من حفر قبر نفسه قبل موته لا بأس به
سـ : ما حكم من حفر قبره قبل أن يموت نسمع بعض الناس ينكرون ذلك ويعدونه من البدعة؟
جـ : حفر القبر قبل الموت من الإستعداد للموت لمن يريد ذلك ورد عن بعض كبار التابعين أنهم حفروا قبورهم بأنفسهم.
ورد في حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 263 قال : حدﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ، حدﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ حدﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ حدﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ حدﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺮﺯﺏ، ﻗﺎﻝ: " ﺩﻋﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ اﻷﺷﻌﺮﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻴﺎﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﺣﻀﺮﺗﻪ اﻟﻮﻓﺎﺓ ﻓﻘﺎﻝ : اﺫﻫﺒﻮا ﻭاﺣﻔﺮﻭا ﻭﺃﻭﺳﻌﻮا ﻭﺃﻋﻤﻘﻮا، ﻓﺠﺎءﻭا ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻗﺪ ﺣﻔﺮﻧﺎ ﻭﺃﻭﺳﻌﻨﺎ ﻭﺃﻋﻤﻘﻨﺎ...... الخ. وقال : ﺭﻭاﻩ اﻟﺠﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻌﻼء، ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺣﻔﺪﺓ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺜﻠﻪ.
وفي الحلية أيضا ج 5 ص 320 قال : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، حدﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺤﺬاء، حدﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، حدﺛﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ، حدﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺮﻧﺎ عمر بن عبد العزيز ﺃﻥ ﻧﺸﺘﺮﻱ، موضع قبره ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﺮاﻫﺐ.... الخ.
وفي طبقات ابن سعد ج 5 ص 316 قال : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﻭاﺳﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻷﺳﺪﻱ ﻭﻣﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻭاﻟﻌﻼء ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﺒﺎﺭ ﻗﺎﻟﻮا: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﺷﺘﺮﻯ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ.
وكرره ج 5 ص 320 أيضا .
وفي زهد الإمام أحمد رقم 1359 - ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻣﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺸﺨﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻄﺮﻓﺎ ﺣﻔﺮ ﻟﻪ ﻗﺒﺮا ﻓﻲ ﺩاﺭﻩ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺃ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺩﻓﻦ ﻓﻴﻪ ﺭﺣﻤﻪ.
وفي تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج 2 ص 55 أن ﻧﻌﻴﻢ التميمي اﺣﺘﻔﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﺒﺮا.....
في صفة الصفوة لابن الجوزي ترجمة 428 وفي طبقات ابن سعد ترجمة 2513 : ﻛﺎﻥ ﺿﺮاﺭا ﻗﺪ ﺣﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺨﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻓﻴﺨﺘﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺿﺮاﺭ ﺣﻔﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺒﺮا ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻓﻴﻪ.
وفي التبصرة ج 1 ص 216 : ﻭﻟﻤﺎ اﺣﺘﻀﺮ اﻟﺮﺷﻴﺪ ﺃﻣﺮ ﺑﺤﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ ﺛﻢ ﺣﻤﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﻃﻠﻊ ﻓﻴﻪ ﻓﺒﻜﻰ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﻠﻜﻪ اﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﻗﺪ ﺯاﻝ ﻣﻠﻜﻪ.
وفي تاريخ الإسلام ج 11 ص 53 : ﻭﻛﺎﻥ- أي بشر بن منصور - ﻗﺪ ﺣﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺧﺘﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ.
وفيه ج 49 ص 226 قال : عبد العظيم بن عبد الله ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﻔﺮ ﻗﺒﺮﻩ، ﻭﺃﻋﺪ ﻛﻔﻨﻪ، ﻭﻫﻴﺄ ﺩﺭﻳﻬﻤﺎﺕ.
وفي تاريخ بغداد ج 8 ص 102 : أن أبا بكر الفريابي ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﻔﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗﺒﺮا ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺃﺑﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺨﻤﺲ ﺳﻨﻴﻦ..
وفي تاريخ المدينة لابن شبة ج 1 ص 127 قال : قال ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ : ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺃﻯ ﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ يجول بين المقابر ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﻢ، ﻣﺎ ﻟﻲ ﺃﺭاﻙ ﻫﺎﻫﻨﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺒﺮ، ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﺩاﺭﻩ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻘﺒﺮ ﻓﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺘﻬﺎ، ﻓﻘﻌﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ اﻧﺼﺮﻑ، ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺇﻻ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ، ﻓﺪﻓﻦ ﻓﻴﻪ. وذكر مثله ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 4 ص 40.
ومع هذه الأثار الصحيحة وجدنا رئيس هؤلاء القوم ابن تيمية يتجاهل في الفتاوى الكبرى ج 5 ص 362 قائلا : ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻥ يحفر ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ، ﻓﺈﻥ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻭﻻ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻳﻤﻮﺕ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ اﻟﺮﺟﻞ اﻻﺳﺘﻌﺪاﺩ ﻟﻠﻤﻮﺕ، ﻓﻬﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ.
وتبعه الألباني وقلده تقليد الأعمى وقال في كتابه أحكام الجنازة ج 1 ص 160 : لا يستحب للرجل أن يحفر قبره قبل أن يموت...
تعليقات
إرسال تعليق