قل هكذا بلغة جُولَا فعجب الناس لأنه لم يجلس مع جُولَا قط.
وكان وفاة الشيخ السيد محمد في شهر رمضان يوم الجمعة بعد التفسير قام فغسل فلبس ثيابه وكفنه.ثم بات فقبض روحه إلى رفيق الأعلى: جعل لنا الله في زمرته يوم القيامة.
13- الحاج عيسى يٓاغني في وِيوغيَا أخبرني الشيخ سليمان صوري قال: أن الحاج عيسى ياغني كان على الطريقة التجانية هاجر إلى كولخ مع الشيخ الحاج يعقوب رضي الله عنه.
وكان له تلاميذ كثير عامتهم فقهاء وأغنياء. وكان عابدا تقيا ورعا قد نشر الإسلام كثيرا في ولاية وِجِيَا لاسيما طريقة التجانية.
وقد تخلفه ابنه الشيخ يوسف ابن الحاج عيسى ياغني صهر الشيخ حسن سيسي
أخبرني الشيخ سليمان صوري قال: أن الشيخ يوسف تولي خلافة أبيه بعد وفاته وكان مع الشيخ الحاج يعقوب كما كان أبوه يفعل وكان بينهما علاقة المحبة جدا ولما توفي الشيخ الحاج يعقوب مال أكثرهم إلى الشيخ يوسف وما زال أهل ياتِنغَ يفيدون إليه لاسيما نفس وِجِيَا، وكان مشهورا جدا في بوركينافاسو.
وكان له حفلة كبيراة لمولد الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه يفعله في كل سنة يجتمع خلق كثير في مسجده لمولود الشيخ أحمد التجاني والآن قد ضاق المسجد وانتقل المولود إلى الحريم، أي مضرب الكرة، في مدينة وِجِيَا، وسبب ذلك لأن الناس يأتون من بلدان شتي لاسيما المصر وكولخ من أصدقاءه وأصهاره.
14- الحاج سنوسا پُويتِنغا : سمعت الشيخ سليمان صوري يقول : أنه بلغه عن بعض تلاميذ صاحب الترجمة أن الحاج سنوسى كان على الطريقة القادرة هاجر إلى مملكة نيجيريا مدينة كانو وقرأ هناك ثم حج إلى بيت الله الحرام ثم رجع إلى بلده بويتنغا وبدأ التدريس ونشر العلم في جميع أرجاء بوركينافاسو وصار من المشهورين فيها بأنواع العلوم لاسيما علم التفسير كان من العلماء السابق في بويتنغا ونشر العلم كثيرا في ولاية بويتنغا. فلما توفى دفنوه جانب داره وبنوا بيتا في نفس اليوم. فلما انتصف الليل سمع إبنه الأكبر صوت من جهة القبر فخرج لينظر فرأى نورا يسطع في نوافذ البيت فذهب و استيقظ الناس فجاءوا فأحاطوا بالبيت التي فيها قبره.. فنظر الباب فوجدته لم يفتح ففتحواالباب فوجدوا القبر خاليا منبوشا لاميت فيه وجانب القبر مبلول الماء والصابون لأن الملائكة خرجوه من القبرفغسلوه فخرج به على السقف البيت وما زال تراب القبر تفوح رائحة أطيب من المسك فجعل الناس يختلفون ويتعجبون من ذالك وأماريح ريح الطيب فإنه دام أياما كثيرة رضي الله عنه.
15- الحاج علي صوري واغادوغو : أخبرني الشيخ سليمان صوري قال : أن الحاج علي صوري المدرس اللغوي الواعظ المجاهد في جامع واغادوغو من العلماء المتقدمين ولم يكن له تلاميذ خاصة بل كان واعظا هو والحاج أبو بكر الصديق في الجامع الكبير وكان قويا شديدا في دينه قد اتجهد في الدعوة جدا. وكان على الطريقة القادرية رضي الله عنه.
أما الآن قد توفي رحمه الله تعالى عليه.
16- الحاج صديق باموغو في بلد أنكونا في ولاية كَايا هو والشيخ عمر كانكنبوغو رفيقان أخبرني الشيخ سليمان صوري قال : كان الحاج صديق تائبا بعد كبره و قرأ القرآن الكريم وله تلاميذ كثيرة وقد اجتهد في نشر الدعوة في بلده كثيرا وكان عابدا ورعا نشاطا في الدين توفي رضي الله عنه
وقد بني إبنه سليمان باموغو مدارسا نظامية بعد رجوعه من سيريا لتدريس أطفال المسلمين
وقد توفى هو أيضا في العشر الأخير من شهر رمضان عام 2017 رحمه الله رحمة واسعة.
17- الحاج محمود لُوغُو مدرس لغوي وفقيه زاهد تقي أخبرني الشيخ سليمان صوري قال : قرأ الحاج محمود عند الفلانيين حتى بحر ومهر في علم القراءة والنحو واللغة والفقه ثم استأذن من أستاذه الرجوع إلى بلده فلما وصل استوطن في بلد مسمى كِلْبُو في ولاية جِيبو وبدأ التدريس لقد منّ الله عليه بتلاميذ كثيرة وبعد مدة طويلة إنتقل إلى بلد نَادُونِ واستوطن هناك أيضا فلما كثر الناس عنده انتقل أيضا إلى بلد لُوغُو ومكث هناك حتى إلى وفاته رحمه الله.
لقد نشر العلم في بوركينافاسو لاسيما علم اللغة والفقه والنحو، وقد رزقه الله أولادا نجباء وتلاميذا كبراء سافر إلى مكة المكرمة على قدميه لأداء فريضة الحج وبلغني عن الثقات أنه لما حج البيت وافق يوما فُتح البيت فدخل فيه وسأل الله حوائجه وكان الحاج محمود زاهدا قانعا بما أعطاه الله وكان على الطريقة التجانية
وكان يحب تربية المواشي من البقرات والأغنام
وكان وفاته في سنة حوالي 2003 ميلادية رضي الله تعالي عنه.
ومن علماء بوركينافاسو من سنذكر تراجمهم :
1- الحاج إسحاق يانغدي
2- الحاج عتيق تامبيزيسي
3- ساغبتنموري
4- الشيخ الفلاني في مارسيلا
5- الشيخ يوسف موغاندي
6- الشيخ سعيد بورغو باه
7 - الشيخ أبوبكر كوندا
8- الشيخ عيسى حمد الله
9- الشيخ عبد الله فلاني حمد الله
هم كثيرون، ومن المعاصرين من سنذكرهم :
1- الشيخ أبوبكر ميغا ثاني رحمة الله
2- الشيخ أبو بكر سانا الإمام الأكبر
3- الشيخ الحاج محمود باندي
4- الشيخ سعيد بانغري
5- الحاج عبد الرحمن لانكوي
6 - الحاج عبد الله ناديغو
7- الحاح عبد الله ميغا فادا
8- د/ أبو بكر دوكوري حمد الله
9- د/ خالد سانا ابن صالح.
10- د/ سعيد مايغا كوغورسيغي.
وغيرهم من الدكاتير والشيوخ المعاصرين سنذكرهم واحدا بعد واحد إن شاء الله، وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق