فرجعت وأخذت الطريق ،وعلقت محفظتي على كتفي فخرجت من كتونو ومشيت ذلك اليوم حتى إلى يومين مساء قرب صلاة العصر وعند ذلك ،ورم قدميي في الحذاء لا يمكن المشي بهما فقلت هذا أمر مشكل فطلبت المبيت فدخلت في مدينة ورأيت مسجدا من مساجدهم فذهبت إليه ولا أسمع لغتهم وفي داخل المسجد بعدصلاة المغرب قام واعظ يعظ الناس ولما فرغ من الوعظ وصلوا العشاء تقربت الإمام وتكلمت معه بالعربية وقلت ( أنا مسافر من بوركينا فاسو أريد....) والإمام لايفهم اللغة العربية فتكلمني الواعظي بلغتي أي (موري) لغة بوركينافاسو لما سمعني أقول للإمام :(أنا مسافر من بوركينافاسو) وهو غاناوي يفهم لغة بوركينا فتركت الإمام، وملت إليه فذكرت له حاجتي لأنه يسمع لغتي فقلت له : إن قدميي ورما أي ( انتفخا) وأريد مكانا آوى إليه لأداوي فقال الإمام للواعظي إسمه عبد الناصر : إذهب به إلى المبيت ولم أنس أن الواعظ هو الذي غلى لي الماء و بعد يومين ذهب الورم عني فاستأذنته للذهاب فمنعني وقال لا !!. وقال كما قال بائع الكتب في كوتونو : من هنا إلى لاغوس أناس يقتلونك فقلت له خرجت من بيتي لأمرين إما وجدت العلم وإما أموت، فلما علم الواعظي أني عزمت على الذهاب أخذ محفظتي، فتركته وذهبت أتجول في المدينة حتى دخلت محطة السيارات ووجدت فيها رجلا تحت سيارة يصلحها وينادي أخاه قائلا بلغة موري (ساعدني بالمفك) فعرفت أنه بوركينابي فذهبت إليه وسلمته وبينت له أمري فزاد الطين بلة وقال لي : هل انتهيت غاية علوم علماء بوركينا فاسو وتسافر إلى نيجيريا؟ وعطف إلى قائلا : أترى يدك من الأصابع إلى الكتف والله مال كثير بمعنى تذهب إلى موتك. فعلمت أن حاجتي لم تقض فرجعت إلى الواعظ الذي أخذ محفظتي فذهب بي إلى عالم المدينة وقاضيها و أنا لا أسمع لغة - هوشا- فتكلمني بالعربية فقال لي : هذا الواعظي يعرف الطريق من قبل وقال لك أن فيها أناس يقتلون الناس فأبيت إلا الذهاب وتقول إن قتلوك تدخل الجنة لكونك طالب العلم؟ فقلت نعم فقال لي القاضي : إعلم أنك إذا ذهت فقتلك الناس تدخل النار لأنك قتلت نفسك! فغشيني ما غشيني وتسلمت للواعظي حينئذ، ولو لا كلام القاضي لأتمنى أن أدخل في نيجيريا ماشيا فرجعت مع الواعظي إلى وطنه في غانا فعهد علي بالرجوع معا إلى نيجيريا إذا فرغ من بعض حاجاته، فطلبت منه الذهاب إلى واغادوغو لأخذ بقية مالي هناك فلما وصلت واغادوغو عاصمة بوركينافسو شجعني بعض الإخوة بأن أزور مجلس الشيخ الحاج يعقوب ويوغيا فذهت إليه ودرست هناك عدة أشهر ثم عزمت الذهاب إلى دولة مالي فتبعني بعض طلاب وهم ستة فمشينا على الأقدام من ويوغيا إلى مالي عند الأستاذ (زورمي) في مدينة بوكيار ووصلنا المدينة في إحدى وعشرين يوما بعد اللتايا والتي ولقينا أمورا عظاما يطول ذكرها. ومكثت عند الأستاذ زورمي عدة أشهر ثم رحلت إلى بعض المجالس في مالي يطول ذكره فسمع أبي بأني دخلت دولة مالي فأرسل إلي فرجعت إليه فلما رآني على أحسن حال أذن لي بالخروج أيضا لطلب العلم فذهب إلى كورودوغو عند الحاج عبد الرحمن لنكوي بعد سنة ذهبت إلى لوغو عند الشيخ الحاج محمود لوغو فكان الشيخ يخبرنا خبر نيجيريا ويقول أن دولة نيجيريا حافلة بالعلماء الأجلة فتشوقت الدخول دولة نيجيريا وتأهبت وركبت ظهر النعامة حتى وصلت كانو نيجيريا
هذا آخر ما سمعنا منه ولسيرته كتاب مستقل كتبه السيد أبي بكر عيسى ميغا سماء [ الشيخ سليمان صوري سيرته ونسبه] من أراد المزيد فليراجعه فهو متوفر في الإنترنت هذا ربطه👇
إستمع رحلة الشيخ بصوت الشيخ سليمان نفسه👇
تعليقات
إرسال تعليق