المحدثون صوفيون
جـ : نعم كثير من المحدثين اعتنوا بالتصوف وصاحبوا أئمة الصوفية وأخذوا عنهم وقد ظهر التصوف منذ زمن كبار التابعين كما أثبتنا لك ذلك في قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية وسنذكر قليلا منهم على الإختصار :
منهم : سَلْمُ بن ميمون الزاهد الرازي (ت 220هـ الذي “روى عن مالك وسفيان بن عيينة، وهو من كبار الصوفية”؛ وفقا للذهبي في ميزان الاعتدال رقم 3381.
ومنهم : أبو جعفر ابن الفرجي(ت 270هـ) يترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد رقم 1815 فيقول : إنه ورث مالا كثيرا فأخرجه جميعه وأنفقه في طلب العلم، وعلى الفقراء والنساك والصوفية. وكان له موضع من العلم والفقه ومعرفة الحديث، لزم عليّ بن المَدِيني إمام المحدِّثين فأكثر عنه، وكان يحفظ الحديث ويفتي وصحب مشايخ الصوفية.
منهم : أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني المولود 336 هـ ألف – الأربعون عل مذهب المحققين من الصوفية- ثم – حلية الأولياء – ملئهما بتراجم المتصوفين وأحوالهم له 28 كتب في المكتبة الشاملة حالا.
منهم عبد الرحمن السُلمي النيسابوري المولود 325 هـ ألف (طبقات الصوفية) ثم – آداب الصحبة – و – أربعون في التصوف – وله 9 كتب في المكتبة الشاملة حالا.
منهم : الإمام المحدث الكبير أبو عبدالله الحاكم النيسابوري المولود 321 هو صوفي قال الذهبي في سير أعلام ج 12 ص 572 : صحب الحاكم من المشائخ الطريق إسماعيل بن نجيد وجعفر الخلدي وأيا عثمان المغربي. وأثنى الصوفية بنفسه في المستدرك ج 3 ص 18 قائلا الصوفية طائفة من المسلمين فمنهم أخيار ومن دون ذلك. وللحاكم 7 كتب في المكتبة الشاملة حالا منها – المستدرك على الصحيحين – تاريخ نيسابور – معرفة علوم الحديث – الخ
منهم : ابن الأعرابي البصري الصوفي شيخ الحرم المولود حوالي 240 قال الذهبي في سيره ج 12 ص 27 صحب المشائخ وتعبد وتأله… قد صحب الجنيد وأبا أحمد القلانسي… وكان من علماء الصوفية.
قلت:له في المكتبة الشاملة 3 كتب (المعجم) وكتاب (القبل والمعانقة) وكتاب (الزهد وصفة الزاهدين).
منهم : البيهقي تلميذ أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي يروي عنه كثيرا ومدح الصوفية في كتابه شعب الإيمان في الإيثار رقم 3211 وما بعده.
منهم : الخطيب البغدادي المؤرخ الكبير المولود 392 له إعتقاد في الصوفية وسأل الله أن يجاوره بـبشر الحافي فأعطاه الله ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام ج 13 ص 423. وقد ألف الخطيب كتابا على حقائق الصوفية وسماه ( الزهد والرقائق) وله 31 كتب في المكتبة الشاملة منها – تاريخ بغداد – إقتضاء العلمٓ العملُ – الجامع للأخلاق الراوي – تلخيص المتشابه. الخ
منهم : أبو سعيد الهروي الماليني المولود حوالي 360 هـ له كتاب (الأربعون في شيوخ الصوفية)
ومنهم : الحسن بن محمد البَلْخي الدَّرْبَنْدي (ت 456هـ) الذي نعته الذهبي -في السِّيَر – ترجمة 1815 وقال : “الشيخ الإمام الحافظ.. الصوفي المحدِّث، من المشايخ الجوّالين في الحديث”.
ومنهم : أبو صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك النيسابوري (ت 470هـ)، ترجمه الذهبي في السير ترجمة 4304 فقال إنه “الإمام الحافظ الزاهد المُسنِد، محدِّث خراسان الصوفي كان نسيجَ وَحْدِهِ في حفظ القرآن وجمع الأحاديث”.
ومنهم : محمد بن طاهر الإمام المقدسي ابن القيسراني الصوفي المولود 478 له كتاب (صفوة التصوف) له كتب 11 في المكتبة الشاملة منها : تذكرة الحفاظ – ذخيرة الحفاظ – المؤتلف والمختلف – أطراف الغرائب
ومنهم : الحكيم الترمذي الصوفي المحدث له 7 كتب في المكتبة الشاملة منها ( المنهيات) و(نوادر الأصول)
ومنهم : عبد الكريم القشيري المولود 376 هـ وهو صاحب (الرسالة) وله أيضا (لطائف الإشارات) و (نحو القلوب) كلها موجودة في المكتبة الشاملة.
منهم : الكلاباذي المتوفى 380 له كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) وله كتابان أيضا في المكتبة الشاملة هما (معاني الأخبار) و (الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد) وقال في تعرفه ج 1 ص 27: الذين نطق بعلوم الصوفية وعبر عن مواجيدهم بعد الصحابة هم : علي زين العابدين وابنه محمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق وأويس القرني وحسن البصري ومالك بن دينار وعبد الواحد بن زيد وفضيل بن عياض وابنه وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن المبارك…..
ومنهم : الإمام الفَراويّ (ت 587هـ) أحد رواة ‘صحيح مسلم‘، وقال عنه النووي -في ‘شرح مسلم‘- إنه كان “إماما بارعا في الفقه والأصول وغيرهما، كثير الروايات بالأسانيد الصحيحة العاليات، رحلتْ إليه الطلبة من الأقطار..، وكان يقال له فقيه الحرم لإشاعته ونشره العلم بمكة..، نشأ بين الصوفية”. ويقول الذهبي -في ‘السِّيَر’- إن الفَراوي “اجتمع فيه.. علوّ الإسناد ووفور العلم، وصحة الاعتقاد وحسن الخلق”.
منهم : الإمام النووي أخذ الطريقة عن الشيخ ياسين الزركشي كما قال السبكي في طبقات الشافعية ج 8 ص 396. وتكلم النووي أصول طريقة التصوف في كتابه المقاصد ص 56. وألف لهم كتابا سماه (بستان العارفين)
منهم : ابن العربي أبو بكر المالكي الصوفي ألف للتصوفية كتابا سماه (سراج المريدين)
منهم : ابن الملٓقِن الصوفي له (طبقات الأولياء) ترجم الصوفيين فيه وله في المكتبة الشاملة 10 كتب
منهم : الإمام العسقلاني كان يعتقد في الصوفية كما قال السخاوي في الجواهر والدرر ص 1045 محبته للصالحين… يعتقد فيهم..
منهم : الذهبي أخذ الطريقة عن اﻟﺸﻴﺦ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ اﻟﺴﺒﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ كما ثبت في مقدمة سير أعلام النبلاء ص 123 باب التعصب والإنصاف تحقيق شعيب الأرنؤوط.
منهم : السيوطي هو صوفي يكفيك كتابه الحاوي فيه باب (فتاوى الصوفية)
ومما أعجبني قول أبي نعيم في الحلية ج 2 ص 93 أن عامر بن عبد قيس أخذ الطريقة عن أبي موسى الأشعري.
منهم : الشوكاني قال في البدر الطالع ج 1 ص 408 : وقد تلقيتُ منه – أي عبد الوهاب – الذكر على الطريقة النقشبدية. وقال في فتح الرباني ج 2 ص 1045 :اﻋﻠﻢ- ﻭﻓﻘﻨﻲ اﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻙ- ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﺼﻮﻑ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻫﻮ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﻫﺒﻬﺎ ﻭﺗﺮاﺑﻬﺎ، ﺛﻢ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺡ ﻭاﻟﺬﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﺫﻣﻬﻢ، ﺛﻢ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ فمن كان ﻫﻜﺬا ﻓﻬﻮ اﻟﺼﻮﻓﻲ ﺣﻘﺎ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺒﺎء اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻴﺪاﻭﻳﻬﺎ. ﻣﻤﺎ ﻳﻤﺤﻮ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﺑﻮاﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﺠﻮﺑﺎ ﻓﻴﺒﺼﺮ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺑﺤﻮاﺱ ﻻ ﻳﺤﺠﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺤﻖ ﺣﺎﺟﺐ.
وقد أثبتنا في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية أن أئمة المتشددين مدحوا الطريقة الصوفية وأقروا بأنها حق وقلت فيه : إذا حكمنا أن التصوف ضلال بلا استشناء فلا بد أن نطرح من صحيح البخاري حديث 690 ومن صحيح مسلم 30 حديثا لأجل سفيان الثوري لأنه كان صوفيا كما ثبت في صفة الصفوة لابن الجوزي ج1، ص12 أنه كان يأخذ عن الصوفيين وثبت في طبقات الصوفية ج1، ص387 أن سفيان كان يصاحب الصوفية .
ولو قلنا أن الصوفية ضلالة لا بد أن نسقط من سنن الكبرى للنسائي 7حديثا ومن معجم الكبير للطبراني 22 حديثا والكبرى للبيهقي 69 حديثا وشعب الإيمان 114 حديثا لأجل أحمد بن يحيى الصوفي وأحمد بن محمد الصوفي وغيرهما. ونطرح من موارد الظمعان 38 حديثا، ومن المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم 179حديثا وصحيح ابن حبان 69 حديثا ومن الشريعة للآجوري 35 حديثا لأجل أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. بل إذا قلنا أن الصوفيين مشركون لتوسلهم عند قبور الصالحين فلا بد أن نحرق جميع كتب ابن حبان صحيحه وثقاته وغيرهما لكونه يتوسل عند قبور الصالحين ونحرق المعاجم الثلاثة للطبراني وكتب ابن أبي عاصم كلهم كانوا يصاحبون الصوفيين ويأخذون عنهم ويتوسلون راجع في كتابنا قواطع الأدلة بين الصوفية والوهابية.
وقلنا في المحاضرة التي عقدها شباب المسلمين في بوبو ديولاسو : الصوفية – هم الذين جاهدوا وفتحوا الأمصار بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودوخوا المشرق كعبد الله العارف وأتباعه الصوفيين المجاهدين وكذلك الجنوب كـ أحمد الصياد وأحمد بن علوان وأتباعهما الصوفيين. أما الشمال فـ محمد الفاتح وصلاح الدين الأيوبي. أما المغرب فـ عبد القادر الجزائري وعثمان ابن فودي وعمر الفوتي. وثبت أن ابن المبارك الصوفي هو أول من ألف كتاب الجهاد؟ فهاكم المراجع :
راجع تاريخ بغداد ج 11 ص 388 وسير أعلام النبلاء ج 8 ص 71. وعيون الروضتين في أخبار الدولتين لشهاب الدين المقدسي ج 1 ص 47 ثم ج 2 ص 53. وراجع “الصوفية والفقهاء في اليمن” . وكذلك “الإستقصاء لخبر دول المغرب الأقصى” . و “الثمار الزكية” .
أما عن علم الحديث فهم – أي الصوفية – أول من بنوا دارا للحديث [ دار الحديث] راجع البداية والنهاية لابن كثير ج 12 ص 347 عند ترجمة محمود زنكي. والصوفيون هم أيضا أول من بنوا المدارس النظامية راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج 33 ص 146 عند ترجمة قوام الدين الطوسي.
تعليقات
إرسال تعليق