وفيه ص 269 : الشيخ محمد عبد الملك السائحي هو الذي أسس بالمدينة المنورة أول زاوية تجانية وفيه ص 297 قال : وفي هذه السنة تفاوض الشيخ عبد الملك مع الشيخ ألفا هاشم في أمر الزاوية في المدينة المنورة
ومن كبار علماء الطريقة التجانية في السعودية : العارف بالله الشريف الأصيل سيدي محمد الغالي بن محمد فتحا بن إدريس بن أبي طالب الحسني الإدريسي، من ذرية القاسم بن المولى إدريس الأزهري. انتقل بعياله إلى الحرمين، ومن أشهر مريده الشيخ عمر الفوتي أخذ عنه الطريقة في المدينة المنورة.
وتوفي الشيخ محمد الغالي بمكة المكرمة في شهر ذي الحجة الحرام عام 1244هـ، ودفن بالمعلى بجانب قبر مولاتنا خديجة الكبرى رضي الله عنها.
ومن كبار علماء الطريقة التجانية في السعودية : الشيخ محمد هاشم بن أحمد الفوتي المالكي المدني المشهور بألفا هاشم تال
ولد ألفا هاشم عام 1283هـ ببلدة “حلوار” شمال السنغال في احدى مناطق فلاته في الصحراء الكبرى بإفريقيا.
ولما غزا الفرنسيون بلاده سنة 1320هـ وتصدى لهم في بداية الأمر ولكنه اضطر مكرهاً لمغادرة بلاده التي نشأ وترعرع فيها وتوجه إلى الحجاز حاجاً قاصداً بيت الله الحرام وكانت الرحلات في تلك الحقبة من الزمن صعبة إما مشياً على الأقدام أو ركوباً على الدواب فوصل إلى مكة المكرمة عام 1322هـ وأدى فريضة الحج وبها تعرف على جماعة من العلماء أكرموه وأحسنوا نزله وعرفوا مكانته من العلم وقدر الله له زيارة سيد الكونين صلى الله عليه وسلم ثم عاد إلى مكة المكرمة وتصدر للتدريس في المسجد الحرام حتى نهاية عام 1326هـ حيث عاد الشيخ إلى المدينة وجاور بها وبدأ يعرف بين أهلها ويشتهر بين طلابها.
دروسه العلمية
لم تمضي فترة طويلة حتى أصبح الشيخ ألفا هاشم أحد علماء المسجد النبوي الشريف وعقد حلقته بجانب الشيخ إبراهيم بري والشيخ حميدة الطيب والشيخ محمد العمري والشيخ عبد الفتاح أبو خضير والشيخ محمد الطيب الأنصاري.
فتصدر التدريس عام 1325هـ وكانت حلقته تعقد بعد صلاة المغرب من كل يوم خلف المكبرية من الجهة اليسرى قرب الروضة الشريفة.
وكانت حلقته تمتلئ بكثير من الطلاب المدنيين والمهاجرين وله حلقة أخرى تعقد في بيته بعد صلاة العصر أو العشاء فيؤمها طالبوا العلم ليأخذوا منها، فكان بيته مفتوحاً لكل طالب علم في أمور دينه الحنيف.
الشيخ الفاهاشم عضو مجلس الشورى
عين الشيخ الفاهاشم عضو مجلس الشورى وكان نظام المجلس يقضي أن تمثل كل مدينة أو أكثر في المجلس وكان يتم اختيار العضو بالانتخاب وأول من مثل المدينة المنورة هو الشيخ سعود دشيشة الرجل المحنك وعين الشيخ الفاهاشم من ضمن العلماء التي ترجع إليهم الدولة في أمورها الشرعية وكان الملك عبد العزيز يأخذ بفتواه دائماً ويقدمها على الفتاوى الأخرى.
الشيخ الفاهاشم والفتوى
لقد برع واشتهر في المدينة المنورة فكان من علمائها الأفاضل متضلعاً في المذاهب الأربعة وخاصة في المذهب المالكي ويتميز الفاهاشم بسعة الإطلاع وغزارة الحفظ فإذا أتته الفتوى فإنه يقول لأحد طلابه: افتح الكتاب كذا صفحة كذا في السطر رقم كذا واقرأ فإذا هي إجابة السائل.
وكانت تأتيه الفتاوى والأسئلة من شتى البلاد الإسلامية فيجيب عنها إما في وقتها وإما خلال موسم الحج من كل عام وكانت داره بحارة الأغوات تمتلئ في موسم الحج بالعلماء من العالم الإسلامي، ويأتيه دائما علماء إفريقيا ليلتقوا به ويحصلوا منه بفائدة.
تلاميذ الفا هاشم
إن من الصعب علينا أن نحصي تلاميذ هذا العالم الفاضل فهم يعدون بالألوف فمنهم في إفريقيا ومنهم في المدينة المنورة ومنهم من الأقطار الإسلامية الأخرى، فتذكر منهم على سبيل المثال وهذا ما استطعت أن أتحصل عليه من الأسماء الشيخ سعيد بن صديق الفوتي المدرس بالمسجد النبوي الشريف المتوفى سنة 1353هـ والشيخ العلامة المتفنن عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي المدرس بالمسجد النبوي الشريف المتوفى سنة 1377هـ والأستاذ الأديب المرحوم محمد حسين زيدان والشيخ عمر عادل التركي مؤسس مدرسة النجاح بالمدينة المنورة والشيخ حسن المشاط المدرس بالمسجد الحرام المتوفى سنة 1399هـ والشيخ حسين باسلامه المكي المتوفى سنة 1359هـ والشيخ محمد السالك بن الخرش المتوفى سنة 1408هـ والشيخ سيدي أحمد بن أدة وغيرهم.
مؤلفات ومكتبة الفاهاشم
لقد صنف الشيخ الفاهاشم كتباً كثيرة ونافعة متنوعة في كثير من العلوم مثل الفقه والحديث وكانت هذه المؤلفات موجودة عند أحد تلاميذه فعندما توفي الشيخ الفاهاشم جاء أحد الرجال الأفاضل من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهو الشيخ علي كتبي وبحث عن تلك المؤلفات حتى وجدها عند ذلك التلميذ فتسلمها منه ليطبعها على حسابه الخاص بمصر ولكن المنية وافت الشيخ علي في القاهرة قبل تهيئها للطبع وبوفاة هذا الرجل فقدت تلك المؤلفات وجهل مصيرها إلى يومنا هذا فيا حسرة على هذه المؤلفات النافعة التي كانت ستملئ بها المكتبات الإسلامية وينتفع بها.
وله مؤلف مشترك مع السيد شطا المكي اسمه: رسالة في حكمة أوراق النقود وقد طبع في المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.
وقد جمع الشيخ الفاهاشم مكتبة قيمة تحوي على نفائس الكتب والمخطوطات النادرة وبعد وفاته نقلت هذه المكتبة إلى إحدى الأربطة ثم بيعت الكتب والمخطوطات وبذلك تكون فقدت المكتبة وسبب ذلك أن الشيخ لم يرزق بولد يحمل اسمه ويحافظ على ما أثراه وإنما رزق ببنات لم يستطيعوا المحافظة على آثار والدهم لصغر سنهم حين وفاته.
تعليقات
إرسال تعليق