بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا كتيب يحُلّ لك المشاكل والألغاز والمسائل العويصة التي يُسمع أحيانا عن بعض الصوفيين وبالأخص مسائل المعرفة التي قد يقصر فهم الطالب عن إدراكها لغموضها، وكتبت الكتاب لنفسي ولأمثالي الطلبة الذين يبحثون عن حقائق التصوف، ولا بد أن نورد كلام ابن تيمية وابن القيم في كل باب إلزاما لأتباعهما لا احتجاجا بهما وسميته [ الأفراد والنوادر ] وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم
أكرم الناس عند الله
اعلم أن الكرم والفضل عند الله بالتقوى لا بالمال أو بالملك قال الله تبارك وتعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وقال تعالى { اتقوا الله حق تقاته} وحقيقة التقوى أن يكون الله في قلبك دائما فلا تنساه كما ثبت في تفسير الطبري رقم 7536 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺯﺑﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ :" اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻘﺎﺗﻪ"، ﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻼ ﻳﻨﺴﻰ.
وأخرجه ابن جرير من طرق عديدة صحيحة.
ومن الجدير بالذكر ما صح في شعب الإيمان رقم 7244 ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻗﺎﻻ: حدثنا ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، أخبرﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺩاﻭﺩ اﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ أخبرﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺆﺩﺏ أخبرﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺣﺎﺟﺐ ﻋﻦ ﺻﻔﻮاﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" ﻣﻦ أحب ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺰﻝ اﻟﻌﺒﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ"
إسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى في مسنده رقم 1865 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻮﻟﻰ ﻏﻔﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺻﻔﻮاﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺟﺎﺑﺮ: ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ:" ﻣﻦ أحب ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺰﻝ اﻟﻌﺒﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ"
تنبيه : ضعف الألباني رواية أبي يعلى في ضعيفه ج 13 ص 444 لأجل عمر بن عبد الله! وحكم الحديث بالضعف لأنه لم يطلع على رواية البيهقي التي أوردنا أولا، والحديث صححه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 671 وحسنه السخاوي في البلدانيات ج 1 ص 143 وحسنه المنذري أيضا في الترغيب ج 2 ص 261.
التفاضل عند الله يا أخي الكريم بالتقوى والإستغراق في حضرته سبحانه وتعالى لا بكثرة النوافل والأذكار والقلب ساه لاه
قال رئيس المتشددين ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 4 ص 378 : وربَّ تسبيحة من إنسان أفضل من ملء الأرض من عمل غيره.
وقال احد أتباع ابن تيمية يعني ابن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم ج 4 ص 311 : تفاضل أعمال القلوب بحر لا ساحل له، ربما يفعل رجلان عبادة واحدة في مكان واحد في زمن واحد في هيئة واحدة وبينهما كما بين السماء والأرض فأعمال القلوب في الحقيقة لا حصر لها، ولا يمكن الإحاطة بها، حتى العمل الواحد يعمله الإنسان يثاب عليه في وقت أكثر مما يثاب عليه في الوقت الآخر لحضور قلبه وخشوعه وغير ذلك.
جهاد النفس
ومن أهم ما يعتني به الأئمة الصوفية هو : إصلاح الباطن من الرزائل وتهذيب النفس من شهواتها المهلكة وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإصلاح الباطن يعني القلب فقال كما في صحيح البخاري رقم 52 عن اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ قال : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " إن ﻓﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﻣﻀﻐﺔ: ﺇﺫا ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ، ﻭﺇﺫا ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ اﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻪ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ اﻟﻘﻠﺐ"
وأمر بجهاد النفس الأمارة بالسوء وتصفيتها فقال كما ورد في موارد الظمآن ﺑﺎﺏ ﻓﻴﻤﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ رقم 2518- ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻮﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﻨﺎﺩ ﺑﻦ اﻟﺴﺮﻱ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻷﺣﻮﺹ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻟﻴﺲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻏﻠﺐ ﻧﻔﺴﻪ.
وفيه رقم 2519- ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺠﻨﻴﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺘﻜﻲ ﻋﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺣﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺢ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﻧﺊ اﻟﺨﻮﻻﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺠﻨﺒﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: "اﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ".
هذا هو الجهاد الذي عليه الصوفية في جميع أوقاتهم.
من هو الرباني وما معناه؟
قال الله تبارك وتعالى { كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
في غريب القرآن للسجستاني ج 1 ص 235 : ربانيون كاملوا العلم.
وفي تفسير عبد الرزاق رقم 699 ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ , ﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ , ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ {اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ} ﻗﺎﻝ: «ﻫﻢ ﻓﻮﻕ اﻷﺣﺒﺎﺭ ﻫﻢ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻌﻠﻤﺎء»
ومثله في تفسير ابن جرير الطبري رقم 7301 بأسانيد.
وقال في رقم 7318 - ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ اﻟﻴﺮﺑﻮﻋﻲ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ( ﻛﻮﻧﻮا ﺭﺑﺎﻧﻴﻴﻦ) ﻗﺎﻝ: ﺣﻜﻤﺎء ﺃﺗﻘﻴﺎء.
في تفسير مقاتل ج 1 ص 286 : ﻛﻮﻧﻮا ﺭﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻟﻠﻪ.
وفي تفسير ابن أبي حاتم ج 4 ص 1139
رقم 6407 ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺤﻨﻔﻲ ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺗﻘﻮﻯ اﻟﻠﻪ. وﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺛﻨﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺛﻨﺎ ﺧﻠﻴﺪ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﻗﺎﻝ: اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ اﻟﻌﺒﺎﺩ. ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ.
في تفسير الراغب ج 5 ص 391 : اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﺮﺏ ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.
وفي زاد المسير ج 1 ص 299 اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ: ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﺮﺏ ﻷﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﻄﺎﻉ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ.
وقال ابن حجر في عمدة القاري ج 2 ص 42 :
ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ اﻟْﻤﻌَﺎﻧِﻲ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺑﻪ (اﻟْﻤُﻨْﺘَﻬﻰ) : ﻓِﻲ اﻟﻠُّﻐَﺔ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ: اﻟﻤﺘﺄﻟﻪ اﻟْﻌَﺎﺭِﻑ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ...
وفي تفسير التستري ج 1 ص 49 : ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮاﺭ: اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺃﺣﺪا ﺳﻮاﻩ، ﻭﻫﻮ اﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﻫﻢ اﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻫﺬا اﻟﻴﻮﻡ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ.
وفي الرسالة القشيرية ج 2 ص 387 :{ﻛﻮﻧﻮا ﺭﺑﺎﻧﻴﻴﻦ} ﻳﻌﻨﻰ: ﻋﻠﻤﺎء ﺣﻜﻤﺎء ﻣﺘﺨﻠﻘﻴﻦ ﺑﺄﺧﻼﻕ اﻟﺤﻖ ﻧﻈﺮا ﻭﺧﻠﻘﺎ ﻭﻫﻢ ﻓﺎﺭﻏﻮﻥ ﻋﻦ اﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭاﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻬﻢ.
وفسره بعض العلماء بالأمراء الذين يربون الأمة بعلوم الدين.
وفي قوت القلوب ج 1 ص 247 : ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻮﻥ ﻓﻮﻕ اﻷﺣﺒﺎﺭ ﺩﺭﺟﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮه : اﻷﺣﺒﺎﺭ ﻓﻮﻕ اﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺪﺭﺟﺔ.
كيفية تزكية النفس وعلامة تذكيتها
النفس تحتاج إلى التطهير والتهذيب حتى تطمئن بين يدي خالقها سبحانه وتعالى كما ذكرنا أولا قال الله سبحانه وتعالى (قد أفلح من زكاها) ولا تزكي إلا بالذكر قال الله سبحانه وتعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل شيئ صقالة وصقالة القلب ذكرالله وما من شيئ أنجى من عذاب الله من ذكرالله، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع .
هذا الحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب رقم 1495. وفي تصحيحه عندي نظر.
وفي سنن أبي داود رقم 5110 بإسناد صحيح قال أبو زميل قال لي ابن عباس رضي الله عنه : ﺇﺫا ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻘﻞ {ﻫﻮ اﻷﻭﻝ ﻭاﻵﺧﺮ ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﻫﻮ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻢ}.
وبالذكر تصقل النفس وتزكي وعلامة تزكيتها أن تصير حاضرة مطمئنة بين يدي خالقها كما ورد في كتاب تخريج الأحاديث المرفوعة في تاريخ الكبير للإمام البخاري رقم 793 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﻌﻼء ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ اﻷﺷﻌﺮﻱ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ، ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﺮ، ﺣﺪﺛﻪ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻩ، ﺣﺪﺛﻪ: ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ اﻟﻐﺎﺿﺮﻱ ﺣﺪﺛﻬﻢ
- ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﺎ ﺗﺰﻛﻴﺔ اﻟﻤﺮء ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ "
وأخرجه الطبراني في الصغير 115 والبيهقي في السنن ج 4 ص 95 من طريقين وإسناده صحيح حتى عند الألباني كما قال في صحيحه آخر حديث 1045. صحيح.
وفي مسند الشاميين رقم 1218 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻗﺮﺓ اﻷﺫﻧﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ اﻟﻄﺒﺎﻉ، ﺛﻨﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻭاﻗﺪ، ﻋﻦ ﻣﻐﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻤﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺨﻤﻮﻡ اﻟﻘﻠﺐ ﺻﺪﻭﻕ اﻟﻠﺴﺎﻥ» ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ اﻟﻤﺨﻤﻮﻡ اﻟﻘﻠﺐ؟ ﻗﺎﻝ: " اﻟﺘﻘﻲ اﻟﻨﻘﻲ ﻻ ﺇﺛﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﻐﻲ ﻭﻻ ﻏﻞ ﻭﻻ ﺣﺴﺪ ﻗﺎﻟﻮا: ﻓﻤﻦ ﻳﻠﻴﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «اﻟﺬﻱ ﻧﺴﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺤﺐ اﻵﺧﺮﺓ» ﻗﺎﻟﻮا : ﻓﻤﻦ ﻳﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺣﺴﻦ»
وأخرجه الخرائطي في المنتقى رقم 23 بإسناده إلى زيد بن واقد.. الخ وأبو نعيم في الحلية ج 6 ص 69. وإسناده صحيح ورواه أبو داود رقم 4216 مختصرا.
إهتمام الصحابة بتطهير القلب
كان أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهتمون بإصلاح قلوبهم كما ثبت في كتاب الزهد للإمام أحمد رقم 816 قال :- حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب، عن نافع بن جبير، أن سلمان، رحمه الله أتى بيت علجة أو مشركة يلتمس مكانا يصلي فيه، فقالت: ابتغ قلبا طاهرا وصل حيث شئت: فقال سلمان رحمه الله: فقهت "
وفيه رقم 818 قال :- حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن أيوب، أنبأنا جعفر، عن ميمون قال: حذيفة وسلمان نزلا على نبطية وذكره. والأثر ثابت صحيح.
الكشف والفتح وطريقهما
كثرة الذكر مع حضور القلب مما يفتح الباب ويكشف الحجب بسرعة ويوصل المريد إلى حضرة ربه سبحانه وتعالى حتى يزاحم الملائكة كما ثبت في صحيح مسلم رقم 2750 عن حنظلة قال في حديث طويل : اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﻠﺖ: ﻧﺎﻓﻖ ﺣﻨﻈﻠﺔ، ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «ﻭﻣﺎ ﺫاﻙ؟» ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ، ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭاﻟﺠﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﺎ ﺭﺃﻱ ﻋﻴﻦ، ﻓﺈﺫا ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ، ﻋﺎﻓﺴﻨﺎ اﻷﺯﻭاﺝ ﻭاﻷﻭﻻﺩ ﻭاﻟﻀﻴﻌﺎﺕ، ﻧﺴﻴﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻥ ﻟﻮ ﺗﺪﻭﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ، ﻭﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮ، ﻟﺼﺎﻓﺤﺘﻜﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺷﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻗﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ» ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ.
وابن حبان 73887 وأبو يعلى ج 2 ص 786 وزاد : ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻠﻜﻢ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻋﻴﺎﻧﺎ وإسناده صحيح.
قال وزير هؤلاء القوم ابن القيم في مدارجه ج 1 ص 465 : ﻭﻣﻦ ﺃﺭاﺩ ﻓﻬﻢ ﻫﺬا ( أي قرب الله) ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﻔﻬﻢ اﺳﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﻓﻬﻢ اﺳﻤﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻊ اﻣﺘﻼء اﻟﻘﻠﺐ ﺑﺤﺒﻪ، ﻭﻟﻬﺞ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻩ، ﻭﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻳﺆﺧﺬ اﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﻨﺎء ﻭﻫﻮ اﻟﻔﻨﺎء ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺩ اﻟﺴﻮﻯ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺷﻬﻮﺩ ﻟﻐﻴﺮﻩ اﻟﺒﺘﺔ، ﺑﻞ ﺗﻀﻤﺤﻞ اﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺗﻔﻨﻰ اﻹﺷﺎﺭاﺕ، ﻭﻳﻔﻨﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ يزل.
وفيه ج 1 ص 446: ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺮﻳﺒﺎﺕ اﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺟﺮﺑﻮﻫﺎ ﻓﺄﻟﻔﻮﻫﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺩﻣﻦ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺃﻭﺭﺛﻪ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻌﻘﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪﺱ اﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻠﻬﺞ ﺑﻬﺎ ﺟﺪا، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻳﻮﻣﺎ: ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻻﺳﻤﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ اﻻﺳﻢ اﻷﻋﻈﻢ، ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻭاﻇﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﻔﺠﺮ ﻭﺻﻼﺓ اﻟﻔﺠﺮ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ، ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻗﻠﺒﻪ.
ابن تيمية يثبت علم الكشف قائلا في مجموع فتاويه ج 10 ص 477 : ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺸﻒ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﺮاﻡ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﻓﺎﺳﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻗﺪ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﺷﺨﺺ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻤﺎﻝ ﺣﻼﻝ.
وفيه ج 11 ص 321 : ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺑﺎ ﻭاﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﺩاﺩ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺧﻮاﺭﻕ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻭﺁﺛﺎﺭ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﻔﻨﻨﺎ ﻓﻴﻘﻮي ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﻭاﻋﻲ اﻟﻬﻮﻯ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻳﻜﺎﺷﻒ ﺑﺼﺪﻕ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﻛﻮﺷﻒ ﺑﺼﺪﻕ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻏﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺧﺮﻕ اﻟﻌﺎﺩاﺕ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺼﻮﻝ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻠﻮ ﻛﻮﺷﻒ ﻫﺬا اﻟﻤﺮﺯﻭﻕ ﺻﺪﻕ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻﺯﺩاﺩ ﻳﻘﻴﻨﺎ. ﻓﻼ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﺸﻒ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﺨﻮاﺭﻕ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ اﺳﺘﻐﻨﺎء ﺑﻪ ﻭﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﺸﻒ ﺫﻟﻚ اﻵﺧﺮ ﻟﻤﻮﺿﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺗﻢ اﺳﺘﻌﺪاﺩا ﻭﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻭﻝ.
طلب الشيخ والأخذ عنه
قال العارفون : لا تصاحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله بل أبحث عن الشيخ الذي يوصلك إلى الله تأخذ منه شِفاها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ﺟﺎﻟﺴﻮا اﻟﻜﺒﺮاء ﻭﺳﺎﺋﻠﻮا اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺧﺎﻟﻄﻮا اﻟﺤﻜﻤﺎء" .
أخرجه الخرائطي في المنتقى من مكارم الأخلاق رقم 355 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺩاﻭﺩ حدثنا ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻌﻄﺎﺭ حدثنا ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻛﻬﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﺤﻴﻔﺔ وذكره.
وقال البيهقي في المدخل 442 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺑﺸﺮاﻥ، ﺃﺑﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﺴﻤﺎﻙ، ﺛﻨﺎ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﻲ، ﺛﻨﺎ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺅاﺳﻲ، ﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯاﺋﺪﺓ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻷﻗﻤﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﺤﻴﻔﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﻟﺴﻮا اﻟﻜﺒﺮاء ﻭﺳﺎﺋﻠﻮا اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺧﺎﻟﻄﻮا اﻟﺤﻜﻤﺎء
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 25589
والطبراني في الكبير 323. وفي رقم 324.
وفي ترتيب الأمالي 279 بإسناده. واتفقوا على صحته موقوفا.
والجلوس والسؤال والخلطة لا يكون إلا لحي لذلك قال الشيخ التجاني رضي الله عنه كما في جواهر المعاني ص 163 : من فزع إلى أهل عصره الأحياء من ذوي الخاصة العليا فاز بنيل المدد الفائض من الله ومن أعرض عن أهل عصره مستغنيا بكلام من تقدمه من الأولياء طبع عليه بطابع الحرمان.
تنبيه : اتفق العارفون على أن الإكثار بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم مقام الشيخ المربي
قال الشيخ التجاني كما في جواهر المعاني ص 67 : من رام الوصول إلى شيخ في هذا الوقت ولم يجد حيلة في معرفته وخاف من الوقوع في حبائل الكاذبين فعليه بالتوجه إلى الله بصدق لازم.... حتى قال : وأولى وأنفع في الوصول إلى المراد وأرفع لمن لم يجد حيلة في العثور على الشيخ الكامل استغراق ما يطيق عليه من الأوقات في كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالتأدب والحضور، من داوم على ذلك أخذ الله بيده وجذبه إليه إما أن يقيض له شيخا كاملا يأخذ بيده وإما أن يقيض له نبيه صلى الله عليه وسلم يربيه وإما أن يفتح له باب الوصول ورفع الحجب بسبب ملازمته للصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم.
اسمع شرح علماء السلف الصالح عن الحديث المذكور آنفا : قال الكلابازي المتوفى 380 في كتابه بحر الفوائد ج 1 ص 99 : ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: «ﺟﺎﻟﺲ اﻟﻜﺒﺮاء» ، ﺃﻱ: اﻟﻜﺒﺮاء ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﻟﻪ ﺭﺗﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺴﻦ، (حتى قال) : ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻴﺮ، ﻭاﻹﺟﻼﻝ، ﻭاﻟﺘﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺫﻡ اﻟﺠﻮاﺭﺡ، ﻭﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺨﻮاﻃﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺼﺪﻕ ﻟﻬﻢ ﻧﻮﺭ، ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻨﺎﺱ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻧﻄﺎﻛﻲ: ﺇﺫا ﺟﺎﻟﺴﺘﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺼﺪﻕ، ﻓﺠﺎﻟﺴﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺟﻮاﺳﻴﺲ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﺳﺮاﺭﻛﻢ، ﻭﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﻤﻤﻜﻢ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: «ﻭﺧﺎﻟﻂ اﻟﺤﻜﻤﺎء» ﺃﻱ: ﺩاﺧﻠﻬﻢ، ﻭاﺧﺘﻠﻂ ﺑﻬﻢ، ﻭﻛﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ؛ ﻓﺈﻥ اﻟﺤﻜﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﻤﺼﻴﺐ ﻓﻲ ﺃﻗﻮاﻟﻪ، ﻭاﻟﻤﺘﻘﻦ ﻷﻓﻌﺎﻟﻪ، ﻭاﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻓﻲ ﺃﺣﻮاﻟﻪ، ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻄﻬﻢ ﻭﺩاﺧﻠﻬﻢ ﺃﺧﺬ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ، ﻭاﻧﺘﻔﻊ ﺑﺈﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻗﻮاﻟﻬﻢ، ﻭﺗﻬﺬﺏ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: «ﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء» ، ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻭﻗﺘﺎ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﺖ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻦ ﺃﺑﺪا ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺳﺎﺋﻼ ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﺎ، ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎء ﺇﺫا ﺃﻃﻠﻘﻮا ﻓﻬﻢ اﻟﻔﻘﻬﺎء، ﻷﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫا ﺃﻃﻠﻖ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻼﻝ ﻭاﻟﺤﺮاﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻘﻴﺪ؛ ﻳﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻋﻠﻢ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻋﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻋﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ.
وفي فيض القدير للمناوي رقم 3577 ﺟﺎﻟﺴﻮا اﻟﻜﺒﺮاء - أي- ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻫﻲ اﻹﻛﺴﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ﺑﻴﻘﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻇﻬﻮﺭ اﻷﺛﺮ ﺣﺎﻻ ﻭﺳﻴﻈﻬﺮ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﻢ ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻭاﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻗﺎﻝ اﻟﻌﺎﺭﻑ اﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ: ﻭاﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮﺥ ﻫﻢ اﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻮاﻫﺮﻫﻢ اﻟﻤﺘﺤﻘﻘﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻮاﻃﻨﻬﻢ ﻳﺮاﻋﻮﻥ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻮﻓﻮﻥ ﺑﻌﻬﺪﻩ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻤﺮاﺳﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫا ﺭﺅﻭا ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻞ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻟﺲ ﻏﻴﺮ ﺷﻴﺨﻪ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ : ﻧﻌﻢ ﺇﺫا ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ اﻟﺸﻴﺦ اﻵﺧﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﻓﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻻ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻟﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻲ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻭﻫﺬا ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻳﺪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺻﺤﺒﺔ اﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﻲء ﻣﻨﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ.
قال الزرقاني في شرح المؤطأ ج 4 ص 684 قال لقمان ﻻﺑﻨﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻤﺠﺎﻟﺴﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﺳﻤﻊ ﻛﻼﻡ اﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﺤﻴﻲ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻤﻴﺖ ﺑﻨﻮﺭ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻴﻲ اﻷﺭﺽ اﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﻮاﺑﻞ اﻟﻤﻄﺮ» ﻗﺎﻝ اﻟﻤﻨﺬﺭﻱ: ﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ. ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ «ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﻟﺲ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺟﻠﺴﺎﺋﻨﺎ ﺧﻴﺮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻛﻢ اﻟﻠﻪ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﺯاﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﻭﺫﻛﺮﻛﻢ اﻵﺧﺮﺓ ﻋﻤﻠﻪ».
وقد ثبت في مسند الحارث رقم 1071 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺧﻴﺜﻤﺔ حدﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪ اﻟﻄﺎﺋﻲ حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻤﺪﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻛﻨﺎ ﺇﺫا ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺭﻗﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻛﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺑﺮاﺭ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﺫا ﻓﺎﺭﻗﻨﺎﻙ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺷﻤﻤﻨﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻷﻭﻻﺩ ﻓﻘﺎﻝ: « ﻟﻮ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻱ ﻟﺼﺎﻓﺤﺘﻜﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺄﻛﻔﻜﻢ ﻭﻟﺰاﺭﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ.
إسناده حسن. وأخرجه ابن عساكر في معجمه رقم 1537 بإسناد آخر.
كلام ابن تيمية في سند التصوف
قال رئيس المتشددين ابن تيمية في منهاجه ج 8 ص 44: اﻟﺨﺮﻕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﺧﺮﻗﺘﺎﻥ: ﺧﺮﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ، ﻭﺧﺮﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻲ، ﻓﺨﺮﻗﺔ ﻋﻤﺮ ﻟﻬﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩاﻥ: ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻳﺲ اﻟﻘﺮﻧﻲ، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺨﻮﻻﻧﻲ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺨﺮﻗﺔ اﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﻓﺈﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻭاﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻳﺼﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﻤﻌﺮﻭﻑ اﻟﻜﺮﺧﻲ. ﻭﺃﻣﺎ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺻﺤﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ ﻗﻄﻌﺎ. ويقولون أن معروفا ﺻﺤﺐ ﺩاﻭﺩ اﻟﻄﺎﺋﻲ، ﻭﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ. وﺃﻥ ﺩاﻭﺩ اﻟﻄﺎﺋﻲ ﺻﺤﺐ ﺣﺒﻴﺒﺎ اﻟﻌﺠﻤﻲ، ﻭﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ.
قلت : لما ذا أفند ابن تيمية الإسناد المنسوب إلى علي كرم الله وجهه وسكت عن الإسناد المنسوب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يتكلم عليه؟!. ثم لم يمض إلا أسطرا صرح بنفسه أن له أسانيد في الطريقة وقال ج 8 ص 47 : ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ اﻟﺨﺮﻗﺔ : ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ ﻓﺒﻴﻨﺘﻬﺎ ﻟﻴﻌﺮﻑ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ.
قلت : سماع معروف عن داود الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن عن علي رضي الله عنه أثبته الجهابذة الذين هم سلف لابن تيمية والذين اتبعوا ابن تيمية في هذا ليس لديهم أي دليل على إنكارهم بل معروف الكرخي ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻲ اﻟﺮﺿﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ وأسلم على يديه كما ثبت في الرسالة القشيرية ج 1 ص 42. وفي الطبقات الصوفية ج 1 ص 81 أن معروف الكرخي صحب داود الطائي أيضا. وفي طبقات الحنابلة ج 1 ص 382 : معروف الكرخي صحب داود الطائي.
أما الذهبي فقد تناقض في هذا الباب قال في سير أعلام النبلاء ج 7 ص 425 تبعا لابن تيمية وقال : قيل : ﺇﻥ ﺩاﻭﺩ ﺻﺤﺐ ﺣﺒﻴﺒﺎ اﻟﻌﺠﻤﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺼﺢ، ﻭﻻ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺩاﻭﺩ ﺳﺎﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻭﻻ ﻗﺪﻡ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻜﻮﻓﺔ! ثم رد نفسه
وقال في ج 9 ص 288 : ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻌﺠﻤﻲ ﺯاﻫﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﻋﺎﺑﺪﻫﻢ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ وروى عنه داود الطائي.
ﺑﻞ الذهبي نفسه لبس ﺧﺮﻗﺔ اﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ اﻟﺴﺒﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ كما ثبت في مقدمة سير أعلام النبلاء ص 123 باب التعصب والإنصاف تحقيق شعيب الأرنؤوط.
أما ابن القيم فقد أقر في مدارجه ج 2 ص 52 أنه أخذ الطريقة وقال في حق شيخه : ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ فتحي ﻳﻘﻈﺔ ﻭﻣﻨﺎﻣﺎ.
أما السيوطي فقد كتب رسالة وسماها إتحاف الفرقة في لباس الخرقة وفيه أثبت سند الخرقة وصحح سماع الحسن البصري عن الإمام علي كرم الله وجهه.
وقال صلاح الدين تلميذ ابن تيمية في كتابه الوافي بالوفيات ج 3 ص 23 : ﺃﺧﺬ اﻟﺘﺼﻮﻑ ( أي محمد حمويه) ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺭﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻄﻮﺳﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮﻭ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﻴﺪ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﻪ ﺳﺮﻱ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ اﻟﻜﺮﺧﻲ ﻋﻦ ﺩاﻭﺩ اﻟﻄﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﻌﺠﻤﻲ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
وفي طبقات الشافعية ج 5 ص 157 : ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﺎﻓﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻗﺎﻕ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﻨﺼﺮاﺑﺎﺫﻱ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺴﺮﻱ اﻟﺴﻘﻄﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ اﻟﻜﺮﺧﻲ ﻋﻦ ﺩاﻭﺩ اﻟﻄﺎﺋﻲ ﻭﺩاﻭﺩ ﻟﻘﻲ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ.
الصوفيون هم الأئمة في كل الفنون
كثير من المحدثين اعتنوا بالتصوف وصاحبوا أئمة الصوفية وأخذوا عنهم وقد ظهر التصوف منذ زمن كبار التابعين كما أثبتنا لك ذلك في قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية وسنذكر قليلا منهم على الإختصار :
منهم : سَلْمُ بن ميمون الزاهد الرازي (ت 220هـ الذي "روى عن مالك وسفيان بن عيينة، وهو من كبار الصوفية"؛ وفقا للذهبي في ميزان الاعتدال رقم 3381.
ومنهم : أبو جعفر ابن الفرجي(ت 270هـ) يترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد رقم 1815 فيقول : إنه ورث مالا كثيرا فأخرجه جميعه وأنفقه في طلب العلم، وعلى الفقراء والنساك والصوفية. وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزم عليّ بن المَدِيني إمام المحدِّثين فأكثر عنه، وكان يحفظ الحديث ويفتي وصحب مشايخ الصوفية.
منهم : أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني المولود 336 هـ ألف - الأربعون عل مذهب المحققين من الصوفية- ثم - حلية الأولياء - ملئهما بتراجم المتصوفين وأحوالهم له 28 كتب في المكتبة الشاملة حالا.
منهم عبد الرحمن السُلمي النيسابوري المولود 325 هـ ألف (طبقات الصوفية) ثم - آداب الصحبة - و - أربعون في التصوف - وله 9 كتب في المكتبة الشاملة حالا.
منهم : الإمام المحدث الكبير أبو عبدالله الحاكم النيسابوري المولود 321 هو صوفي قال الذهبي في سير أعلام ج 12 ص 572 : صحب الحاكم من المشائخ الطريق إسماعيل بن نجيد وجعفر الخلدي وأيا عثمان المغربي. وأثنى الصوفية بنفسه في المستدرك ج 3 ص 18 قائلا الصوفية طائفة من المسلمين فمنهم أخيار ومن دون ذلك. وللحاكم 7 كتب في المكتبة الشاملة حالا منها - المستدرك على الصحيحين - تاريخ نيسابور - معرفة علوم الحديث - الخ
منهم : ابن الأعرابي البصري الصوفي شيخ الحرم المولود حوالي 240 قال الذهبي في سيره ج 12 ص 27 صحب المشائخ وتعبد وتأله... قد صحب الجنيد وأبا أحمد القلانسي... وكان من علماء الصوفية.
قلت:له في المكتبة الشاملة 3 كتب (المعجم) وكتاب (القبل والمعانقة) وكتاب (الزهد وصفة الزاهدين).
منهم : البيهقي تلميذ أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي يروي عنه كثيرا ومدح الصوفية في كتابه شعب الإيمان في الإيثار رقم 3211 وما بعده.
منهم : الخطيب البغدادي المؤرخ الكبير المولود 392 له إعتقاد في الصوفية وسأل الله أن يجاوره بـبشر الحافي فأعطاه الله ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام ج 13 ص 423. وقد ألف الخطيب كتابا على حقائق الصوفية وسماه ( الزهد والرقائق) وله 31 كتب في المكتبة الشاملة منها - تاريخ بغداد - إقتضاء العلمٓ العملُ - الجامع للأخلاق الراوي - تلخيص المتشابه. الخ
منهم : أبو سعيد الهروي الماليني المولود حوالي 360 هـ له كتاب (الأربعون في شيوخ الصوفية)
ومنهم : الحسن بن محمد البَلْخي الدَّرْبَنْدي (ت 456هـ) الذي نعته الذهبي -في السِّيَر - ترجمة 1815 وقال : "الشيخ الإمام الحافظ.. الصوفي المحدِّث، من المشايخ الجوّالين في الحديث".
ومنهم : أبو صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك النيسابوري (ت 470هـ)، ترجمه الذهبي في السير ترجمة 4304 فقال إنه "الإمام الحافظ الزاهد المُسنِد، محدِّث خراسان الصوفي كان نسيجَ وَحْدِهِ في حفظ القرآن وجمع الأحاديث".
ومنهم : محمد بن طاهر الإمام المقدسي ابن القيسراني الصوفي المولود 478 له كتاب (صفوة التصوف) له كتب 11 في المكتبة الشاملة منها : تذكرة الحفاظ - ذخيرة الحفاظ - المؤتلف والمختلف - أطراف الغرائب
ومنهم : الحكيم الترمذي الصوفي المحدث له 7 كتب في المكتبة الشاملة منها ( المنهيات) و(نوادر الأصول)
ومنهم : عبد الكريم القشيري المولود 376 هـ وهو صاحب (الرسالة) وله أيضا (لطائف الإشارات) و (نحو القلوب) كلها موجودة في المكتبة الشاملة.
منهم : الكلاباذي المتوفى 380 له كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) وله كتابان أيضا في المكتبة الشاملة هما (معاني الأخبار) و (الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد) وقال في تعرفه ج 1 ص 27: الذين نطق بعلوم الصوفية وعبر عن مواجيدهم بعد الصحابة هم : علي زين العابدين وابنه محمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق وأويس القرني وحسن البصري ومالك بن دينار وعبد الواحد بن زيد وفضيل بن عياض وابنه وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن المبارك.....
ومنهم : الإمام الفَراويّ (ت 587هـ) أحد رواة ‘صحيح مسلم‘، وقال عنه النووي -في ‘شرح مسلم‘- إنه كان "إماما بارعا في الفقه والأصول وغيرهما، كثير الروايات بالأسانيد الصحيحة العاليات، رحلتْ إليه الطلبة من الأقطار..، وكان يقال له فقيه الحرم لإشاعته ونشره العلم بمكة..، نشأ بين الصوفية". ويقول الذهبي -في ‘السِّيَر’- إن الفَراوي "اجتمع فيه.. علوّ الإسناد ووفور العلم، وصحة الاعتقاد وحسن الخلق".
منهم : الإمام النووي أخذ الطريقة عن الشيخ ياسين الزركشي كما قال السبكي في طبقات الشافعية ج 8 ص 396. وتكلم النووي أصول طريقة التصوف في كتابه المقاصد ص 56. وألف لهم كتابا سماه (بستان العارفين)
منهم : ابن العربي أبو بكر المالكي الصوفي ألف للتصوفية كتابا سماه (سراج المريدين)
منهم : ابن الملٓقِن الصوفي له (طبقات الأولياء) ترجم الصوفيين فيه وله في المكتبة الشاملة 10 كتب
منهم : الإمام العسقلاني كان يعتقد في الصوفية كما قال السخاوي في الجواهر والدرر ص 1045 محبته للصالحين... يعتقد فيهم..
منهم : الذهبي أخذ الطريقة عن اﻟﺸﻴﺦ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ اﻟﺴﺒﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ كما ثبت في مقدمة سير أعلام النبلاء ص 123 باب التعصب والإنصاف تحقيق شعيب الأرنؤوط.
منهم : السيوطي هو صوفي يكفيك كتابه الحاوي فيه باب (فتاوى الصوفية)
ومما أعجبني قول أبي نعيم في الحلية ج 2 ص 93 أن عامر بن عبد قيس أخذ الطريقة عن أبي موسى الأشعري.
منهم : الشوكاني قال في البدر الطالع ج 1 ص 408 : وقد تلقيتُ منه - أي عبد الوهاب - الذكر على الطريقة النقشبدية. وقال في فتح الرباني ج 2 ص 1045 :اﻋﻠﻢ- ﻭﻓﻘﻨﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ- ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﺼﻮﻑ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻫﻮ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﻫﺒﻬﺎ ﻭﺗﺮاﺑﻬﺎ، ﺛﻢ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺡ ﻭاﻟﺬﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﺫﻣﻬﻢ، ﺛﻢ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ فمن كان ﻫﻜﺬا ﻓﻬﻮ اﻟﺼﻮﻓﻲ ﺣﻘﺎ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎء اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻴﺪاﻭﻳﻬﺎ. ﻣﻤﺎ ﻳﻤﺤﻮ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﺑﻮاﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﺠﻮﺑﺎ ﻓﻴﺒﺼﺮ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺑﺤﻮاﺱ ﻻ ﻳﺤﺠﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺤﻖ ﺣﺎﺟﺐ.
وقد أثبتنا في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية أن أئمة المتشددين مدحوا الطريقة الصوفية وأقروا بأنها حق وقلت فيه : إذا حكمنا أن التصوف ضلال بلا استشناء فلا بد أن نطرح من صحيح البخاري 690 حديثا ومن صحيح مسلم 30 حديثا لأجل سفيان الثوري لأنه كان صوفيا كما ثبت في صفة الصفوة لابن الجوزي ج1، ص12 أنه كان يأخذ عن الصوفيين وثبت في طبقات الصوفية ج1، ص387 أن سفيان كان يصاحب الصوفية .
ولو قلنا أن الصوفية ضلالة لا بد أن نسقط من سنن الكبرى للنسائي 7حديثا ومن معجم الكبير للطبراني 22 حديثا والكبرى للبيهقي 69 حديثا وشعب الإيمان 114 حديثا لأجل أحمد بن يحيى الصوفي وأحمد بن محمد الصوفي وغيرهما. ونطرح من موارد الظمعان 38 حديثا، ومن المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم 179حديثا وصحيح ابن حبان 69 حديثا ومن الشريعة للآجوري 35 حديثا لأجل أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. بل إذا قلنا أن الصوفيين مشركون لتوسلهم عند قبور الصالحين فلا بد أن نحرق جميع كتب ابن حبان صحيحه وثقاته وغيرهما لكونه يتوسل عند قبور الصالحين ونحرق المعاجم الثلاثة للطبراني وكتب ابن أبي عاصم كلهم كانوا يصاحبون الصوفيين ويأخذون عنهم ويتوسلون راجع في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية.
وقلنا في المحاضرة التي عقدها شباب المسلمين في بوبو ديولاسو : الصوفية - هم الذين جاهدوا وفتحوا الأمصار بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودوخوا المشرق كعبد الله العارف وأتباعه الصوفيين المجاهدين وكذلك الجنوب كـ أحمد الصياد وأحمد بن علوان وأتباعهما الصوفيين. أما الشمال فـ محمد الفاتح وصلاح الدين الأيوبي. أما المغرب فـ عبد القادر الجزائري وعثمان ابن فودي وعمر الفوتي. وثبت أن ابن المبارك الصوفي هو أول من ألف كتاب الجهاد؟ فهاكم المراجع :
راجع تاريخ بغداد ج 11 ص 388 وسير أعلام النبلاء ج 8 ص 71. وعيون الروضتين في أخبار الدولتين لشهاب الدين المقدسي ج 1 ص 47 ثم ج 2 ص 53. وراجع "الصوفية والفقهاء في اليمن" . وكذلك "الإستقصاء لخبر دول المغرب الأقصى" . و "الثمار الزكية" .
أما عن علم الحديث فهم - أي الصوفية - أول من بنوا دارا للحديث [ دار الحديث] راجع البداية والنهاية لابن كثير ج 12 ص 347 عند ترجمة محمود زنكي. والصوفيون هم أيضا أول من بنوا المدارس النظامية راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج 33 ص 146 عند ترجمة قوام الدين الطوسي.
تلقي العلم عن أهله
اعلموا أيها الأحبة أن العلم الشرعي يؤخذ من أفواه المشائخ الآخذين عن مشائخهم وهكذا إلى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
أما من يدرس الناس العلوم الشرعية مع أنه لم يتلقى العلم عن المشائخ وليس له إسناد في العلم لا يؤخذ عنه ولا يجوز أن يكون مفتيا للحديث المتقدم "ﺟﺎﻟﺴﻮا اﻟﻜﺒﺮاء ﻭﺳﺎﺋﻠﻮا اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭﺧﺎﻟﻄﻮا اﻟﺤﻜﻤﺎء"
وفي فتح المغيث ج 3 ص 165 (ﻭاﻷﺧﺬ) ﻟﻷﺳﻤﺎء ﻭاﻷﻟﻔﺎﻅ (ﻣﻦ ﺃﻓﻮاﻫﻬﻢ) ; ﺃﻱ: اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻀﺎﺑﻄﻴﻦ ﻟﻪ ﻣﻤﻦ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻤﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺧﻪ، ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮا، (ﻻ) ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ (اﻟﻜﺘﺐ) ﺃﻭ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺪﺭﻳﺐ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ. (ﺃﺩﻓﻊ ﻟﻠﺘﺼﺤﻴﻒ) ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻭاﻟﺘﺤﺮﻳﻒ، (ﻓﺎﺳﻤﻊ) ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻟﻚ، (ﻭاﺩﺃﺏ) ﺃﻱ: ﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﻘﻨﻴﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻭا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﺤﻔﻲ، ﻭﻻ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﺤﻔﻲ. ﻭﻗﺎﻝ ﺛﻮﺭ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ: ﻻ ﻳﻔﺘﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﺻﺤﻔﻲ، ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺋﻬﻢ ﻣﺼﺤﻔﻲ. ﻭﻟﻠﻪ ﺩﺭ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻭﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﻛﺮاﺭﻳﺲ ﺭﻭاﻳﺘﻬﻢ ... ﻟﻮ ﻧﺎﻇﺮﻭا ﺑﺎﻗﻼ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﻏﻠﺒﻮا ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻓﺎﺗﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻣﺴﻨﺪﻩ ... ﻛﺎﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻘﻒ ﻭﻻ ﻃﻨﺐ ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ (ﻣﺴﻨﺪ اﻟﺪاﺭﻣﻲ) ﻋﻦ اﻷﻭﺯاﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﻝ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻋﺰﻳﺰا ﻳﺘﻠﻘﺎﻩ اﻟﺮﺟﺎﻝ.
مراتب الشيوخ في العلم بالله
ثبت في حلية الأولياء ج 7 ص 279 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﺸﺮﻡ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬﺎء ( يعني السلف الصالح) : اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺛﻼﺛﺔ: ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ : ﺃﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻑ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﺨﺎﻑ اﻟﻠﻪ ﻓﺬاﻙ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ "
وأخرجه الدارمي في سننه رقم 375 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ: وذكره.
وأخرجه البيهقي في المدخل رقم 529 ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻫﻮ اﻷﺻﻢ، ﺛﻨﺎ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﺛﻨﺎ اﻷﺑﺎﺭ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻴﺎﻥ اﻟﺘﻴﻤﻲ. وذكره
وصحة أسانيد الأثر لا يخفى.
قلت : على ضوء هذا الأثر الصحيح نوصي كل مريد الطريقة أن يختار شيخا عارفا بالله وبأمر الله المتمسك بالكتاب والسنة ويجتنب عن المتمشخين الذين لا يخافون الله الذين يدعون المعرفة وهم في الحقيقة لا يعرفون شيئا نسأل الله السلامة.
قال المتشددون أن شيخهم ابن تيمية له مراتب ظاهر وباطن ثبت في كتابهم العقود الدرية ج 1 ص 326: ﺇِﺫا ﻋﺮﻓﺘﻤﻮﻩ (أي ابن تيمية) ﺃَﻧْﺘُﻢ ﻣﻦ حيثية اﻷَْﻣﺮ اﻟﺸَّﺮْﻋِﻲّ اﻟﻈَّﺎﻫِﺮ ﻓَﻬُﻨَﺎ ﻗﻮﻡ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺜﻴﺔ ﺃُﺧْﺮَﻯ ﻣﻦ اﻷَْﻣﺮ اﻟْﺒَﺎﻃِﻦ ﻭﻣﻦ ﻳَﻘُﻮﺩﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ ﺃَﺳﻤَﺎء اﻟﻠﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻭَﺻِﻔَﺎﺗﻪ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺫَاﺗﻪ ﻭاﺗﺼﺎﻝ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺃﻧﻮاﺭﻫﺎ ﻭاﻻﺣﺘﻈﺎء ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻭَﺃَﻋْﻠَﻰ ﺃﺫﻭاﻗﻬﺎ ﻭﻧﻔﻮﺫﻩ ﻣﻦ اﻟﻈَّﺎﻫِﺮ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﺒَﺎﻃِﻦ ﻭَﻣﻦ اﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﻐَﻴْﺐ ﻭَﻣﻦ اﻟْﻐَﻴْﺐ ﺇِﻟَﻰ اﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓ ﻭَﻣﻦ ﻋَﺎﻟﻢ اﻟْﺨﻠﻖ ﺇِﻟَﻰ ﻋَﺎﻟﻢ اﻷَْﻣﺮ ﻭَﻏﻴﺮ ﺫَﻟِﻚ ﻣِﻤَّﺎ ﻻَ ﻳُﻤﻜﻦ ﺷَﺮﺣﻪ ﻓِﻲ ﻛﺘﺎﺏ.
السلف وذكر الصالحين وإلهاماتهم
كان السلف الصالح يصدقون ما يخبره الأولياء من إلهاماتهم ما لم يخالف الكتاب والسنة وقال السلف أن الرحمة تنزل بذكر الأولياء، قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ج 1 ص 382 : ﻗﺎﻝ ﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻟﻠﻤﺮﻭﺫﻱ ﺇﺫا ﺃﺧﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺎﻗﺒﻠﻪ.
وفي الورع لأحمد ج 1 ص 7 : قال أبو الفتح أقول لأحمد : ﻣﻦ ﻧﺴﺄﻝ ﺑﻌﺪﻙ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎﺏ. فقيل : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ اﺗﺴﺎﻉ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺃحمد : ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻮﻓﻖ ﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﺤﻖ.
وفيه رقم 267 - ﺫﻛﺮﺕ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻔﻀﻞ ﻭﻋﺮﻳﻪ ﻭﻓﺘﺢ اﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻭﻋﺮﻳﻪ ﻭﺻﺒﺮﻩ ﻓﺘﻐﺮﻏﺮﺕ ﻋﻴﻨﻪ (ﻭﻗﺎﻝ) ﺭﺣﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ.
وقال أحمد في الزهد بعد رقم 1903 : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: «ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ» ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء.
وقال ابن المقرئ في معجمه رقم 142 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ: «ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ»
وذكره أبو نعيم في الحلية ج 7 ص 285 :ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ اﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ , ﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻌﻴﻨﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ. وذكره.
وقال الخطيب في جامع بيان العلم رقم 2195 - ﻗﺎﻝ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ: «ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ.
قال اللالكائي في كرامة الأولياء رقم 45 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺒﺮﺟﻼﻧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺼﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻴﻞ , ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ , ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ , ﻓﻘﺎﻝ: ﺩﻋﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻨﻀﺮ اﻟﺤﺎﺭﺛﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺮﺣﻤﺔ.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد ج 3 ص 84 جواز الإئتمام خارج المسجد... نشر الأصابع عند التكبير... غلام ورجل بيمين الإمام....
الفناء في المحبوب
الفاني الحقيقي لا يميز ولا يشعر إلا مشهده كما ثبت في تفسير ابن جرير الطبري رقم 19217 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: جعلن يحززن أيديهن بالسكين، ولا يحسبن إلا أنهن يحززن الترنج، قد ذهبت عقولهن مما رأين!
وفي رقم 19219 - حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدينة، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: جعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترج! .
وفي رقم 19220 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وقطعن أيديهن) ، قال: جعلن يحززن أيديهن، ولا يشعرن بذلك.
وفيه ج16 ص66 رقم 19161 عند قوله تعالى {قد شغفها حبا} قال أن الحب قد عمها!.
قال ابن القيم في مدارجه ج 3 ص 347 حينما يتكلم عن الفناء قال : ﻳﻐﻴﺐ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺫاﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ؟ ﻭاﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺴﻮﺓ ﻛﻴﻒ ﻗﻄﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ ﻟﻤﺎ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺷﺎﻫﺪﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻋﺸﻘﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻻﻣﺮﺃﺓ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻓﺄﻓﻨﺎﻫﻦ ﺷﻬﻮﺩ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻬﻦ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ.
وقال في شفاء العليل ج 1 ص 16 : اﻟﻔﻨﺎء ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ اﺻﻄﻼﻡ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﺤﻖ ﻭﻗﻮﺓ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﻴﻨﻪ ﺑﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻪ ﻭﺑﺼﻔﺎﺗﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻴﺬﻫﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻫﻞ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺩﻫﻤﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﻤﺎ ﺩﻫﻤﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ اﻷﺭﺽ ﻓﺄﺫﻫﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻈﻪ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻭﻫﺬا ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻭاﻷﻣﺮ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺃﺷﻬﺪﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﺮﺩاﻧﻴﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﺷﻲء ﻣﻌﻪ ﻓﺮﺃﻯ اﻷﺷﻴﺎء ﻣﻮاﺗﺎ ﻻ ﻗﻮاﻡ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻓﺸﻬﺪﻫﺎ ﺧﻴﺎﻻ ﻛﺎﻟﻬﺒﺎء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺼﺎﺋﺮ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭاﻟﺘﺪﺭﺏ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻋﺒﺎء اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺣﻤﻞ ﺃﺛﻘﺎﻟﻬﺎ ﻭاﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﺎ ﻭﺻﻔﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺩﺭﻧﻪ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﻓﻴﺮﻯ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻤﺘﻰ ﺗﺠﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻧﻮاﺭ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﺮﻭﺣﻴﺔ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻔﺮﺩاﻧﻴﺔ ﺗﻼﺷﻰ اﻟﻮﺟﻮﺩ اﻟﺬﻱ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻭاﺿﻤﺤﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻼﺷﻰ اﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫا ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺁﻛﻼ ﺷﺎﺭﺑﺎ ﻓﻼ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻤﺎ اﻋﺘﺎﺩﻩ ﻟﻜﻦ ﻳﺰﺩاﺩ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﻳﻘﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﺑﻤﺎ ﻏﻄﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺳﻜﺮﻩ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﺎﻟﺨﻴﺎﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺫﻱ اﻟﺠﻼﻝ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺼﺎﺋﺮ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺷﻴﺎء ﻋﻨﺪ ﺻﺤﻮﻩ ﺛﻢ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻋﺪﻡ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻴﺘﺼﺮﻑ ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺒﻘﺎء ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ اﻷﺷﻴﺎء ﻭﻻ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭاﻹﻳﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻟﺒﻘﺎء ﺑﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻌﻮﺭﻩ اﻷﻭﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻮﻻﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺸﻬﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﻮﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﻤﺮﻳﺪ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﺑﻪ ﻳﻨﻄﻖ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻓﻨﺎﺋﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ اﻟﺒﻘﺎء ﻭاﻟﺼﺤﻮﺓ ﻭاﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻴﺴﺘﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﻞ اﻟﺰﻫﺪ ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﻭاﻟﻮﺭﻉ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺫﻫﺒﺖ ﻭاﺭﺗﻔﻊ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ اﻟﺸﻬﻮﺩ ﺳﺘﺮ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻧﻄﻮﺕ ﻭاﻧﺪﺭﺟﺖ ﻓﻲ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻩ اﻧﺪﺭاﺝ اﻟﺤﺎﻝ اﻟﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻝ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ اﻟﻮاﺟﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﺤﻖ ﺿﻤﻨﺎ ﻭﺗﺒﻌﺎ ﻭﺻﺎﺭ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺸﺘﻐﻼ ﺑﺎﻟﺤﺎﻝ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﻝ اﻷﺩﻧﻰ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ ﻓﺘﺶ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻫﺪ ﻭاﻟﻮﺭﻉ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺨﻮﻑ ﻭاﻟﺮﺟﺎء ﻣﺴﺘﻮﺭا ﺑﺄﻣﺜﺎﻝ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻣﻦ اﻷﺣﻮاﻝ اﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻴﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ اﻻﺗﺴﺎﻉ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﻟﺒﻘﺎء ﻭاﻟﺼﺤﻮ ﻭاﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫا ﻋﻠﻤﺖ ﺫﻟﻚ اﻧﺤﻞ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻢ ﺗﺪﻉ ﻟﻪ اﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻻ اﺳﺘﻘﺒﺎﺡ ﺳﻴﺌﺔ.
لا يعتد بكلام المجذوب الفاني في محبوبه
اتفق العلماء بأنه لا يلتفت إلى كلام المجذوب ولا يحتج بكلامه لكونه ذاهب العقل لا ينضبط كلامه كما في صحيح مسلم رقم 2747 أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح "
قلت : هذا الرجل معذور لأنه فنى في فرحه فغاب تمييزه حينئذ فرُفِع القلم عنه أليس كذلك؟ .
يقول شيخ هؤلاء المتشددين - أعني- ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص219 : وأما النوع الثاني: فهو " الفناء عن شهود السوى ". وهذا يحصل لكثير من السالكين؛ فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد؛ لا يخطر بقلوبهم غير الله؛ بل ولا يشعرون؛ كما قيل في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} قالوا: فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى. وهذا كثير يعرض لمن فقمه أمر من الأمور إما حب وإما خوف. وإما رجاء يبقي قلبه منصرفا عن كل شيء إلا عما قد أحبه أو خافه أو طلبه؛ بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره. فإذا قوي على صاحب الفناء هذا فإنه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى. والمراد فناؤها في شهود العبد وذكره وفناؤه عن أن يدركها أو يشهدها. وإذا قوي هذا ضعف المحب حتى اضطرب في تمييزه فقد يظن أنه هو محبوبه كما يذكر: أن رجلا ألقى نفسه في اليم فألقى محبه نفسه خلفه فقال: أنا وقعت فما أوقعك خلفي قال: غبت بك عني فظننت أنك أني ! .
وفسر حال الأبدال في مجموع فتاويه ج10 ص523 وقال : الفناء حالة الأبدال المنكسري القلوب لأجل الحق خلفاء الرحمان! وأجلائه وأعيانه وأحبابه عليهم السلام !! .
وقال في ج4 ص97 : هم الأبدال لأنهم أبدال الأنبياء وقائمون مقامهم.....
وفيه ج 10 ص 526 قال : ولهذا كانوا منكسرة قلوبهم لشهودهم وجوده الكامل وعدمهم المحض ولا أعظم إنكسار ممن لم ير لنفسه إلا العدم لا يرى له شيئا ولا يرى به شيئا
وقال في جامع المسائل ج 4 ص 119 : ﻭاﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻟﻪ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ اﻟﻜﺸﻒ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﺆﻻء ﻋﻘﻼء اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻮﻥ اﻟﻤﻮﻟﻬﻴﻦ، ﻓﻬﺆﻻء ﺇﺫا ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺠﺎﻧﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ: ﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻘﻮﻻ ﻭﺃﺣﻮاﻻ، ﺳﻠﺐ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ، ﻓﺄﺳﻘﻂ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺑﻤﺎ ﺳﻠﺐ.
وقال في مجموع فتاويه ج 10 ص 60 : ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا - أي الفناء - لقوة اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﺯاﻝ ﺑﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺬﻭﺭا ﻓﻲ ﺯﻭاﻝ ﻋﻘﻠﻪ؛ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆاﺧﺬا ﺑﻤﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﺯاﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﻣﺤﻈﻮﺭ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻼء اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ: ﺇﻧﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﺁﺗﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻘﻮﻻ ﻭﺃﺣﻮاﻻ ﻓﺴﻠﺐ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺑﻤﺎ ﺳﻠﺐ.
وقال ج 10 ص 349 : " اﻷﻭﻝ " ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻬﺎﺝ ﻟﻪ ﻭﺟﺪ ﻳﺤﺒﻪ ﺃﻭ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺭﺟﺎء ﻓﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺻﻌﻖ ﺃﻭ ﺻﺎﺡ ﺻﻴﺎﺣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺃﻭ اﺿﻄﺮﺏ اﺿﻄﺮاﺑﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﺘﻮﻟﺪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﻭاﺟﺒﺔ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻣﻌﺬﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻋﻘﻼء اﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ اﻟﻤﻮﻟﻬﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺠﻨﻮﻥ؛ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺇﻣﺎ ﻟﻘﻮﺓ اﻟﻮاﺭﺩ اﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﺇﻣﺎ ﻟﻀﻌﻒ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺣﻤﻠﻪ.
وفيه ج 2 ص 396 وج 6 ص 26 وج 10 ص 339 قال : ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﻖ، ﺃﻭ ﺳﺒﺤﺎﻧﻲ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫﺍ ﻓﻨﻲ ﺑﻤﺸﻬﻮﺩﻩ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺩﻩ ﻭﺑﻤﻮﺟﻮﺩﻩ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻭﺑﻤﺬﻛﻮﺭ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﺑﻤﻌﺮﻭﻓﻪ ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺎﻧﻪ....ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ.
قال فيه ج 2 ص 385 : ما في قلبي إلا الله ما عندي إلا الله....
قال ابن القيم في مدارجه ج1 ص281 وساقهم إلى وادي الفناء في الشهود، فلا يشهد مع الحق سببا، ولا وسيلة ولا رسما البتة. ونحن لا ننكر ذوق هذا المقام
وفي ج 3 ص 291 في باب السكر قال : المحب الفاني لا يكاد يسمع الخبر أي من قلب غافل فارغ ! .
وفيه ج 1 ص 168 : اﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ :ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺛﻢ ﺗﻐﻴﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫِﺪ ﻭﺭﺳﻤﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻻ ﺭﺳﻢ ﺛﻢ ﻳﻐﻴﺐ ﺷﻬﻮﺩﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻼ ﻻﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺷﻬﻮﺩ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ : ﺃﻥ ﻳﻔﻨﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ : ... ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﻓﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﻞ ﻓﻨﺎﺅﻩ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺩﻫﻢ ﻭﺣﺴﻬﻢ.
تنبيه : إعلم أن الفناء شيء يعترض المحب في لحظة أو دقيقة أو ساعة أو شهور أو عدة سنوات ثم يزول وليس هو النهاية! بل الفناء بداية لا بُدَّ من البقاء بعد الفناء ثم السير إلى أبد الأبد. وقد يموت المحب في فنائه.
قال الشيخ التجاني في جواهر المعاني ص 152 : وهذا الذي ذكرناه من فناء العارفين في ذات الله وفي ذات النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو لكل العارفين ولا في كل وقت بل هو خاص ببعض الأوقات.... الخ.
وعلى أي حال نعلمكم أن الفاني لا يقتدى بمقاله ولا يؤتسى به وهو معذور في أحواله لزوال عقله اتفق المسلمون على ذلك وخاصة الصوفية. وبرأنا من كل زائغ قائل بوحدة الوجود وهو صاح متمكن في صحوه ويعتقد أن كل شيء هو الله! معاذ الله؛ ليس للصوفية علاقة بأولائك ألبتة اتفق الصوفيون على هذا القول في كتبهم حتى زعيم الوهابية ابن تيمية قال في مجموع فتاويه ج11 ص74 : الصوفيون برآء من الإتحاد!.....
التجليات الإلهية للأشياء
مما يسبب الفناء فرط تجليته سبحانه وتعالى وفرط انجذاب قلب الذاكر إليه كما ورد في المستدرك الحاكم رقم 1235 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار حدثنا زكريا بن داود أبو يحيى الخفاف حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، قال النبي صلى الله عليه :«إن الله تبارك وتعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له»
وأخرجه أيضا النسائي في السنن الكبرى رقم 1883 - أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا خالد: عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه قال : إن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له.
قلت جميع رجاله ثقات إلا ما قال يحيى بن سعيد أن أبا قلابة لم يسمع من النعمان بن بشير! ولكن قال أبو حاتم في مراسله ص 110 أن أبا قلابة أدرك النعمان! ورتبه المزي في تهذيبه ج14 ص 543 مع من أخذ عن النعمان بن بشير. وكذلك الذهبي في تاريخه ج2 ص727 وفي سيره ج 4 ص 426. وقد رواه أبو قلابة عن قبيصة البجلي كما في السنن الكبرى للنسائي رقم 1885 - أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة البجلي.
جميع رجاله ثقات ومعاذ بن هشام صدوق وعنده كتاب لأبيه كما في تهذيب الكمال ج28 ص142 فهو ثقة لكتابه وكان يري الناس كتاب أبيه. ويحدث فيه. وقبيصة الذي روى عنه أبو قلابة صحابي! كما في تاريخ الكبير للإمام البخاري رقم 782.
وتبين بعد هذا البحث أن الحديث صحيح بلا شك ؛ وقوله ( إذا تجلى لشيء من خلقه) ما استثنى منه الإنسان
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 6 ص 28 : ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ {ﻋﺒﺪﻱ ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪﻧﻲ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻱ ﺭﺏ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﻮﺩﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻋﺒﺪﻱ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﺮﺽ ﻓﻠﻮ ﻋﺪﺗﻪ ﻟﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻋﻨﺪﻩ} . ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪﻩ؛ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﺮﺿﻪ ﻣﺮﺿﻪ ﻭاﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﻷﻣﻴﺮ ﺃﻭ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ: ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﻮاﻟﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻭﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺟﻮﻩ: ﻇﻬﻮﺭ اﻷﺟﺴﺎﻡ اﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺟﺴﺎﻡ اﻟﺸﻔﺎﻓﺔ ﻛﺎﻟﻤﺮﺁﺓ اﻟﻤﺼﻘﻮﻟﺔ ﻭاﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻭاﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻛﺬاﻙ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺭﺑﺎﺏ اﻟﺘﺠﻠﻲ ... ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻫﺎ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺁﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻭاﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ... حتى قال : ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺃﺭﻭاﺣﻬﻢ: ﻓﻴﻈﻬﺮ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ اﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺅﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ. ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻮﻉ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺃﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ. ﻭﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ}.
قال فيه ج 2 ص 386 : مثالك في عيني وذكرك في فمي * ومثواك في قلبي فأين تغيب. وهذا القدر يقوي قوة عظيمة حتى يعبر عنه بالتجلي والكشف ونحو ذلك باتفاق العقلاء ويحصل معه القرب منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد...... حتى قال : وأما حركة روحه إلى مثل السموات وغيرها من الأمكنة فأقر به جمهور أهل الإسلام.
الفاني في الحب يعمي
من فنى في حب الله أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في شيخه يعمي ويصم لا يلتفت إلى غير محبوبه كما ثبت في مسند أحمد رقم 27548 - حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا أبو بكر، عن خالد بن محمد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حبك الشيء يعمي ويصم»
وأخرجه أبو داود رقم 5130 - حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن خالد بن محمد الثقفي،.....
قلت : في الإسناد أبو بكر بن أبي مريم الغساني ضعيف قال أبو داود : سُرِق له حليّ فأنكر عقله! . وقال أبو حاتم : طرقه لصوص فأخذوا متاعه فاختلط!. رجع تهذيب الكمال ج33 ص109 .
ولكن للحديث شاهد أخرجه الخرائطي في الإعتلال رقم 369 - حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري قال: حدثنا يحيى بن حماد الأعرج قال: حدثنا جعفر بن حيان، عن أبي الحكم، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«حبك الشيء يعمي ويصم»
رجاله ثقات إلا يحيى لم أعرفه.
وللحديث شاهد أيضا موقوف قال البيهقي في الشعب رقم 408 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حريز بن عثمان، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه قال: وذكره.
قال البيهقي رحمه الله: وكذلك رواه سعيد بن أبي أيوب، عن حميد بن مسلم الدمشقي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه موقوفا، .
قلت: هذا الإسناد نظيف جيد لا غبار عليه . والموقوف يحتج به.
فناء الصحابة والتابعين في ذكر الله
ثبت في مسند أحمد 8290 وغيره بأسانبد صحيح عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ قال : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺳﺒﻖ اﻟﻤﻔﺮﺩﻭﻥ "، ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮﺩﻭﻥ؟ ﻗﺎﻝ: " اﻟﺬﻳﻦ يهترون في ذكر الله.
معنى [المفردون] الإفراد بشيئ والتخلي به ومعنى [الهتر] أي الإستغراق والولوع في شيئ كما فسره ابن قتيبة وابن رجب في جامع الحكم وابن القيم في الوابل الصيب وغيرهم.
ثبت أن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح صدر أبي بن كعب رضي الله عنه فارفض عرقا وقال كعب : كأني أنظر إلى الله فرقا!
أخرجه مسلم رقم 820 والبيهقي في الدلائل ج 6 ص 188 .
وفي طبقات ابن سعد ج 4 ص 167 وفي أخبار مكة للفاكهي رقم 339 ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺴﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺧﻨﻴﺲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﻭاﺩ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻗﺎﻝ: ﺧﻄﺐ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﻑ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ، ﻓﻘﻀﻲ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻋﺮﻭﺓ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: " ﻳﺎ اﺑﻦ ﺃﺧﻲ، ﺇﻧﻚ ﺧﻄﺒﺖ ﺇﻟﻲ اﺑﻨﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﻑ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺨﺎﻳﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ،
قال الحاكم في حلية الأولياء ج 1 ص 309 ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻤﻘﺮﺉ، ﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ اﻷﺳﻮﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻳﻘﻮﻝ: وذكره.
قلت : هذا هو الفرق بيننا وبين السلف لأننا أو غالبنا نخايل الدنيا بين أعيننا! لا نرى شيئا إلا المادة
وفي زهد أحمد بن حنبل رقم 1401 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو عامر العدوي حوثرة بن أشرس بن عون بن مجشر بن حجير بن الربيع قال: أنبأنا حماد بن مسلم، عن حبيب بن الشهيد، أن مسلم بن يسار، كان قائما يصلي فوقع حريق إلى جنبه، فما شعر به حتى أطفئت النار "
وفيه رقم 1409 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله، أنبأنا المبارك بن فضالة، أخبرني ميمون بن حيان قال: وذكر مثله.
وفيه رقم: 1411 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله قال: أنبأنا جعفر بن حيان قال: ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في صلاته قال: «ما يدريكم أين قلبي»
وفيه رقم : 1417 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا زيد، وذكره.
وفي زهد ابن مبارك رقم 1082 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا المبارك بن فضالة، حدثني ميمون بن جابان قال: وذكره.
وفيه رقم : 1083 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جعفر بن حيان قال: وذكره.
وفي زهد أحمد بن حنبل رقم 1240 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي، حدثنا عبد الأعلى عن هشام، عن الحسن قال: سمعهم عامر بن عبد قيس، وما يذكرون من ذكر الضيعة في الصلاة قال: تجدونه قال؟ قالوا: نعم قال: والله لئن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي أن يكون هذا في صلاتي "
ومثله في زهد ابن مبارك بإسناد آخر رقم 859 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن طريف بن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر بن عبد قيس: «لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد ما تذكرون أي في الصلاة» ، فقال الحسن: «ما اصطنع الله ذلك عندنا»
قلت : هذه هي الصلاة الحقيقية أما صلاتنا نحن كما تعرف يا أخي هي صورة الصلاة فقط لأن غالبنا لا يهمهم إلا ضبط عدد الركعات فقط.
عن بريدة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له إذ أتى على رجل يتقلب في الرمضاء ظهرا لبطن يقول : يانفس نوم بالليل وباطل بالنهار وترجين الجنة؟ فلما قضى دأب نفسه أقبل إلينا فقال النبي ص دونكم أخوكم قلنا : أدع الله لنا قال: اللهم أجمع على الهدى أمرهم قلنا زدنا قال : اللهم أجعل التقوى زادهم .......
رواه الطبرني في الكبير ١١٥٩ وقال الهيثمي في المجمع ١٨٥/١٠ رجاله ثقات إلاعلقمة بن مرثد لم أعرفه.
قلت: في تهذيب التهذيب ٢٧٩/٧ قال أحمد علقمة بن مرثد ثبت في الحديث وقال النسائي ثقة وقال أبوحاتم صالح الحديث وذكره إبن حبان في الثقات ووثقه يعقوب الفسوي .
وفي الجرح والتعديل رقم٢٢٦٩ علقمة ثقة.
قلت : أخرجه ابن مبارك في زهده ج1 ص301 رقم 871 بإسناد آخر صحيح عن عمرو بن مرة مرسلا .
في معجم الأوسط رقم 4679 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻗﺎﻝ: أخبرﻧﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: أخبرﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎء، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﺮﺭﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﻺ اﻷﻋﻠﻰ، ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﻛﺎﻟﺤﻠﺲ اﻟﺒﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ»
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم 621 - حدﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ اﻟﻮﺯاﻥ حدﺛﻨﺎ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻣﺮﻭاﻥ حدﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺃﻋﻴﻦ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎء، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ .
قلت : هذا الحديث صحيح لشاهده فلله الحمد
وقال الأصبحي خلوت بأبي هريرة وقلت له لماحدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبوهريرة أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله ثم نشغ أبوهريرة(أي غشي عليه) ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله ثم نشغ نشغة أخرى ثم أفاق ومسح عن وجهه..........
قال المنذري في الترغيب رقم 29 رواه ابن خزيمة في صحيحه . قلت : صححه المتشدد الألباني في صحيح الترغيب رقم 22.
و في زهد أحمد بن حنبل رقم 629 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا هشام، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا.
قلت : رجاله ثقات إلا سيار ولكن تابعه عفان كما يأتي أما جعفر فلا بأس به إلا تشيعه.
في حلية الأولياء ج1 ص51 قال :حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا هشام عن الحسن، قال: «كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضا»
في معجم ابن المقرئ رقم 352 - ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺑﺤﺮ ﻋﻦ ﺣﺴﻴﻦ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﻬﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺟﻤﻴﻞ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺃﺧﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﺰﻫﺪ ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ، ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ ﺑﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ، ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺎﻷﻛﻴﺮاﺥ ﻧﺼﺮاﻧﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ ﺑﻤﺮﻳﺾ، ﻭﻣﺎ ﺑﻪ ﺇﻻ اﻟﺨﻮﻑ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺑﻮﻝ ﺭاﻫﺐ.
وأيقنت أن أمثال هؤلاء الرجال فينا أعز من الكبريت الأحمر
وقد ثبت في صحيح البخاري رقم 1934 - أن عثمان توضأ ثم قال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء، إلا غفر له ما تقدم من ذنبه»
قلت :الحديث صحيح ولكن أين من يلتفت إليه في هذا العصر؟! .
قال بهز بن حكيم : أمنا زرارة بن أوفى في مسجد بني قشير فقرأ : فإذا نقر في الناقور ؛ خر ميتا .
إسناده صحيح حتى المتشدد صححه في صحيح الترمذي رقم 445 وقال : إسناده حسن . وقال في صحيح الترغيب رقم 3378 : حديث صحيح.
فناء الصحابة في حب النبي
في صحيح البخاري رقم 2731 - قال عروة : والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له،
وقريبا من هذا في طبقات ابن سعد ج2 ص43 قال أبو سفيان : والله ما رأيت من قوم قط أشد حبا لصاحبهم من أصحاب محمد له.
وفي معجم الكبير للطبراني رقم 12559 عن ابن عباس وفي الصغير رقم 52 وفي الأوسط رقم 477 عن عائشة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله , إني لأحبك حتى إني لأذكرك، فلولا أني أجيء فأنظر إليك ظننت أن نفسي تخرج...
إسناده صحيح وصححه المتشدد في صحيحه رقم 2933 .
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه :أخذتني العرواء حينما سمعت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على شجر حتى ظننت أني سأسقط على سيدي.....
أخرجه الترمذي رقم 3136 و ابن حبان رقم 7349 وصححه المنذري في الترغيب ج 4 ص 353 .
وفي مسند أحمد ج7 ص343 رقم 4321 بإسناد صحيح وفي معجم الكبير للطبراني رقم 8617 - بإسناد آخر عن عمرو بن ميمون أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان إذا أراد أن يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انتفخت أوداجه، واغرورقت عيناه، فقال: «أو فوق ذلك، أو دون ذلك، أو قريب من ذلك، أو شبه ذلك» .
وقريبا من هذا أخرج ابن سعد في الطبقات ج4 ص127 عن محمد بن زيد قال ما سمعت ابن عمر ذاكرا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابتدرت عيناه تبكيان .
قلت : رجاله ثقات إلا ابن أبي أويس وأبيه فمختلف فيهما.
قال الحاكم في المستدرك رقم 6376 - ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﻤﺸﺎﺫ اﻟﻌﺪﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﺭﺟﺔ، ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻗﺎﻝ: " ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﺘﺒﻊ ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻘﻠﺖ: ﻫﺬا ﻣﺠﻨﻮﻥ.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية ج 1 ص 310 وقال : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻛﻮﺛﺮ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ... وذكره
وفي ص 311 : حدﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺒﻞ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ، ﻋﻦ، ﻋﺎﺻﻢ اﻷﺣﻮﻝ، ﻋﻤﻦ ﺣﺪﺛﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺇﺫا ﺭﺁﻩ ﺃﺣﺪ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺁﺛﺎﺭ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
وقال ابن شيبة في مصنفه رقم 32257 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻗﻮﻡ ﻫﻢ ﺃﺭﻕ ﺃﻓﺌﺪﺓ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺪﻡ اﻷﺷﻌﺮﻳﻮﻥ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﺮﺗﺠﺰﻭﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻏﺪا ﻧﻠﻘﻰ اﻷﺣﺒﻪ ... ﻣﺤﻤﺪا ﻭﺣﺰﺑﻪ.
وأخرجه ابن وهب في جامعه رقم 224 ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ... وذكره. وأخرجه أحمد وغيره وصحته لا يخفى.
في تاريخ الإسلام للذهبي ج 5 ص 458 : ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻤﻦ ﺣﺪﺛﻪ: ﺃﻥ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺃﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭﺣﺎﻟﻪ ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺬﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺑﻦ ﻣﺼﻌﺐ، ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺇﺫا اﺗﺒﻊ ﺃﺛﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻘﻠﺖ ﻫﺬا ﻣﺠﻨﻮﻥ.
الفناء في الشيخ عند المتشددين
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 2 ص 396. وفي ج 6 ص 26 وج 10 ص 339 قال : ﻳﺤﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺁﺧﺮ، ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢ ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻠﻔﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻚ ﺧﻠﻔﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﺒﺖ ﺑﻚ ﻋﻨﻲ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﻲ.
قال ابن القيم في روضة المحبين ج 1 ص 285 : ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻤﺮﺽ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻤﺮﺽ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺤﺮﻛﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺑﻜﻼﻡ ﻓﻴﺘﻜﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﻨﻪ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻱ ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﺼﻴﻪ" ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: "ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ" ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: " ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻄﻮﻑ ﺑﻪ" ﺛﻢ ﺟﺎء ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻭﻋﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻌﻼﻡ ﻧﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩيننا ﻭﻧﺮﺟﻊ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺻﺮﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻨﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﻌﺎﻡ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻧﻚ ﺁﺗﻴﻪ ﻭﻣﻌﻄﻮﻑ ﺑﻪ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺮﻓﺎ ﺑﺤﺮﻑ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮاﻃﺆ ﻭﻻ ﺗﺸﺎﻋﺮ ﺑﻞ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﺤﺐ ﻟﻤﺤﺒﻮﺏ... ﻭﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﺮﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ اﻟﻮﺣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺗﻘﻮي ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﺐ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻮاﻝ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﺬا ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﻬﻤﺔ ﺑﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ اﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭاﺗﺤﺎﺩ ﻣﺮاﺩﻩ ﺑﻤﺮاﺩﻩ ﻭﺭﺑﻤﺎ اﻗﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ اﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺽ ﻭاﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﻭاﻟﺤﺰﻥ ﻭاﻟﺨﻠﻖ.
وقال ابن تيمية في مجموع فتاويه أيضا ج 11 ص 394 سئل: عن رجل يحب رجلا عالما. فإذا التقيا ثم افترقا حصل لذلك الرجل شبه الغشي من أجل الافتراق فهل هذا من الرجل المحب أم هو تأثير الرجل؟ فأجاب: الحمد لله، سببه من هذا مثل الماء إذا شربه العطشان حصل له لذة وطيب وسببها عطشه وبرد الماء وكذلك النار إذا وقعت في القطن سببه منها ومن القطن. والعالم المقبل على الطالب يحصل له لذة وطيب وسرور بسبب إقبال هذا وتوجهه وهذا حال المحب مع المحبوب والله أعلم.
علاقة الروح بالله وبالرسول
الشأن كل الشأن هو أن يكون بينك وبين خالقك سبحانه وتعالى علاقة روحية والسعادة كل السعادة أن تصير رابط القلب بمولاك جل جلاله حاضرا فيه وفي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم دائما وهذا هو حقيقة التقوى كما تقدم
يقول المتشددون في كتابهم العقود الدرية من مناقب الشيخ ابن تيمية تأليف ابن عبد الهادي ج 1 ص 314 : يتعيّن ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﻨّﻔُﻮﺫ ﺇِﻟَﻰ ﺣَﻀْﺮَﺓ ﻗﺮﺏ اﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻭﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺬﻭﻕ اﻹﻳﻘﺎﻥ ﻟﻨﻌﺒﺪﻩ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺮَاﻩُ ﻛَﻤَﺎ ﺟَﺎءَ ﻓِﻲ اﻟﺤَﺪِﻳﺚ
ﻭَﺑﻌﺪ ﺫَﻟِﻚ اﻟﺤﻈﻮﺓ ﻓِﻲ ﻫَﺬِﻩ اﻟﺪَّاﺭ ﺑﻠﻘﺎء ﺭَﺳُﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳﻠﻢ ﻏﻴﺒﺎ ﻓِﻲ ﻏﻴﺐ ﻭﺳﺮا ﻓِﻲ ﺳﺮ ﺑﺎﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ ﺃَﻳَّﺎﻣﻪ ﻭﺳﻨﻨﻪ ﻭاﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓَﺘﺒﻘﻰ اﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺗﺮَاﻩُ ﻋﻴَﺎﻧًﺎ ﻓِﻲ اﻟْﻐَﻴْﺐ ﻛَﺄَﻧَّﻬَﺎ ﻣَﻌَﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳﻠﻢ ﻭَﻓِﻲ ﺃَﻳَّﺎﻣﻪ ﻓﻴﺠﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺒﺬﻝ ﻣَﺎ اﺳْﺘَﻄَﺎﻉَ ﻣﻦ ﻧَﻔﺴﻪ ﻓِﻲ ﻧﺼﺮﺗﻪ ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﻓِﻲ ﻃَﺮِﻳﻖ اﻝﻧﻔﻮﺫ ﻳُﺮْﺟَﻰ ﻟَﻪُ ﺃَﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺭﺑﻪ ﺑِﻘَﻠْﺒِﻪ ﻏﻴﺒﺎ ﻓِﻲ ﻏﻴﺐ ﻭﺳﺮا ﻓِﻲ ﺳﺮ ﻓﻴﺮﺯﻕ اﻟْﻘﻠﺐ ﻗﺴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟْﻤﺤﺒَّﺔ ﻭاﻟﺨﺸﻴﺔ ﻭاﻟﺘﻌﻈﻴﻢ اﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﻓَﻴﺮﻯ اﻟْﺤَﻘَﺎﺋِﻖ ﺑِﻘَﻠْﺒِﻪ ﻣﻦ ﻭَﺭَاء ﺳﺘﺮ ﺭَﻗِﻴﻖ.
يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد ج 2 ص 191 : ﻓﺼﻞ: ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺴﺆاﻝ اﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻭﻥ: ﻭﻫﻮ ﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ اﻟﺴﻼﻡ على النبي في الصلاة ﻭﻗﻊ ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻟﺨﻄﺎﺏ؟ ﻓﺠﻮاﺑﻪ : ﺃﻣﺎ اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺨﺎﻃﺐ ﺗﻨﺰﻳﻼ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻪ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﺟﺪا ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻗﺮﺏ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩا ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺷﺨﺼﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ:
ﻣﺜﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺫﻛﺮﻙ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ... ﻭﻣﺜﻮاﻙ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺄﻳﻦ ﺗﻐﻴﺐ
ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻬﻮ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺣﻘﺎ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮا ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺧﻄﺎﺏ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻭاﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻼﻡ اﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﻨﺰﻳﻼ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﻮاﺟﻪ اﻟﻤﻌﺎﻳﻦ ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﻠﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺟﺰاﺋﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﺟﺰء ﺇﻻ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻓﻴﻪ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ اﺳﺘﻴﻼء اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﺤﺐ ﻭﻏﻠﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮاﻩ ﻭﻟﻬﺬا ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻬﻢ ﻟﻤﺤﺒﻮﺑﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﺧﻄﺎﺏ اﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭاﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻌﻴﺎﻧﻲ ﻟﻜﻤﺎﻝ اﻟﻘﺮﺏ اﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻷﺷﺒﺎﺡ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﺩﺛﺔ اﻷﺭﻭاﺡ ﻭﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﺜﻔﺖ ﻃﺒﺎﻋﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺒﻠﻎ اﻟﺤﺐ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺭﻭﺣﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻲء ﺃﺩﻧﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ.
ومما يجذب السالك إلى الحضرة ويعين المريد في سيره : تصوير الشيخ في القلب والتفكر فيه يقول رئيس المتشددين ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص 608 : ﺇﺫا ﺫﻛﺮﺕ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﻷﻧﺒﻴﺎء ﻗﺒﻠﻪ ﻭاﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻬﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺗﺼﻮﺭﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺬﺏ ﻗﻠﺒﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﻬﻢ ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﺗﺤﺒﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻟﻠﻪ ﻳﺠﺬﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻤﺤﺐ ﻟﻠﻪ ﺇﺫا ﺃﺣﺐ ﺷﺨﺼﺎ ﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺠﺬﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺐ ﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻟﻠﻪ ﻳﺠﺬﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ.
حقيقة الكون عند العارفين
اﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ عند العارفين ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺷﻲء ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﺪﻡ ﻣﺤﺾ ﻭﻧﻔﻲ ﺻﺮﻑ ﻭﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻤﻨﻪ ﻭبه كما ثبت في صحيح البخاري رقم 3841 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﺻﺪﻕ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ، ﻛﻠﻤﺔ ﻟﺒﻴﺪ: { ﺃﻻ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺎ ﺧﻼ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻃﻞ}
فسره رئيس المتشددين ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 2 ص 425 قال : ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﻼ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻨﻪ ﺇﺫ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﻭﺇﺑﺪاﻋﻪ ﻭﺑﺮﺅﻩ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﻓﻜﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﺇﺫا ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻃﻞ.
قال في ج 10 ص 526 : ولهذا كانوا منكسرة قلوبهم لشهودهم وجوده الكامل وعدمهم المحض ولا أعظم إنكسار ممن لم ير لنفسه إلا العدم لا يرى له شيئا ولا يرى به شيئا.
وقال في ج 2 ص 405 : يجب ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻠﻚ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭاﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺷﻲء ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﺪﻡ ﻣﺤﺾ ﻭﻧﻔﻲ ﺻﺮﻑ ﻭﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻤﻨﻪ ﻭﺑﻪ.
وقال في جامع المسائل ج 1 ص 168 : العباد آلة، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترح من الهم والغم.
وقال فيه ج 1 ص 169 : ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻘﻊ ﻓﻲﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺁﺫﻭﻩ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ؛ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺼﻴﺒﺘﻪ ﻣﺼﻴﺒﺔٌ حقيقية وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي ؛ صارت في حقه نعمةً.
آثار أسمائه وصفاته في خلقه
الخلائق عند العارفين آثار قدرته سبحانه وتعالى كما قال الله سبحانه وتعالى { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} وقال البخاري في خلق أفعال العباد ج 1 ص 47 : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺮﻭاﻥ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺑﻌﻲ ﺑﻦ ﺣﺮاﺵ، ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﻛﻞ ﺻﺎﻧﻊ ﻭﺻﻨﻌﺘﻪ» ﻭﺗﻼ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ: {ﻭاﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ}
وقال : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻖ، ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺻﺎﻧﻊ ﻭﺻﻨﻌﺘﻪ، ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺨﺰﻡ ﻭﺻﻨﻌﺘﻪ» ﺭﻭاﻩ ﻭﻛﻴﻊ ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ.
ويأخذون منها علوما وإشارات كما في مصنف ابن أبي شيبة 36851 عن ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺇﻳﺎﺱ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺜﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺣﻮﻳﻄﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻯ ﻭﻣﻜﺮﺯ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺼﺎﻟﺤﻮﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺳﻬﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻛﻢ.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص 78 : ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﻫﻲ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻪ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻮ ﺳﻤﻊ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﺑﻴﺘﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﻪ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻭﺃﺯﻋﺞ ﻗﺎﻃﻨﻪ اﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﺃﻭ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻛﺎﻟﺬﻱ اﺟﺘﺎﺯ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﺴﻤﻊ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﺘﻠﻮﻥ * ﻏﻴﺮ ﻫﺬا ﺑﻚ ﺃﺟﻤﻞ. ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺣﺎﻟﻪ؛ ﻓﺈﻥ اﻹﺷﺎﺭاﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭاﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺿﺮﺏ اﻷﻣﺜﺎﻝ... حتى قال : ﻭﻟﻬﺬا اﻟﺴﻤﺎﻉ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺟﻴﺪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭاﻷﺫﻭاﻕ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﻣﺰﻳﺪ اﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭاﻷﺣﻮاﻝ اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﻻ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﺮ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺑﻴﺎﻥ. آثار أسمائه وصفاته في العالم
وقال فيه ج 2 ص 401 : ﻭاﻟﻌﺎﻟﻤﻮﻥ ﻣﻤﺘﻠﺌﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻔﻘﻬﻮﻥ ﺗﺴﺒﻴﺤﻬﻢ. ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭاﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻤﻌﺮﻓﺔ. ﻭﻣﻦ ﺧﺮﻕ اﻟﻠﻪ ﺳﻤﻌﻪ ﺳﻤﻊ ﺗﺄﻭﻳﺐ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭاﻟﻄﻴﺮ ﻭﻋﻠﻢ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻄﻴﺮ. ﻓﺈﺫا ﻓﺴﺮ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻭﺗﺠﻠﻴﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﻓﻬﺬا ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻔﻆ اﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭاﻟﺘﺠﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻨﻪ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻭﺭﺃﻳﺖ اﻟﻠﻪ ﻗﺒﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﺭﺑﻪ ﻭاﻟﺮﺏ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻭ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﺁﻳﺘﻪ ﻭﺩﻟﻴﻠﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻩ؛ ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺁﺛﺎﺭ اﻟﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻓﻬﺬا ﺻﺤﻴﺢ.
وقال فيه ج 2 ص 407 ما يظهره الرب من آثار ربوبيته في بعض عباده مثل ما يعطيه من ملكه وسلطانه بعض الملوك - مسلما أو كافرا - وما يهبه من الرزق والمال لبعض عباده وما يقسمه من الجمال وما يهبه من العلوم والمعارف...
قال ابن القيم في مدارجه ج 2 ص 191 : ﻭَﻣِﻨْﻬَﺎ : ﻇُﻬُﻮﺭُ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ اﻟْﻘَﻬْﺮِﻳَّﺔِ، ﻣِﺜْﻞَ اﻟْﻘَﻬَّﺎﺭِ، ﻭَاﻟْﻤُﻨْﺘَﻘِﻢِ، ﻭَاﻟْﻌَﺪْﻝِ، ﻭَاﻟﻀَّﺎﺭِّ، ﻭَﺷَﺪِﻳﺪِ اﻟْﻌِﻘَﺎﺏِ، ﻭَﺳَﺮِﻳﻊِ اﻟْﺤِﺴَﺎﺏِ، ﻭَﺫِﻱ اﻟْﺒَﻄْﺶِ اﻟﺸَّﺪِﻳﺪِ، ﻭَاﻟْﺨَﺎﻓِﺾِ، ﻭَاﻟْﻤُﺬِﻝِّ. ﻓَﺈِﻥَّ ﻫَﺬِﻩِ اﻝﺃﺳﻤﺎء ﻭَاﻷَْﻓْﻌَﺎﻝَ ﻛَﻤَﺎﻝٌ. ﻓَﻼَ ﺑُﺪَّ ﻣِﻦْ ﻭُﺟُﻮﺩِ ﻣُﺘَﻌَﻠِّﻘِﻬَﺎ. ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ اﻟْﺨَﻠْﻖُ ﻛُﻠُّﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﻃَﺒِﻴﻌَﺔِ اﻟْﻤَﻠَﻚِ ﻟَﻢْ ﻳَﻈْﻬَﺮْ ﺃَﺛَﺮُ ﻫَﺬِﻩِ اﻷَْﺳْﻤَﺎءِ ﻭَاﻷَْﻓْﻌَﺎﻝِ.
وقال في الفوائد ج 1 ص 182 : ﻓَﺈِﻥ اﻟﻌَﺒْﺪ ﻳﺘﺮﻗّﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻷَْﻓْﻌَﺎﻝ ﺇِﻟَﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﻭَﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﺇِﻟَﻰ ﻣﻌﺮﻓَﺔ اﻟﺬَّاﺕ ﻓَﺈِﺫا ﺷَﺎﻫﺪ ﺷَﻴْﺌﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻝ اﻷَْﻓْﻌَﺎﻝ اﺳْﺘﺪﻝَّ ﺑِﻪِ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﺛﻢَّ اﺳﺘﺒﺪﻝ ﺑِﺠَﻤَﺎﻝ اﻟﺼِّﻔَﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ اﻟﺬَّاﺕ ﻭَﻣﻦ ﻫَﻬُﻨَﺎ ﻳﺘَﺒَﻴَّﻦ ﺃَﻧﻪ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻟَﻪُ اﻟْﺤَﻤﺪ ﻛُﻠﻪ.
وقال في شفاء العليل ج 1 ص 198 : ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻭﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮﺩ اﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭاﻟﺨﺎﺭﺟﻲ.
محبة الله ومعرفته جنة الدنيا
في صحيح البخاري رقم 16 ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺛﻼﺙ ﻣﻦ ﻛﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﺪ ﺣﻼﻭﺓ اﻹﻳﻤﺎﻥ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاﻫﻤﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺮء ﻻ ﻳﺤﺒﻪ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ "
في السنة لابن أبي عاصم رقم 247 - ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﺛﻨﺎ ﺷﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «ﻻ ﻳﺠﺪ ﻋﺒﺪ ﺣﻼﻭﺓ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺨﻄﺌﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺼﻴﺒﻪ.
في مسند أحمد رقم 23088 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺴﻌﺮ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ، ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺠﻌﺪ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﻳﺎ ﺑﻼﻝ، ﺃﺭﺣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ.
في مسند أحمد رقم 12293 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ، ﻋﻦ ﺳﻼﻡ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻨﺬﺭ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺣﺒﺐ ﺇﻟﻲاﻟﻨﺴﺎء، ﻭاﻟﻄﻴﺐ، ﻭﺟﻌﻞ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ".
وفي مدارج السالكين ج1 ص452 قال : فإنه لا نعيم له ولا لذة، ولا ابتهاج، ولا كمال، إلا بمعرفة الله ومحبته، والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة، ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى.وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات، أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب.وقال بعض المحبين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه أو نحو هذا من الكلام.وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذواقا.
ﻭقال ابن القيم في الوابل الصيب ج 1 ص 48 : ﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ ﺃﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪﺱ اﻟﻠﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺟﻨﺔ اﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﺮﺓ: ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﻋﺪاﺋﻲ ﺑﻲ؟ ﺃﻧﺎ ﺟﻨﺘﻲ ﻭﺑﺴﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ.
الإلهام والإذن الخاص
في مسند إسحاق بن راهويه ج 2 ص 480 : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ «ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻭﻻ ﻣﺤﺪﺙ».
في صحيح مسلم رقم (2398) ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺳﺮﺡ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻣﺤﺪﺛﻮﻥ، ﻓﺈﻥ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ» ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ: ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺤﺪﺛﻮﻥ: ﻣﻠﻬﻤﻮﻥ.
وقال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص 525 وقد بين أن صاحب الحقيقة عليه أن يلزم الأمر دائما الأمر الشرعي الظاهر أو الأمر الباطن وأن الأمر الباطن إنما يكون فيما ليس بواجب في الشرع ولا محرم وأن مثل هذا ينظر فيه الأمر الخاص حتى يفعله بحكم الأمر.
وقال فيه ج 10 ص 479 : اﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺫﻟﻚ " اﻹﻟﻬﺎﻡ " ﻓﻘﺪ ﻳﻠﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺣﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﻤﺎﻝ اﻟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺣﺎﻝ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴﻞ ﻇﺎﻫﺮ ﻳﺸﺮﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻊ اﻟﺨﻀﺮ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا الباب.
وقال في ج 20 ص 46 : ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: {ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻣﺤﺪﺛﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻓﻌﻤﺮ} . ﻭاﻟﻤﺤﺪﺙ: ﻫﻮ اﻟﻤﻠﻬﻢ اﻟﻤﺨﺎﻃﺐ ﻓﻲ ﺳﺮﻩ.... حتى قال : وكثير من أهل الإيمان والكشف يلقي الله في قلبه أن هذا الطعام حرام وأن هذا الرجل كافر أو فاسق أو أو...
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﺝ 2 ﺹ 445 ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ ﻟﺪﻧﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻋﻴﺎﻧﻪ ﻭﻧﻌﺘﻪ ﺣﻜﻤﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺣﺠﺎﺏ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻞ ﺑﺈﻟﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻪ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﺨﻀﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ بغير ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﺎ ﻋﻠﻤﺎ.
المحب يخطئ
وكان أشياخنا يقولون : المحب لا بد أن يكون متابعا لمحبوبه، ومن ادعى حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مضيع للسنة فهو كاذب في حبه ....
قلت هذا حق ومع ذلك قد يخطئ المحب أحيانا لحديث "كل بني آدم خطاء" وربما حاد المحب عن الجاد وهو صادق في حبه! كما ثبت في صحيح البخاري رقم 6780 - أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله»
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا ويثبتنا على منهج الحبيب صلى الله عليه وسلم آمين.
تعارف الأرواح ونفوذها
في مسند أحمد 2309 بإسناد صحيح ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ، ﻋﻦ ﺩاﻭﺩ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: " ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ: ﺃﻋﻄﻮﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺳﻠﻮﻩ ﻋﻦ اﻟﺮﻭﺡ، ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ، ﻓﻨﺰﻟﺖ: {ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺮﻭﺡ ﻗﻞ اﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺭﺑﻲ ﻭﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ.
وقال تعالي ( وأذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)
وفي صحيح البخاري رقم 3336 ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻴﺚ ﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: «اﻷﺭﻭاﺡ ﺟﻨﻮﺩ ﻣﺠﻨﺪﺓ ﻓﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﻣﻨﻬﺎ اﺋﺘﻠﻒ، ﻭﻣﺎ ﺗﻨﺎﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ اﺧﺘﻠﻒ» ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻬﺬا.
وفي مصنف ابن أبي شيبة رقم 25683 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻤﺎﻥ اﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻠﻤﺎﻥ: «ﺣﺴﺒﻚ»، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «ﺃﻣﺎ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ »
وفي مسند أحمد رقم 21864 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺨﻄﻤﻲ، ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻩ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻛﺄﻧﻲ ﺃﺳﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: " ﺇﻥ اﻟﺮﻭﺡ ﻟﺘﻠﻘﻰ اﻟﺮﻭﺡ " ﻭﺃﻗﻨﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺃﺳﻪ ﻫﻜﺬا، ﻓﻮﺿﻊ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
هذا الحديث صححه المتشدد الألباني في صحيحه رقم 3262 .
في صحيح ابن حبان رقم 3014 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻬﻤﺪاﻧﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺧﺰﻡ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻗﺴﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻫﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﻥ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﺫا ﻗﺒﺾ ﺃﺗﺘﻪ ﻣﻼﺋﻜﺔ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﺤﺮﻳﺮﺓ ﺑﻴﻀﺎء ﻓﺘﻘﻮﻝ اﺧﺮﺟﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ اﻟﻠﻪ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻛﺄﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ﻣﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻴﻨﺎﻭﻟﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻳﺸﻤﻮﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﺎﺏ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺕ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ؟ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺳﻤﺎء ﺇﻻ ﻗﺎﻟﻮا ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﺃﺭﻭاﺡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﺎﺋﺐ ﺑﻐﺎﺋﺒﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺩﻋﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ, ﺃﻣﺎ ﺃﻣﺘﻜﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ اﻟﻬﺎﻭﻳﺔ.
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 6 ص 30 : وكل من الفرق يقر بتجلي الرب وظهوره لقلوب العارفين... حتي قال : وعروج روح العبد إلى ربه وقربه من ربه في السجود.
وقال في ج 2 ص 386 : أما حركة روحه إلى مثل السموات وغيرها من الأمكنة فأقر به جمهور أهل الإسلام.
قال ابن القيم في كتاب الروح ص 45 : وكذلك صعودها (أي الروح) وعودها في البدن في النوم واليقظة.
وقال فيه أيضا ص 102 : للروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفوذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقت واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية..
وقال أيضا فيه ص 30 : تجرد النفس يطلعها على علوم ومعارف لا تحصل بدون التجرد.
وقال ابن باز في فتاوى النور على الدرب ج 14 ص 154 : تلاقي الأرواح في المنام ممكن....
مراتب الذكر
في كتاب سفيان الثوري رقم 111- حدثنا قبيصة , حدثنا سفيان , عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي عبيدة قال ما دام قلب رجل يذكر الله فهو في صلاة وإن يحرك به شفتيه أفضل. قلت : رجاله كلهم ثقات.
قال ابن تيمية في الإستقامة ج 2 ص 17 : ﻓﺄﻋﻈﻢ اﻟﻤﺮاﺗﺐ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻠﺴﺎﻥ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ اﻥ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺣﻀﺮﺕ ﻣﺤﺘﻀﺮا ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻟﻪ ﺣﺴﻨﺔ اﻻ اﻥ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻭﺻﻨﻲ ﻓﺎﻥ ﺷﺮاﺋﻊ اﻻﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﻛﺜﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﻳﺰاﻝ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺭﻃﺒﺎ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻧﺎ ﻣﻊ ﻋﺒﺪﻱ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﻲ ﻭاﻟﺬﻛﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻠﺴﺎﻥ اﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺼﻴﺐ اﺫ اﻻﻋﻀﺎء ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ اﻻ ﺑﺎﺭاﺩﺓ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ اﻟﻜﻼﻡ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻡ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ.
قال ابن القيم في روضة المحبين ج 1 ص 309 ﻗﺪ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﺮاﺗﺐ ﻓﺄﻋﻼﻫﺎ ﺫﻛﺮ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺷﻬﻮﺩ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻠﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺟﻤﻌﻴﺘﻪ ﺑﻜﻠﻴﺘﻪ ﺑﺄﺣﺐ اﻷﺫﻛﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺩﻭﻧﻪ ﺫﻛﺮ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﺪﻩ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺬﻛﺮ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ.
علم الذوق والإنتقال من مقام إلى مقام
قال بعض الصوفيين أن أعلى العلم هو علم الذوق ولا يفيده العبارة وله مقامات قد ينتقل المريد من مقام إلى مقام وسناتي بكلام العلماء في ذلك.
في صحيح البخاري ج 1 ص 10 ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ : «اﻟﻴﻘﻴﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻛﻠﻪ»
وفي مسند البزار رقم 32 عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻓﺎﺳﺄﻟﻮا اﻟﻠﻪ ﺣﺴﻦ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.
وثبت في مسند أحمد رقم 1842 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺸﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﺸﺮ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻟﻴﺲ اﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ.
رجاله ثقات إلا أن هشيم لم يصرح بالسماع ولكن تابعه أبو عوانة أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم 6214 - ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺣﺒﻴﺶ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﻴﻠﻲ، ﺑﻮاﺳﻂ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ اﻟﻘﻄﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﺸﺮ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ.... وذكره.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني في الأوسط رقم 6943 - بإسناد آخر قال : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ، ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ، ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻣﺔ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ اﻟﺨﺒﺮ ﻛﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ.
وفي رقم 6986 بإسناد آخر أيضا.
يقول رئيس هؤلاء القوم أي ابن تيمية في الزهد والورع ج 1 ص 77 : ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭاﻟﺨﺒﺮ ﻭاﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭاﻟﻨﻈﺮ ﻭﻋﻴﻦ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻭﻋﺎﻳﻨﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ ﻭﺣﻖ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﺑﺎﺷﺮﻩ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻭﺫاﻗﻪ ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺴﻼ ﻭﺻﺪﻕ اﻟﻤﺨﺒﺮ ﺃﻭ ﺭﺃﻯ ﺁﺛﺎﺭ اﻟﻌﺴﻞ ﻓﺎﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ اﻟﻌﺴﻞ ﻭﺷﺎﻫﺪﻩ ﻭﻋﺎﻳﻨﻪ ﻭﻫﺬا ﺃﻋﻠﻰ ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺫاﻕ اﻟﻌﺴﻞ ﻭﻭﺟﺪ ﻃﻌﻤﻪ ﻭﺣﻼﻭﺗﻪ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬا ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻟﻬﺬا ﻳﺸﻴﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻭق ﻭاﻟﻮﺟﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺛﻼﺙ ﻣﻦ ﻛﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﺪ ﺣﻼﻭﺓ اﻻﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺣﺐ اﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاﻫﻤﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺮء ﻻ ﻳﺤﺒﻪ اﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻌﺪ اﺫ ﺃﻧﻘﺬﻩ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫاﻕ ﻃﻌﻢ اﻻﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺑﺎ ﻭﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻭﺑﻤﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻻ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﺃﻫﻞ اﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﻳﺬﻭﻗﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻭﺓ اﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﻃﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺃﻫﻞ اﻻﻳﻤﺎﻥ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﻪ ﺷﻴﺦ ﻟﻪ ﻳﺼﺪﻗﻪ ﺃﻭ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ اﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﺎﻳﻨﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺣﻮاﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭاﻟﺼﺪﻕ ﻭاﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﻣﻮاﺟﻴﺪﻫﻢ ﻭﺃﺫﻭاﻗﻬﻢ ﻭاﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﺫاﻗﻮﻩ ﻭﻭﺟﺪﻭﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺒﺮ ﻭاﻟﻤﺴﺘﺪﻝ ﺑﺂﺛﺎﺭﻫﻢ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻭﻕ ﻭاﻟﻮجد ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻤﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻴﻮﺥ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ اﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺤﺎﻝ اﻧﻬﻢ ﻟﻔﻲ ﻋﻴﺶ ﻃﻴﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ اﻧﻪ ﻟﻴﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻳﺮﻗﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺮﺑﺎ..... (حتى قال) : ﻓﺎﻥ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ اﻧﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭاﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻼ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻤﺠﺮﺩ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ اﻻ ﻟﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺫاﻕ ﺫﻟﻚ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﺮﻓﻪ ﻭﺧﺒﺮﻩ ﻭﻟﻬﺬا ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﺮﻓﻮا ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭاﻟﺬﻭﻕ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﻭاﻟﻨﻈﺮ.
وقال في الفتاوى الكبرى ج 5 ص 63 : ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻞ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻝ: اﻟﻌﺎﺭﻑ ﻛﻠﻤﺎ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ اﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ اﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭاﻟﺤﻴﺮﺓ، ﻓﻬﺬا ﻗﺪ ﻳﺮاﺩ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ اﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭاﻟﻴﻘﻴﻦ، ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺗﺸﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻬﻮ ﺣﺎﺋﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ.
وقال ابن القيم في روضة المحبين ج 1 ص 167 : ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻴﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻣﺮ اﻵﺧﺮﺓ ﻓﺈﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮا ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺄﺑﺼﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﺬﺓ ﻭاﻟﻨﻌﻴﻢ ﻣﺎﻻ ﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﻣﻤﺎ ﻭﻋﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻨﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ.
وفيه ج 1 ص 281 قال : ﻭﻻ ﻳﺠﺪ ﺃﻟﻢ اﻟﻤﺮﻭﺭ - أي بين يدي المصلي - ﻭﺷﺪﺗﻪ ﺇﻻ ﻗﻠﺐ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻭﻗﺪ اﺭﺗﻔﻌﺖ اﻷﻏﻴﺎﺭ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻤﺮﻭﺭ اﻟﻤﺎﺭ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﺒﻐﻴﺾ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺤﺐ ﻭﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻭﻫﺬا ﺃﻣﺮ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﺬﻭﻕ ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻕ.
ابن تيمية والتفسير الإشاري
ابن تيمية يذم إشارات بعض الصوفيين ويثبت ما ما وافق رأيه قال في مجموع فتاويه ج 5 ص 551 : ﻭَﻗَﻮْﻝُ ﺑَﻌْﺾِ اﻟﺼُّﻮﻓِﻴَّﺔِ: {اﺫْﻫَﺐْ ﺇﻟَﻰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇﻧَّﻪُ ﻃَﻐَﻰ} ﻫُﻮَ اﻟْﻘَﻠْﺐُ {ﺇﻥَّ اﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﺬْﺑَﺤُﻮا ﺑَﻘَﺮَﺓً} ﻫِﻲَ اﻟﻨَّﻔْﺲُ. ﻭَﺃَﻣْﺜَﺎﻝُ ﻫَﺬِﻩِ اﻟﺘَّﺤْﺮِﻳﻔَﺎﺕِ. ﻟَﻜِﻦَّ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻣَﻌْﻨَﺎﻩُ ﺻَﺤِﻴﺤًﺎ ﻭَﺇِﻥْ ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﻫُﻮَ اﻟْﻤُﺮَاﺩُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻔْﻆِ ﻭَﻫُﻮَ اﻷَْﻛْﺜَﺮُ ﻓِﻲ ﺇﺷَﺎﺭَاﺕِ اﻟﺼُّﻮﻓِﻴَّﺔِ. ﻭَﺑَﻌْﺾُ ﺫَﻟِﻚَ ﻻَ ﻳَﺠْﻌَﻞُ ﺗَﻔْﺴِﻴﺮًا؛ ﺑَﻞْ ﻳَﺠْﻌَﻞُ ﻣِﻦْ ﺑَﺎﺏِ اﻻِﻋْﺘِﺒَﺎﺭِ ﻭَاﻟْﻘِﻴَﺎﺱِ ﻭَﻫَﺬِﻩِ ﻃَﺮِﻳﻘَﺔٌ ﺻَﺤِﻴﺤَﺔٌ ﻋِﻠْﻤِﻴَّﺔٌ ﻛَﻤَﺎ ﻓِﻲ ﻗَﻮْﻟﻪ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ {ﻻَ ﻳَﻤَﺴُّﻪُ ﺇﻻَّ اﻟﻤﻄﻬﺮﻭﻥ}
ﻭَﻗَﻮْﻝِ اﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ {ﻻَ ﺗَﺪْﺧُﻞُ اﻟْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔُ ﺑَﻴْﺘًﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻛَﻠْﺐٌ} ﻓَﺈِﺫَا ﻛَﺎﻥَ ﻭَﺭَﻗُﻪُ {ﻻَ ﻳَﻤَﺴُّﻪُ ﺇﻻَّ اﻟْﻤُﻄَﻬَّﺮُﻭﻥَ} ﻓَﻤَﻌَﺎﻧِﻴﻪِ ﻻَ ﻳَﻬْﺘَﺪِﻱ ﺑِﻬَﺎ ﺇﻻَّ اﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ اﻟﻄَّﺎﻫِﺮَﺓُ ﻭَﺇِﺫَا ﻛَﺎﻥَ اﻟْﻤَﻠَﻚُ ﻻَ ﻳَﺪْﺧُﻞُ ﺑَﻴْﺘًﺎ ﻓِﻴﻪِ ﻛَﻠْﺐٌ ﻓَﺎﻟْﻤَﻌَﺎﻧِﻲ اﻟَّﺘِﻲ ﺗُﺤِﺒُّﻬَﺎ اﻟْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔُ ﻻَ ﺗَﺪْﺧُﻞُ ﻗَﻠْﺒًﺎ ﻓِﻴﻪِ ﺃَﺧْﻼَﻕُ اﻟْﻜِﻼَﺏِ اﻟْﻤَﺬْﻣُﻮﻣَﺔِ ﻭَﻻَ ﺗَﻨْﺰِﻝُ اﻟْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔُ ﻋَﻠَﻰ ﻫَﺆُﻻَءِ.
وفيه ج 6 ص 29 : ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻓِﻲ ﻗُﻠُﻮﺏِ اﻟْﻌِﺒَﺎﺩِ ﻭَﺃَﺭْﻭَاﺣِﻬِﻢْ: فيظهر اﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑُ اﻟْﻤَﺤْﺒُﻮﺏُ اﻟْﻤُﻌَﻈَّﻢُ ﻭَﺃَﺳْﻤَﺎﺅُﻩُ ﻓِﻲ اﻟْﻘَﻠْﺐِ اﻟَّﺬِﻱ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻪُ ﻭَﻳُﺤِﺒُّﻪُ. ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻧَﻮْﻉٌ ﺃَﻛْﻤَﻞُ ﻭَﺃَﺭْﻓَﻊُ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﺑَﻞْ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻪُ ﻧَﻈِﻴﺮٌ. ﻭَﺇِﻟَﻰ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺷَﺎﺭَ ﺑِﻘَﻮْﻟِﻪِ: {ﻛﺘﺐ ﻓِﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻹِْﻳﻤَﺎﻥَ ﻭَﺃَﻳَّﺪَﻫُﻢْ ﺑِﺮُﻭﺡٍ ﻣِﻨْﻪُ
الفرق بين الروح والنفس عند المتشددين
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 9 ص 293 : ﻛَﺬَﻟِﻚَ اﻟﻨَّﻔْﺲُ ﻟَﻤَّﺎ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﺣَﺎﻝَ ﺗَﻌَﻠُّﻘِﻬَﺎ ﺑِﺎﻟْﺒَﺪَﻥِ ﻳَﻜْﺜُﺮُ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ اﺗِّﺒَﺎﻉُ ﻫَﻮَاﻫَﺎ ﺻَﺎﺭَ ﻟَﻔْﻆُ " اﻟﻨﻔﺲ " ﻳﻌﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﻨَّﻔْﺲِ اﻟْﻤُﺘَّﺒِﻌَﺔِ ﻟِﻬَﻮَاﻫَﺎ ﺃَﻭْ ﻋَﻦْ اﺗِّﺒَﺎﻋِﻬَﺎ اﻟْﻬَﻮَﻯ ﺑِﺨِﻼَﻑِ ﻟَﻔْﻆِ " اﻟﺮُّﻭﺡِ " ﻓَﺈِﻧَّﻬَﺎ ﻻَ ﻳُﻌَﺒَّﺮُ ﺑﻪا ﻋَﻦْ ﺫَﻟِﻚَ ﺇﺫْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻔْﻆُ " اﻟﺮُّﻭﺡِ " ﻟَﻴْﺲَ ﻫُﻮَ ﺑِﺎﻋْﺘِﺒَﺎﺭِ ﺗَﺪْﺑِﻴﺮِﻫَﺎ ﻟِﻠْﺒَﺪَﻥِ. ﻭَﻳُﻘَﺎﻝُ اﻟﻨُّﻔُﻮﺱُ ﺛَﻼَﺛَﺔُ ﺃَﻧْﻮَاﻉٍ: ﻭَﻫِﻲَ " اﻟﻨَّﻔْﺲُ اﻷَْﻣَّﺎﺭَﺓُ ﺑِﺎﻟﺴُّﻮءِ " اﻟَّﺘِﻲ ﻳَﻐْﻠِﺐُ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ اﺗِّﺒَﺎﻉُ ﻫَﻮَاﻫَﺎ ﺑِﻔِﻌْﻞِ اﻟﺬُّﻧُﻮﺏِ ﻭَاﻟْﻤَﻌَﺎﺻِﻲ. ﻭَ " اﻟﻨَّﻔْﺲُ اﻟﻠَّﻮَّاﻣَﺔُ " ﻭَﻫِﻲَ اﻟَّﺘِﻲ ﺗُﺬْﻧِﺐُ ﻭَﺗَﺘُﻮﺏُ ﻓﻋﻦﻫﺎ ﺧَﻴْﺮٌ ﻭَﺷَﺮٌّ ﻟَﻜِﻦْ ﺇﺫَا ﻓَﻌَﻠَﺖْ اﻟﺸَّﺮَّ ﺗَﺎﺑَﺖْ ﻭَﺃَﻧَﺎﺑَﺖْ ﻓَﺘُﺴَﻤَّﻰ ﻟَﻮَّاﻣَﺔً ﻷَِﻧَّﻬَﺎ ﺗَﻠُﻮﻡُ ﺻﺎﺡﺑﻪا ﻋَﻠَﻰ اﻟﺬُّﻧُﻮﺏِ ﻭَﻷَِﻧَّﻬَﺎ ﺗَﺘَﻠَﻮَّﻡُ ﺃَﻱْ ﺗَﺘَﺮَﺩَّﺩُ ﺑَﻴْﻦَ اﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَاﻟﺸَّﺮِّ. ﻭَ " اﻟﻨَّﻔْﺲُ اﻟْﻤُﻄْﻤَﺌِﻨَّﺔُ " ﻭَﻫِﻲَ اﻟَّﺘِﻲ ﺗُﺤِﺐُّ اﻟْﺨَﻴْﺮَ ﻭَاﻟْﺤَﺴَﻨَﺎﺕِ ﻭَﺗُﺮِﻳﺪُﻩُ ﻭَﺗُﺒْﻐِﺾُ اﻟﺸَّﺮَّ ﻭَاﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ ﻭَﺗَﻜْﺮَﻩُ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﻗَﺪْ ﺻَﺎﺭَ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻬَﺎ ﺧُﻠُﻘًﺎ ﻭَﻋَﺎﺩَﺓً ﻭَﻣَﻠَﻜَﺔً. ﻓَﻬَﺬِﻩِ ﺻِﻔَﺎﺕٌ ﻭَﺃَﺣْﻮَاﻝٌ ﻟِﺬَاﺕٍ ﻭَاﺣِﺪَﺓٍ ﻭَﺇِﻻَّ ﻓاﻟﻨﻔﺲ اﻟَّﺘِﻲ ﻟِﻜُﻞِّ ﺇﻧْﺴَﺎﻥٍ ﻫِﻲَ ﻧَﻔْﺲٌ ﻭَاﺣِﺪَﺓٌ ﻭَﻫَﺬَا ﺃَﻣْﺮٌ ﻳَﺠِﺪُﻩُ اﻹِْﻧْﺴَﺎﻥُ ﻣِﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪِ.
غذاء الروح واستغناء الجسم به
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ﻟَﺴْﺖُ ﻛَﻬَﻴْﺌَﺘِﻜُﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﺑِﻴﺖُ - ﻭَﻓِﻲ ﺭِﻭَاﻳَﺔٍ: ﺇِﻧِّﻲ ﺃَﻇَﻞُّ - ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻲ ﻳُﻄْﻌِﻤُﻨِﻲ ﻭَﻳَﺴْﻘِﻴﻨِﻲ».
وقال : طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة التسبيح والتقديس....
وقال ابن القيم في الوابل الصيب ج 1 ص 42 :
ﺳﻤﻌﺖ ﺷﻴﺦ اﻻﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪﺱ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﻳﻘﻮﻝ: اﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺎء ﻟﻠﺴﻤﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻝ اﻟﺴﻤﻚ ﺇﺫا ﻓﺎﺭﻕ اﻟﻤﺎء؟ .
والذكر ﻗﻮﺕ اﻟﻘﻠﺐ ﻭاﻟﺮﻭﺡ، ﻓﺈﺫا ﻓﻘﺪﻩ اﻟﻌﺒﺪ ﺻﺎﺭ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﺇﺫا ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﺗﻪ.
ﻭﺣﻀﺮﺕ ﺷﻴﺦ اﻻﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺻﻠﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎﻑ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﻏﺪﻭﺗﻲ، ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺃﺗﻐﺪ اﻟﻐﺪاء ﺳﻘﻄﺖ ﻗﻮﺗﻲ.
ﺃﻭ ﻛﻼﻣﺎً ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻫﺬا.
وقال في زاد المعاد ج 2 ص 31 : ﻭَﻣَﻦْ ﻟَﻪُ ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺗَﺠْﺮِﺑَﺔٍ ﻭَﺷَﻮْﻕٍ ﻳَﻌْﻠَﻢُ اﺳْﺘِﻐْﻨَﺎءَ اﻟْﺠِﺴْﻢِ ﺑِﻐِﺬَاءِ اﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻭَاﻟﺮُّﻭﺡِ ﻋَﻦْ ﻛَﺜِﻴﺮٍ ﻣِﻦَ اﻟْﻐِﺬَاءِ اﻟْﺤَﻴَﻮَاﻧِﻲِّ،.
كلام المتشددين عن الرياضة
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 10 ص 413 : ﻓﺈﻥ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﺼﻘﻞ اﻟﻨﻔﺲ فيذكر الرجل ما نسي.
وقال في بيان تلبيس الجهمية ج 2 ص 182 ناقلا مقرا : اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻄﺮﻕ اﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ....
وقال في مجموع فتاويه ج 13 ص69 ناقلا مقرا أيضا : أن أهل التصفية والرياضة والعبادة تحصل لهم المعارف والعلوم اليقينية! بدون نظر....!
وقال ابن القيم في مدارجه ج 2 ص 274 : ﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺪ ﻋﻘﻴﺪﺓ، ﻭاﺭﺗﺎﺽ ﻭﺻﻘﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺄﻧﻮاﻉ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ. ﻭﺟﺰﻡ ﺑﻤﺎ اﻋﺘﻘﺪﻩ: ﺗﺠﻠﺖ ﻟﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ.
وفيه ج 2 ص 455 : ﻭﺃﺻﻞ ﻫَﺬَا اﻟﻨَّﻮْﻉِ ﻣِﻦَ الفراسة : ﻣِﻦَ اﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﻭَاﻟﻨُّﻮﺭِ اﻟﻠَّﺬَﻳْﻦِ ﻳَﻬَﺒُﻬُﻤَﺎ اﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻟِﻤَﻦْ ﻳَﺸَﺎءُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ، ﻓَﻴَﺤْﻴَﺎ اﻟْﻘَﻠْﺐُ ﺑِﺬَﻟِﻚَ ﻭَﻳَﺴْﺘَﻨِﻴﺮُ، ﻓَﻼَ ﺗَﻜَﺎﺩُ ﻓِﺮَاﺳَﺘُﻪُ ﺗُﺨْﻄِﺊُ. ﻗَﺎﻝَ اﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ: {ﺃَﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﻴْﺘًﺎ ﻓَﺄَﺣْﻴَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻭَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻧُﻮﺭًا ﻳَﻤْﺸِﻲ ﺑِﻪِ ﻓِﻲ اﻟﻨَّﺎﺱِ ﻛَﻤَﻦْ ﻣَﺜَﻠُﻪُ ﻓِﻲ اﻟﻈُّﻠُﻤَﺎﺕِ ﻟَﻴْﺲَ ﺑِﺨَﺎﺭِﺝٍ ﻣِﻨْﻬَﺎ... حتى قال : اﻟﺜَّﺎﻧِﻴَﺔُ : ﻓِﺮَاﺳَﺔُ اﻟﺮِّﻳَﺎﺿَﺔِ ﻭَاﻟْﺠُﻮﻉِ، ﻭَاﻟﺴَّﻬَﺮِ ﻭَاﻟﺘَّﺨَﻠِّﻲ. ﻓَﺈِﻥَّ اﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺇِﺫَا ﺗَﺠَﺮَّﺩَﺕْ ﻋَﻦِ اﻟْﻌَﻮَاﺋِﻖِ ﺻَﺎﺭَ ﻟَﻬَﺎ ﻣِﻦَ اﻝﻓﺮاﺳﺔ ﻭَاﻟْﻜَﺸْﻒِ ﺑِﺤَﺴَﺐِ ﺗَﺠَﺮُّﺩِﻫَﺎ. ﻭَﻫَﺬِﻩِ ﻓِﺮَاﺳَﺔٌ ﻣُﺸْﺘَﺮَﻛَﺔٌ ﺑَﻴْﻦَ اﻟْﻤُﺆْﻣِﻦِ ﻭَاﻟْﻜَﺎﻓِﺮِ.
كرامات الشيوخ وهممهم
قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 11 ص 314 : ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻓﻬﻮ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻤﺔ ﻭﺻﺪﻗﺎ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻣﺠﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﻼﻙ ﻋﺪﻭﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﺛﺮ ﻣﻨﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ {ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺭﺯﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺛﺄﺭ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺜﺄﺭ اﻟﻠﻴﺚ اﻟﺤﺮﺏ} . ﻭﻣﺜﻞ ﺗﺬﻟﻴﻞ اﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ.
وسئل ابن تيمية في مجموع فتاويه ج11 ص 395 : ما الحكمة في أن المشتغلين بالذكر والفكر والرياضة ومجاهدة النفس وما أشبهه يفتح عليهم من الكشوفات والكرامات وما سوى ذلك من الأحوال - مع قلة علمهم وجهل بعضهم - ما لا يفتح على المشتغلين بالعلم ودرسه؟ . والبحث عنه؟ حتى لو بات الإنسان متوجها مشتغلا بالذكر والحضور لا بد أن يرى واقعة أو يفتح عليه شيء ولو بات ليلة يكرر على باب من أبواب الفقه لا يجد ذلك.؟
فأعرض ابن تيمية عن الجواب الكافي وشرع يفضل العلم على العبادة! ونسي أنه هو القائل في ج13 ص69 أن أهل التصفية والرياضة والعبادة تحصل لهم المعارف والعلوم اليقينية! بدون نظر....!
قلت أيّ علمٍ أفضلُ من المعارف و العلوم اليقينية يا ابن تيمية !؟؟ حينما سُئِلتٓ : ما الحكمة في أن المشتغلين بالذكر والفكر يفتح عليهم من الكشوفات والكرامات ما لا يفتح على المشتغلين بالعلم ودرسه! ؟؟ .
ممكن أن تجيب كما يلي : لا بد للذاكر المُكثر أن ينال كشوفات لما ثبت في مسلم رقم 2750 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لوتدومون على ماتكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطرق. أليس هذا جواب كاف شاف؟ .
ومن العجب أننا إذا رجعنا إلى تاريخ دمشق لابن عساكر نجد أكثر أصحاب الكرامات صوفيون! وقد ذكر لفظ "الكرامات" فيه خمس وعشرين مرة كلهم صوفيون.
وإذا رجعنا إلى صفة الصفوة لابن الجوزي نراه ذكر لفظ "الكرامات" تسع مرات كلهم صوفيون وكذلك إذا رجعنا إلى سير أعلام النبلاء للذهبي نجده ذكر لفظ "الكرامات" ثلاثين مرة عامتهم صوفيون. وذكره في تاريخ الإسلام بضع وستين موضعا كلهم صوفيون وذكره العسقلاني في إنباء الغمر إحدى وعشرين موضعا كلهم صوفيون. وذكره السيوطي في حسن المحاضرة عشرين موضعا وهم بحمد الله صوفيون. وأما السخاوي في الضوء اللامع فقد ذكره ثمانين مرة وكلهم كما ذكرنا صوفيون.
أما أصحاب الكتب والمجلدات الباحثون ليلا و نهارا الغارقون فيه لا تكاد تجد فيهم أصحاب الكرامات والكشوفات إبتداء من أولهم إلى آخرهم وأرى أن ذلك لقلة ذكرهم وعنايتهم بالرجال تعديلا و تجريحا.
الأقطاب والإمداد والتكوين
لقد عجبت لمن ينكر تسخير الله الخلائق لأوليائه وهو يقرأ كل يوم قوله تعالى { فسخرنا له الريح تجري بأمره رُخاء حيث أصاب}
وعجبت أيضا لمن ينكر تصرف الأولياء ويصدق بكرامتهم! لأن الأولياء لا يفعلون بحولهم وقوتهم وإرادتهم بل بحول الله وقوته وإرادته كما أكرم الملائكة يفعلون بحول الله. قال الله تبارك وتعالى {ﻓﺎﻟﻤﻘﺴﻤﺎﺕ ﺃﻣﺮ} اتفق المفسرين أن الله أقسم بالملائكة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ. ودلت الآية بأن أرزاق العباد تجري على أيدي الملائكة ظاهرا وأن الله هو المدبر الكل حقيقة، إذًا : كيف يكون الإعتقاد بتصرف الأولياء كفر والإعتقاد بتصرف الملائكة إيمانُ هذا لمن أعجب العجائب.
للخليفة "القطب" تصرف مع الملائكة كما قال ابن جرير الطبري في تفسيره عند قوله تعالى {إني جاعل في الأرض خليفة} برقم 607- ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﻁ، ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺫﻛﺮﻩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﻭﻋﻦ ﻣﺮﺓ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭﻋﻦ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:"ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻍ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ خلقه جعل ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺳﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻊ ﻣﻠﻜﻪ ﺧﺎﺯﻧﺎ، ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻛﺒﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ اﻟﻠﻪ ﻫﺬا ﺇﻻ ﻟﻤﺰﻳﺔ ﻟﻲ - ﻫﻜﺬا ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻤﺰﻳﺔ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺫﻟﻚ اﻟﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻃﻠﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ.
وفي رقم 689 قال :ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺣﺠﺎﺝ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻑ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﺯﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺳﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ اﻷﺭﺽ.
وقال رئيس المتشددين ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 4 ص 379 : ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻨﻔﻊ اﻟﻤﺘﻌﺪﻱ ﻭاﻟﻨﻔﻊ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا ﻫﻢ - أي الملائكة - ﺗﺠﺮﻱ ﺃﺭﺯاﻕ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻮﺣﻲ ﻭﻳﺤﻔﻈﻮﻥ ﻭﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ. ﻭاﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﻥ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻟﺸﺎﻓﻊ... حتى قال : ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﻗﻄﺎﺏ ﻭاﻷﻭﺗﺎﺩ ﻭاﻷﻏﻮاﺙ؛ ﻭاﻷﺑﺪاﻝ ﻭاﻟﻨﺠﺒﺎء؟.
وقال في مجموع فتاويه ج 4 ص 376 : ﻭﺇﺫا ﺗﺒﻴﻦ ﻫﺬا: ﺃﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻘﺴﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ؛ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻫﺬا اﻟﻐﺒﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺄﻳﺪﻱ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼﻕ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ ﺑﻞ اﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺧﺘﺺ ﺁﺩﻡ ﺑﻌﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺷﺮﻑ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺣﻜﻢ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﺰﻳﺪ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺄﻳﻦ اﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻴﺎﺕ اﻟﻄﺮﻳﻖ؟ ﻭﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺪﺭﺓ. ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ اﻟﻤﻠﻚ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻭﺫﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﺟﺒﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮﻯ ﻭﺃﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﺸﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻓﻘﺪ ﺁﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻏﺮﻕ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻧﻮﺡ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻷﺑﺮﻩ" ﻭﺭﺏ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏﺒﺮ ﻣﺪﻓﻮﻉ ﺑﺎﻷﺑﻮاﺏ ﻟﻮ ﺃﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻷﺑﺮﻩ ". ﻭﻫﺬا ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺷﻴﺎء. ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﺛﺮ: " ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﺸﻲء ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﻃﻌﻨﻲ ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻲء ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﺃﻧﺎ اﻟﺤﻲ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﻃﻌﻨﻲ ﺃﺟﻌﻠﻚ ﺣﻴﺎ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ" ﻭﻓﻲ ﺃﺛﺮ: "ﺇﻥ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺗﺄﺗﻴﻪ اﻟﺘﺤﻒ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ اﻟﺤﻲ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻲ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ" ﻓﻬﺬﻩ ﻏﺎﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻭﺭاءﻫﺎ ﻣﺮﻣﻰ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﺑﻪ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﺑﻪ ﻳﺒﻄﺶ ﻭﺑﻪ ﻳﻤﺸﻲ؟ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻡ ﻟﻘﻮﺗﻪ ﻗﻮﺓ.
وقال فيه ج 10 ص 549: ﺣَﺪَّﺛَﻨِﻲ ﺃَﺑِﻲ ﻋَﻦْ ﻣُﺤْﻴِﻲ اﻟﺪِّﻳﻦِ ﺑْﻦِ اﻟﻨَّﺤَّﺎﺱِ؛ ﺃَﻧَّﻪُ ﺭَﺃَﻯ اﻟﺸَّﻴْﺦَ ﻋَﺒْﺪَ اﻟْﻘَﺎﺩِﺭِ ﻓِﻲ ﻣَﻨَﺎﻣِﻪِ ﻭَﻫُﻮَ ﻳَﻘُﻮﻝُ : ﺇﺧْﺒَﺎﺭًا ﻋَﻦْ اﻟْﺤَﻖِّ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ: " ﻣَﻦْ ﺟَﺎءَﻧَﺎ ﺗَﻠَﻘَّﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ اﻟْﺒَﻌِﻴﺪِ ﻭَﻣَﻦْ ﺗَﺼَﺮَّﻑَ ﺑِﺤَﻮْﻟِﻨَﺎ ﺃَﻟَﻨَّﺎ ﻟَﻪُ اﻟْﺤَﺪِﻳﺪَ...
فأقره ابن تيمية ويشرحه ص 550 قائلا : ﻓَﺈِﻧَّﻪُ - أي الدعاء - ﻳُﻔِﻴﺪُ ﻗُﻮَّﺓَ اﻟﻌﺒﺪ ﻭَﺗَﺼْﺮِﻳﻒَ اﻟْﻜَﻮْﻥِ ﻭَﻟِﻬَﺬَا ﻫُﻮَ اﻟْﻐَﺎﻟِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺫَﻭِﻱ اﻷَْﺣْﻮَاﻝِ ﻣﺘﺸﺮﻋﻬﻢ ﻭَﻏَﻴْﺮِ ﻣﺘﺸﺮﻋﻬﻢ ﻭَﺑِﻪِ ﻳَﺘَﺼَﺮَّﻓُﻮﻥَ ﻭَﻳُﺆْﺛِﺮُﻭﻥَ...
وقال في مجموع فتاويه ج 3 ص 156 : ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ: اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻜﺮاﻣﺎﺕ اﻷﻭﻟﻴﺎء ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻮاﺭﻕ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺎﺕ ﻭﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭاﻟﺘﺄﺛﻴﺮاﺕ ﻛﺎﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻒ اﻷﻣﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻜﻬﻒ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻋﻦ ﺻﺪﺭ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻗﺮﻭﻥ اﻷﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
وقال في المجموع ج 3 ص 376 عند ثنائه على الشيخ عدي وأتباعه : ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﻌﺰ ﺑﻪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ. ﻭﻓﻲ ﺃﻫﻞ اﻟﺰﻫﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻟﻪ اﻷﺣﻮاﻝ اﻟﺰﻛﻴﺔ ﻭاﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﻭﻟﻪ اﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺎﺕ ﻭاﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ.
وقال في مجموع فتاويه ج 10 ص 493 : ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻴﺦ عبد القادر - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -ﻭﻋﻼﻣﺔ ﻓﻨﺎء ﺇﺭاﺩﺗﻚ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻊ ﺇﺭاﺩﺓ اﻟﻠﻪ ﺳﻮاﻫﺎ ﺑﻞ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﺭاﺩﺓ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻌﻠﻪ، ﺳﺎﻛﻦ اﻟﺠﻮاﺭﺡ، ﻣﻄﻤﺌﻦ اﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻣﺸﺮﻭﺡ اﻟﺼﺪﺭ، ﻣﻨﻮﺭ اﻟﻮﺟﻪ، ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺨﺎﻟﻘﻬﺎ ﺗﻘﻠﺒﻚ ﻳﺪ اﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻙ ﻟﺴﺎﻥ اﻷﺯﻝ، ﻭﻳﻌﻠﻤﻚ ﺭﺏ اﻟﻤﻠﻚ ﻭﻳﻜﺴﻮﻙ ﻧﻮﺭا ﻣﻨﻪ ﻭاﻟﺤﻠﻞ، ﻭﻳﻨﺰﻟﻚ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ اﻟﻌﻠﻢ اﻷﻭﻝ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻜﺴﺮا ﺃﺑﺪا. ﻓﻼ ﺗﺜﺒﺖ ﻓﻴﻚ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﻻ ﺇﺭاﺩﺓ ﻓﺘﻔﻨﻰ ﻋﻦ ﺃﺧﻼﻕ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻚ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﻭﺧﺮﻕ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻓٓﻴُﺮٓﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻚ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﺤﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﻓﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ.
وقال ابن القيم في "الروح" ص 102 : للروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفوذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقت واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية..
وأقر التيميون بوجود المدد في كتابهم العقود الدرية تأليف ابن عبد الهادي ص 491 قالوا في حق ابن تيمية شعرا :
قطب الزمان وتاج الناس كلهم * روح المعاني حوى كل العبادات. حوى من المصطفى علما ومعرفة * وجاءه منه إمداد النوالات!!
قلت : هنا أثبتوا أن شيخهم يستمد من النبي صلى الله عليه وسلم! لقولهم (وجاءه منه إمداد النوالات)
وفيه ص 448 أثبتوا أن شيخهم يمد الآخرين قالوا : هنيئا لرمس ضم بحر فضائل * فطوبى لقوم جاوروه وضاجعوا. فلا بد من فضل عظيم ورحمة * تحيى بها طول المقام المضاجع.
وفيه ص 414 قالوا : وأعجب لقبر ضم بحرا زاخرا * بالفضل يقذف بالعلا والسؤدد!.
وفي ص 456 : ﺃﻧﺖ ﺭﻭﺡ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻙ اﻵ * ن ﻭﻗﻠﺐ اﻟﻮﺭﻯ ﻭﻋﻴﻦ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭاﻟﺒﺮاﻳﺎ ﺇﺫا اﻋﺘﺒﺮﺕ ﺟﻤﻴﻌﺎ * ﻣﻨﻚ ﺃﺿﺤﻮا ﺑﻤﻨﺰﻝ اﻟﺠﺜﻤﺎﻥ
أنكر ابن تيمية وجود القطب والغوث والأبدال ثم أثبته بهذه الصفة التالية : قال في مجموع فتَاويه ج11 ص 440 وأمَّا الْأَوْتَادُ فَقَدْ يُوجَدُ فِي كَلَامِ الْبَعْضِ أَنَّهُ يَقُولُ: فُلَانٌ مِنْ الْأَوْتَادِ يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُثَبِّتُ بِهِ الْإِيمَانَ وَالدِّينَ فِي قُلُوبِ مَنْ يَهْدِيهِمْ اللَّهُ بِهِ كَمَا يُثَبِّتُ الْأَرْضَ بِأَوْتَادِهَا وَهَذَا الْمَعْنَى ثَابِتٌ لِكُلِّ مَنْ كَانَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ الْعُلَمَاءِ فَكُلُّ مَنْ حَصَلَ بِهِ تَثْبِيتُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ فِي جُمْهُورِ النَّاسِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْأَوْتَادِ الْعَظِيمَةِ وَالْجِبَالِ الْكَبِيرَةِ وَمَنْ كَانَ بِدُونِهِ كَانَ بِحَسَبِهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مَحْصُورًا فِي أَرْبَعَةٍ وَلَا أَقَلَّ وَلَا أَكْثَرَ. وَأَمَّا الْقُطْبُ فَيُوجَدُ أَيْضًا فِي كَلَامِهِمْ فُلَانٌ مِنْ الْأَقْطَابِ أَوْ فُلَانٌ قُطْبٌ فَكُلُّ مَنْ دَارَ عَلَيْهِ أَمْرٌ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ أَوْ الدُّنْيَا بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا فَهُوَ قُطْبُ ذَلِكَ الْأَمْر وَمَدَارُه!! ُ سَوَاءٌ كَانَ الدَّائِرُ عَلَيْهِ أَمْرَ دَارِهِ أَوْ دَرْبِهِ أَوْ قَرْيَتِهِ أَوْ مَدِينَتِهِ أَمْرَ دِينِهَا أَوْ دُنْيَاهَا بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا وَلَا اخْتِصَاصَ لِهَذَا الْمَعْنَى بِسَبْعَةٍ وَلَا أَقَلَّ وَلَا أَكْثَرَ؛ لَكِنَّ الْمَمْدُوحَ مِنْ ذَلِكَ مَنْ كَانَ مَدَارًا لِصَلَاحِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ دُونَ مُجَرَّدِ صَلَاحِ الدُّنْيَا؛ فَهَذَا هُوَ الْقُطْبُ فِي عُرْفِهِمْ فَقَدْ يَتَّفِقُ فِي بَعْضِ الْأَعْصَارِ أَنْ يَكُونَ شَخْصٌ أَفْضَلَ أَهْلِ عَصْرِهِ وَقَدْ يَتَّفِقُ فِي عَصْرٍ آخَرَ أَنْ يَتَكَافَأَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فِي الْفَضْلِ عِنْدَ اللَّهِ سَوَاءٌ وَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ زَمَانٍ شَخْصٌ وَاحِدٌ هُوَ أَفْضَلُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ مُطْلَقًا.
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
أما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بمعنى أن يكشف الله عنك أرواح الأنبياء تتحدث معهم فقد أثبتناها في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية وقلت هنا إختصار :
أما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقد ورد في حديث صريح. وقبل كل شيء أقول: كما أمكن للنبي صلى الله عليه أن يرى الأنبياء حتى صلوا خلفه كذلك يمكن لبعض أتباعه أن يروا شيئا لما ثبت أن ما يكون لنبي معجزة يكون لولي كرامة. ما للمنكرين حجة إلا تأويلات ويقولون :﴿ إنك ميت وإنهم ميتون﴾ فنقول: إذا فلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنبياء ليلةالمعراج! أليسوا ميتين؟!. نعم هذه الرؤية برزخية .
في البخاري ٦٩٩٣ ومسلم ٢٢٦٦ وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رآني في منامه فسيراني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي)
قلت: نطلقه كما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وليس من السلف عالم معتبر أوّله بالآخرة ألبتة؛ ونطالب المنكرين أن يأتوا بحديث قيد هذا الحديث بالآخرة ولن يستطعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
قال السيوطي في شرح مسلم ج 10 ص 287 : وأما أصل رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة فقد نص على إمكانها ووقوعها جماعة من الأئمة منهم حجة الإسلام الغزالي والقاضي أبو بكر بن العربي والشيخ عز الدين بن عبد السلام وابن أبي جمرة وابن الحاج واليافعي في آخرين".
وقال ابن حجر في الفتح ج 12، ص 385 بعد كلام: "وحمله بن أبي جمرة على محمل آخر فذكر عن بن عباس أو غيره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فبقي بعد أن استيقظ متفكرا في هذا الحديث فدخل على بعض أمهات المؤمنين ولعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيها فرأى صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير صورة نفسه ونقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء".
وقال السيوطي في الحاوي للفتاوي ج 2، ص 197 : "أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان يرى الأنبياء ويجتمع بهم في الأرض، كما تقدم أنه رأى عيسى في الطواف، وصح «أنه صلى الله عليه وسلم مر على موسى وهو يصلي في قبره» ، وصح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (الأنبياء أحياء يصلون) فكذلك إذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض يرى الأنبياء ويجتمع بهم ومن جملتهم النبي صلى الله عليه وسلم، فيأخذ عنه ما احتاج إليه من أحكام شريعته".
الثالث: أن جماعة أئمة الشريعة نصوا على أن من كرامة الولي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع به في اليقظة، ويأخذ عنه ما قسم له من معارف ومواهب، وممن نص على ذلك من أئمة الشافعية: الغزالي، والبارزي، والتاج ابن السبكي، والعفيف اليافعي، ومن أئمة المالكية القرطبي ،وابن أبي جمرة، وابن الحاج في " المدخل." وقد حكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه، فروى ذلك الفقيه حديثا، فقال له الولي: هذا الحديث باطل، فقال الفقيه:
ومن أين لك هذا؟ فقال: هذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف على رأسك يقول: إني لم أقل هذا الحديث، وكشف للفقيه فرآه، وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: لو حجبت عن النبي صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي مع المسلمين".
وفي كتاب من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا بأسانيد صحيحة عن النعمان بن بشير أن زيد بن خارجة بينما ﻫﻮ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺑﻴﻦ اﻟﻈﻬﺮ ﻭاﻟﻌﺼﺮ، ﺇﺫ ﺧﺮ ﻓﺘﻮﻓﻲ، ﻓﺄﻋﻠﻤﺖ ﺑﻪ اﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﺄﺗﻮﻩ، ﻓﺎﺣﺘﻤﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﺴﺠﻮﻩ ﺑﻜﺴﺎء ﻭﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﻧﺴﺎء ﻣﻦ ﻧﺴﺎء اﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﺒﻜﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ، ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭاﻟﻌﺸﺎء ﺳﻤﻌﻮا ﺻﻮﺗﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺼﺘﻮا. ﻓﻨﻈﺮﻭا، ﻓﺈﺫا اﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻓﺤﺴﺮﻭا ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺻﺪﺭﻩ، ﻓﺈﺫا هو يقول : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليك يا رسول الله صدق صدق.... الخ
وفيه بإسناد صحيح أن ابن حراش أفاق بعد إغماء وقال : السلام عليكم.. لقيت ربي بروح وريحان ورب غير غضبان وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون إني لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه فعجلوا جهازي ثم طُفئ..
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب ج 2 ص 547 : أن زيد بن خارجة غشي عليه وأسري بروحه....
قال بكر بن عبد الله أبو زيد في فقه النوازل ج 1 ص 233 : أن من عاش بعد الموت - أي بعد الإغماء - لا موت حقيقة.
وثبت في أحكام تمني الموت لمحمد بن عبد الوهاب ج 1 ص 11 قال : ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻃﻌﻦ اﺑﻨﻪ ﻋﺎﻡ ﻋﻤﻮاﺱ، ﻓﻤﺎﺕ، ﻓﺼﺒﺮ ﻭاﺣﺘﺴﺐ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺒﻴﺐ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻗﺔ، ﻻ ﺃﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﻧﺪﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻫﻞ ﺗﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ؟ قال : ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺭﻭﺡ اﺑﻨﻲ، ﻓﺒﺸﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪا ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻭاﻟﺸﻬﺪاء ﻭاﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﻲ.
وفي فضائل أبو حنيفة حديث 228 عن أبي نعيم الفضل بن دكين قال دخلت على الحسن بن صالح فرأيته يضحك فقلت تدفن أخاك (علي بن صالح) غدوة وتضحك في أخر النهار قال إنه ليس على أخي بأس قلت وكيف ذاك؟ قال دخلت عليه صدر نهاره فقلت يا أخي كيف تجد؟ قال : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين .... فقلت تقرأ القرآن أم ترى شيئا؟ قال : أولا ترى ما أرى؟ قلت ما ترى؟ قال : هذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يضحك إلي ويبشرني بالجنة.. ثم قضى.
وفي معجم الأوسط رقم 6471 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺮﺱ، ﻧﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﺛﻨﺎ اﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﺮ، ﺑﺼﻔﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﺃﺻﻴﺐ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﺇﻧﻲ ﻟﻘﻴﺖ اﻟﺠﺒﺎﺭ، ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ اﻟﺤﻮﺭ اﻟﻌﻴﻦ، اﻟﻴﻮﻡ ﻧﻠﻘﻰ اﻷﺣﺒﺔ محمدا وحزبه «، ﻋﻬﺪ ﺇﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:» ﺇﻥ ﺁﺧﺮ ﺯاﺩﻙ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﻴﺎﺡ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ
هل يُعرف الولي بعينه؟
يزعم بعض المتمسلفين أنه لا يعرف الولي ومن نسب إلى أحد بولاية فهو جاهل!.
الجواب : في مجموع فتاوى ابن تيمية ج 11 ص 65 قال : يمكن العلم بذلك -أي الولاية- للولي نفسه ولغيره ولكنه قليلون..... أما من شاع له لسان صدق في الأمة بحيث اتفقت الأمة على الثناء عليه فهل يشهد له بذلك؟ فيه نزاع بين أهل السنة والأشبه أن يشهد له بذلك.
وفي مسائل الإمام بن باز ص 49 سؤال رقم 78 : سئل الشيخ عن الأبدال هل يعرفون بأعيانهم؟ الجواب : هم مثل الأولياء وسئل عن ابن تيمية وابن القيم أمن الأبدال؟ الجواب : هم من خيرة الأبدال.
مناقب بعض الأولياء
أما مناقب الأولياء وما أعطاهم الله من المواهب والأنوار وأن حبهم ينفع المحب يوم القيامة لا ينكره إلا بعض المتمسلفين! إذا كان الولي قد يُعرف بأنه ولي من طريق الإلهام وغيره كما تقدم لما ذا لا نصدق أقوالهم في المناقب! ولماذا لا ينفعنا حبهم مع ما ثبت في صحيح البخاري : أن المرأ مع من أحب. وقد أعطى المتمسلفين شيخهم مناقبا عظاما كما يأتي :
في العقود الدورية ص ٣٢٨: احفظوا قلبه فإن مثل هذا قد يدعى عظيما في ملكوت السماء واعملوا على رضاه بكل ممكن واستجلبوا وده لكم وحبه إياكم بمهما قدرتم عليه فإذا حصلت لكم محبته رجوت لكم بذالك الخصوصية! أكتمها ولاأذكرها.....وتلك الخصوصية هي أن ترزقوا قسطا من نصيبه الخاص المحمدية مع الله تعالى فإن ذالك إنمايسري بواسطة محبة الشيخ للمريد واستجلاب المريد محبةالشيخ .....وأرجو أنكم إذا فتحتم بينكم وبين ربكم تعالى بصحيح المعاملة والتهجد أن ينفتح لكم معرفةحقيقة هذا الرجل ان شاءالله......
وفيه ص٣٣٢ : فمتى تغيرت قلوبهم-يعني الطلبة- عليه-يعني ابن تيمية- ورأوا فيه نقصا حرموا فوائده الظاهرة والباطنة وخيف عليهم المقت من الله أولا ثم من الشيخ ثانيا.
في العقود الدورية ج 1 ص 494 : ﻫﻮ ﻓﻲ ﺭﺗﺒﺔ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻓﺎﻋﻠﻢ ... ﻫﻜﺬا ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺘﻬﺎﻣﻲ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﻮاﻩ ﺑﻮﺟﺪ ... ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺘﻔﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﻡ.
وفي ج 1 ص 498 : ﺣﺒﺮ ﺗﺨﻴﺮﻩ اﻹﻟﻪ ﻟﺪﻳﻨﻪ ... ﺧﺘﻢ ﻷﻋﻼﻡ اﻟﻬﺪﻯ ﻭﺧﺘﺎﻡ.
وفي ج 1 ص 499 : ﻓﻠﺌﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻟﺜﺎﻣﻦ ... ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﺎﻕ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﺳﻮﻯ اﻟﺜﻼﺙ فإﻧﻬﺎ ... ﺧﻴﺮ اﻟﻘﺮﻭﻥ ﻳﺰﻳﻨﻬﻦ ﺗﻤﺎﻡ.
وفي ج 1 ص 527 : ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ... ﻋﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺯﻫﺪ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺧﻄﺮ.
وفي الشهادة الزكية ج 1 ص 32 : لما أتينا تقي الدين لاح لنا * داع إلى فرد ماله وزر.
على محياه من سيما الأولى صحبوا * خير البرية نور دونه القمر.
وفيه ص 373 : ونسب إلى ما لا ينسب مثله إليه والتطول على الحضرة العالية لا يليق إن يكن في الدنيا قطب فهو القطب على التحقيق.
وفي الدرر السنية ج16 ص325 : لقد أشرقت نجد بنور ضيائه. يعني بنور محمد بن عبد الوهاب!! وكرره ج16 ص344.
وفي العقود الدرية في حق ابن تيمية ص 456 : والبرايا إذا اعتبرت جميعا منك أضحوا بمنزل الجثمان. وفيه ج 1 ص 427 : وكان إماما يستضاء بنوره. وفي ص٣٨٩ : هو آية للخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر !!
وفيه ص٤١٥ أن ابن تيمية هو خاتم العلماء!!
قلت : من أين أتاكم هذه الختمية؟
وفي ص٣٥٩قال :الشيخ الإمام وحيد دهره وفريد عصره!!
وفيه ص ٣٧٣ قال:وفريد العصر لوأقسم مقسم بالله أن هذا الإمام ليس له نظير لكانت يمينه برة غنية عن التكفير!!
قلت :أين حديث في ما تدعون ؟ وماإسناده؟ إذا كنا نقول أن الشيخ أحمد التجاني رضي الله عنه خاتم الأولياء فقد قلتم أن ابن تيمية خاتم العلماء كما تقدم وقلتم في العقود الدرية ص٣١٠أن ابن تيمية هو الإمام الأمة الهمام أعاد الله علينا بركاته!!
قلت : حتى له بركات يعود عليكم؟!!
وفي العقود الدرية ص ١٨ : هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة!! ومفتي الأمة!! وبحر العلوم سيد الحفاظ!! وفارس المعاني والألفاظ فريد العصر!! وقريع الدهر شيخ الإسلام!! بركة الأنام وعلامة الزمان وترجمان القرآن علم الزهاد وأوحد العباد قامع المبتدعين وآخر المجتهدين!! تقي الدين أبو العباس احمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله.
وفيه ص ٤٦١ قال : وياقدوة يقتدي العارفون بنور هدايته الوافرة.
وفي الشهادة الزكية ص ٨٧ :هو -ابن تيمية - ترجمان القرآن سيد المحققين وسند المدققين وشيخ الإسلام والمسلمين!!
قلت : أين الدليل في هذا الإطراء.؟! بل ابن العباس هو الترجمان للقرآن ثم إذا كان ابن تيمية هو سيد المحققين فأين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم!؟؟
وفي كتابهم أعلام المجددين ص٢١ أن ابن تيمية مجدد!!
وفيه ص٤٦ أن محمد بن عبد الوهاب مجدد.!!
وقال الوهابيون في ترجمة شيخهم محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السنية ج 16 ص322 وبالجملة: فمحاسنه وفضائله أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر. ومن طالع مصنفاته، واستقرأ سيرته ومؤلفاته، عرف أنه من أغزر الناس علما، وأحدهم فهما، وأنفذهم عزما وأشجعهم؛ بل هو من أكابر السلف ولعمري هو شيخ الإسلام، قدوة الأنام، حسنة الأيام، افتخرت به نجد على سائر الأمصار؛ بل زها به عصره على سائر متقدمي الأزمان والأعصار، لما جمع الله له من المناقب والفضائل، التي أوجبت للأواخر الافتخار على الأوائل. قام مقام نبي، ودعا وملأ اسمه الدنيا شرقا وغربا. ولم ير في عصره من يستجلي النبوة المحمدية وسننها وأقوالها عليه إلا هو.
وفي كتاب "إمام العصر" تأليف د/ ناصر الزهراوي. فيه ص 27 : وُصف بن باز قائلين : مضى طاهر الأثواب... ويحيا به الثرى... وفيه ص 197 : أنه قرآن يمشي بين الناس.
في الجامع الفريدة للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد ص 4 قال: فأقام الله هذا الإمام - أي محمد بن عبد الوهاب - في أهل نجد مقام النبي...
تعليقات
إرسال تعليق