. محاضرة في بوركينا فاسو
محاضرة في واغادوغو عاصمة بوركينافسو بعنوان [ التعايش السلمي بين الطوائف] نظمها شباب المسلمين في بوركينافسو وخارجها عام 2019 /8/25 بقيادة [ الشيخ سليمان صوري ]
وقد حضرها الشيوخ والدكاتير والأساتيذ كالشيخ سعيد مايغا كوغورسيغي والشيخ عبد الله ويدروغو والشيخ محمد رابو... كثيرون وممن حضرها من الخارج الشيخ سعيد كبوري ورفقائه من ساحل العاج (كوت ديفوار) وكذلك الشيخ طاهر كوماسي ورفقائه من ساحل الذهب (غانا) وحضرها كثير من مالي ونجير ونيجيريا وحضرها رؤساء الحكومة والصحفيون . وقد قام شباب مسلمي بوركنافسو على ساق الجد حتى جائت المحاضرة على أكمل وجه. وممن ساعدوا المحاضرة بأموال طائلة : الشيخ أبو بكر سوادغو. والشيخ سيد قادر سوادغو، وغيرهما.
مختصر خطبة التي ألقاها الشيخ سليمان صوري
أما بعد : لقد عنونّا المحاضرة بـ التعايش السلمي بين الطوائف الإسلامية. طلب اتحاد صفوف المسلمين وجمعهم على الكتاب والسنة الصحيحة كما قال الله سبحانه وتعالى إنما المؤمنين إخوة.....
وفي صحيح البخاري رقم 481 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه البعض.
لذلك آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار......
وفي سنن الترمذي رقم 2510 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
وفي صحيح البخاري 13 لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب..........
لا يشغلنا إختلاف الفهوم لأن إختلاف فهم العلماء قديم منذ زمن الصحابة ولم يمنعهم ذلك عن الإئتلاف.....
في صحيح البخاري رقم 3707 عن علي رضي الله عنه قال : أقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الإختلاف حتى يكون للناس جماعة....
وترك ابن مسعود القصر وأتم مع عثمان وقال : الخلاف شر..
وفي سنن الدارمي 652 قيل لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : لو جمعت الناس على شيئ؟ فقال : ما يسرني أنهم لم يختلفوا ثم كتب إلي الآفاق وإلى الأمصار : ليقض كل قوم بما اجتمع عليه فقهائهم.......
حتى رؤوس المتشددين يقولون بعدم الإنكار في المسائل الخلافية قال ابن تيمية في مجموع فتاويه ج 30 ص 79 : ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻭاﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﻭاﺳﻌﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮا؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺇﺫا اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻓﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﺿﺎﻻ ﻭﺇﺫا اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﺄﺧﺬ ﺭﺟﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﻫﺬا ﻭﺭﺟﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﻫﺬا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺳﻌﺔ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ: ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺼﻨﻔﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ: ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﻨﻜﺮ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻡ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺻﺤﺔ ﺃﺣﺪ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﻠﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﻘﻮﻝ اﻵﺧﺮ ﻓﻼ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ
صنف ﺭﺟﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ: ﻻ ﺗﺴﻤﻪ " ﻛﺘﺎﺏ اﻻﺧﺘﻼﻑ " ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻤﻪ " ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺴﻨﺔ.
وقال ابن القيم في إعلام الموقعين ج 3 ص 224 : ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻻ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﻭﻟﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﻍ ﻟﻢ ﺗﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﺘﻬﺪا ﺃﻭ ﻣﻘﻠﺪا.
وفي الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 5 ص 7 : ﻓﻼ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺇﻻﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ اﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋﻞ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻢ اﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺯ ﻭﻋﺪﻣﻪ، ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ اﻟﻤﺠﻴﺰﻳﻦ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻬﻞ ﻭاﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ.
قال ابن عثيمين في مجموع فتاويه ج 15 ص 157 : ﺇﻥ اﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺃﻡ ﻻ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺁﺧﺮ ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮاءﺓ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ اﻟﺼﻼﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ؛ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﺎ ﺗﺮاﻩ ﺧﻄﺌﺎ, ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ.
قلت : إذا كان الأمر كما تقدم لما ذا ننازع ونبدع على مسائل خلافية؟ وكيف يكفر بعضنا البعض على تلك المسائل التي اختلف فيها السلف؟.....
أما الطريقة التجانية فإستغفار وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ولا إله إلا الله صباحا ومساء......
وقال الشيخ أحمد التجاني كما ورد في الإفادة الأحمدية ص 40 : إذا سمعتم عني شيئا فزينوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه و ما خالف فاتركوه.
وفي جواهر المعاني ج 1 ص 40 كان الشيخ التجاني يقول : الخير كله في التباع السنة والشر كله في مخالفتها.
وفيه ج 1 ص 52 : كان إذا رأى أحدا أخل بشيء إلا نبهه ويقول : أهكذا ورد في السنة؟!.
وفيه ج 2 ص 170 قال الشيخ التجاني : النص الصريح والكشف الصحيح لا يختلفان فإن الكشف الصحيح لا يدل إلا ما دل عليه النص الصريح..
وفيه جزء الثاني فصل الخامس قال : ولنا قاعدة واحدة عليها تنبني جميع الأصول : أنه لا حكم إلا الله ورسوله ولا عبرة في الحكم إلا بقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن أقوال العلماء كلها باطلة إلا ما كان مسندة لقول الله أو قول رسوله صلى الله عليه وسلم.....
ثم الدعاء لبوركينافاسو وأهاليها..... والسلام.
تعليقات
إرسال تعليق